الجزيرة - الرياض:
كشفت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية «جويك» عن التطور الملحوظ الذي حققته صناعة الزيوت والدهون النباتية والحيوانية في دول مجلس التعاون خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب ازدياد حجم الطلب المحلي على هذه المنتجات نتيجة ازدياد عدد السكان، وزيادة الوعي بأهمية النظام الغذائي الصحي.
وأوضح عبد العزيز العقيل الأمين العام للمنظمة أن عدد المصانع العاملة في هذه الصناعة ارتفع من 24 مصنعاً عام 2003 إلى 37 مصنعاً عام 2013، وزادت استثماراتها التراكمية من 278.6 مليون دولار إلى حوالي 646 مليون دولار للفترة نفسها، كما ازداد عدد العاملين من 2488 عاملاً إلى 5558 عاملاً للفترة نفسها. وأشار إلى أنه نتيجة هذه التطورات ازدادت الطاقات التصميمية من حوالي 875 ألف طن عام 2003 إلى نحو 1,350 مليون طن عام 2013، أي بزيادة نسبية قدرها 54.3 %.
وشدد العقيل، على أن الزيوت والدهون بأنواعها المختلفة ذات أهمية اقتصادية كبيرة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعتبر هذه المنتجات إحدى ركائز الأمن الغذائي، وجزءاً مهماً من النظام الغذائي، وهي مادة غذائية أساسية ذات استهلاك كبير في العديد من القطاعات، وهي تتكامل مع الصناعات الغذائية الأخرى بدول مجلس التعاون كإنتاج الأعلاف، ولحوم الدواجن، إضافة إلى إنتاج البروتينات ومركزاتها وغيرها، كما أن لها علاقات تشابكية مباشرة وغير مباشرة مع عدد من القطاعات الاقتصادية، منها: الصناعات التحويلية، وصناعة الصابون، والصناعات الصيدلانية، والصناعات البلاستيكية، وصناعة الكيماويات. وتعتمد صناعة زيوت الطعام في دول مجلس التعاون بصورة رئيسية على استيراد الزيوت الخام لتكريرها، وذلك بسبب عدم توفر الحبوب الزيتية محلياً، عدا بعض الطاقات لاستخلاص زيوت السمسم، ومعاصر الزيتون التي بدأت حديثاً في المنطقة بعد التوسع في زراعة الزيتون، وخصوصاً في منطقة الجوف في السعودية.
وتشير بيانات البوابة التفاعلية المطورة لمعلومات الأسواق الصناعية IMIPLus، التابعة للمنظمة إلى أن السعودية حازت عام 2013 على المركز الأول في هذه الصناعة، حيث تمتلك 20 مصنعاً بلغت استثماراتها المتراكمة 285 مليون دولار، أي بنسبة 44.1 % من إجمالي استثمارات دول مجلس التعاون في هذه الصناعة، كما استقطبت 2415 عاملاً، بنسبة 43.5 % من إجمالي العاملين بدول المجلس، كما حازت على 59.5 % من حجم الطاقات التصميمية لدول مجلس التعاون. وجاءت الإمارات في المركز الثاني بعدد مصانع قدره 11 مصنعاً، وباستثمارات تراكمية بلغت 225.4 مليون دولار، أي بنسبة 34.9 %، وبعمالة قدرها 2343 عاملاً أي بنسبة 42.2 %، كما حازت على 29.1 % من إجمالي الطاقات التصميمية للزيوت والدهون بدول المجلس.
وبذلك فقد حازت السعودية والإمارات على حوالي 88.6 % من إجمالي حجم الطاقات التصميمية للزيوت والدهون النباتية والحيوانية في دول مجلس التعاون. وجاءت عمان في الترتيب الثالث، حيث حازت على 4 مصانع بلغت استثماراتها التراكمية 22.8 مليون دولار وعمالة قدرها 488 عاملاً، كما حازت على حوالي 9.5 % من إجمالي حجم الطاقات التصميمية لدول مجلس التعاون. وتمتلك الكويت مصنعاً واحداً ينتج عدداً من المنتجات الغذائية، ومنها الزيوت والدهون، بلغت استثماراته المتراكمة 107.2 مليون دولار، وعمالة قدرها نحو 263 عاملاً، وساهمت طاقاته التصميمية بنحو 1.8 % من إجمالي طاقات دول المجلس. تلتها قطر التي حازت على مصنع واحد لتعبئة زيت الزيتون وباستثمارات قدرها 5.5 مليون دولار وعمالة بلغت 49 عاملاً، وطاقة قليلة بلغت 500 طن فقط. أما مملكة البحرين فقد كان لديها مصنع واحد، توقف عن العمل منذ مدة طويلة.
تقدير الاستهلاك الظاهري
تستهلك دول مجلس التعاون وفق بيانات «جويك» كميات كبيرة من الزيوت والدهون النباتية والحيوانية، وذلك بسبب ازدياد عدد السكان، وتحسن مستوى المعيشة، وازدياد الوعي الصحي، ويقدر استهلاك دول مجلس التعاون من مختلف أنواع الزيوت والدهون عام 2013 بأكثر من 1.2 مليون طن، تستهلك السعودية قرابة نصف هذه الكمية، أي بنسبة 50.8 %، تلتها الإمارات بنسبة 24.4 %، ثم الكويت بنسبة 10.5 % تقريباً، تلتها عمان بنسبة 7.9 %، ثم قطر بنسبة 4 % تقريباً، تلتها البحرين بنسبة 2.5 %.
مصادر الزيوت والدهون ومراحل تصنيعها
توجد الزيوت والدهون في خلايا الأنسجة العضوية والسوائل الخلوية لبذور بعض النباتات (البذور الزيتية) وكذلك في الألبان، وفي الأنسجة المحيطة بالأحشاء الداخلية للحيوانات البرية والبحرية، ويمكن تصنيف الزيو ت بشكل عام إلى زيوت نباتية تشكل 80 % تقريباً من أنواع الزيوت، وزيوت حيوانية تقدر بنحو 19 %، وزيوت بحرية بنسبة 1 %. وتعتبر الحبوب الزيتية أهم مصادر إنتاج الزيوت، ومن أهمها فول الصويا، دوار الشمس، بذرة القطن، الذرة، الفول السوداني، الزيتون، السمسم، جوز الهند، ونخيل الزيت. كما أن هناك بذوراً زيتية تستخدم زيوتها لأغراض صناعية بصورة أساسية، ولأغراض غذائية بصورة جزئية، نذكر منها بذرة اللفت، وبذرة الكتان، وبذرة الخروع، وبذرة القرطم (العصفر) وغيرها. أما الزيوت والدهون البحرية فهي زيوت الأسماك والأحياء البحرية الأخرى، وتوجد الدهون الحيوانية في حليب الحيوانات البرية، كالأبقار والأغنام والماعز والجاموس والجمال.
واقع الصناعة
ومن خلال قراءة شاملة لواقع هذه الصناعة في دول الخليج يتبين أنها تعتمد على استيراد الزيت الخام أو شبه المكرر وتقوم بتصفيته وتكريره، ولا يوجد سوى بعض المعاصر لزيت الزيتون بصورة رئيسية في السعودية، أما الدهون النباتية والحيوانية فيتم إنتاج جزء كبير منها ضمن مصانع الألبان العاملة في دول مجلس التعاون. ويعتبر زيت أولين النخيل الأكثر انتشاراً في منطقة دول المجلس، وذلك بسبب سعره المنخفض نسبياً، ووجود جاليات آسيوية معتادة عليه بأعداد كبيرة، كما يلاحظ زيادة الاستهلاك من الأنواع الأخرى مثل زيت دوار الشمس وزيت الذرة وزيت الزيتون، أما بالنسبة لزيت فول الصويا وعلى الرغم من قيمته الغذائية، فما زال استهلاكه ضئيلاً، ويعود ذلك إلى عدم المعرفة والتعود عليه. وقد سعت معظم شركات إنتاج الزيوت النباتية في دول المجلس، وخاصة الكبيرة منها، إلى تبني إستراتيجيات فعالة في التسويق والمبيعات، بحيث حققت انتشاراً واسعاً في أسواق الخليج وأسواق الدول العربية الأخرى والأسواق الدولية، كما أنها تسعى باستمرار على التكيف مع متطلبات وأذواق المستهلكين، مما يساعد على زيادة الحصص وتنمية الصادرات.