الجزء السادس من كتاب (استراحة داخل صومعة الفكر) للأستاذ سعد البواردي صدر مؤخراً عن دار المفردات.. ويتضمن قراءة شعرية نقدية، ترتكز على التوجيه ورصد الذائقة الشعرية، تناولت أكثر من ثلاثمائة ديوان من شعر الفصحى.
وسبق أن نشرت في صحيفة الجزيرة وملحقها الثقافي وجاء في مقدمة الجزء السادس:
داخل محراب الفكر تبدو الأفكار مهما كانت كيبرة ضخمة تبدو صغيرة في حجمها أشبه بالذرات المتناثرة عبر أفق واسع شاسع الأطراف.
الفكر بمحرابه كالبحر بأثباجه وأمواجه يتعاظم ويتلاطم يحكمه المد والجزر، إلا بما يمنح ويهب من عطاء يزيد في رصيد مكنونه بالقدر الذي لا ينتقص من معينه والأفكار داخل المحراب كالمفكرين المستغرقين في أفكارهم أمام محرابها.
إن أعمار أفكارهم تتساوى مع أعمار أعمالهم وإنجازاتهم الخلاقة بالقدر الذي تعطي وبالقدر الذي تحجب منها ما يولد ميتاً حتى لو كان ضخم الجثة له بريق السراب.. إلا أنه لا يرطب الريق.
منها من يقتطع من العمر مساحة لا هي بالطويلة ولا هي بالقصيرة، تعيش لردح من زمن ثم تتوارى بعد أن يتآكل حسها المحدود القدرة والمقدرة والمعايشة ومنها ما يظل خالداً صامداً حتى بعد رحيل صاحبه.