الكاتب بلال فضل وضع مقدمة مختلفة لكتابه (في أحضان الكتب) نشر كلمتين إحداهما لليف اولمان التي قالت في مذكراتها: (لطالما اعتبرت الكتب كائنات حية بعد أن صادفت مؤلفين جدداً غيروا حياتي قليلاً، فبينما أمر بفترة ارتباك ما أبحث عن شيء لا أستطيع تحديده، إذا بكتاب معين يظهر، ويتقدم مني كما يفعل صديق، يحمل بين دفتيه الأسئلة والأجوبة التي أفتش عنها.
والأخرى لروائي أمريكي عاشق للكتب. يقول الروائي الأمريكي بول اوستر: (ولهذا السبب لن تموت الكتب أبداً، هذا مستحيل، انه الوقت الوحيد حيث نذهب حقاً إلى داخل عقل أحد الغرباء، ونجد فيه أن إِنسانيتنا المشتركة هي من يفعل ذلك، فالكتاب لا ينتمي فقط للكاتب بل ينتمي للقارئ أيضاً، ثم يصير بعدها للاثنين معاً، أن يجعلاه على ما هو عليه.
ويقول الكاتب بلال فضل في كتابه: يحدث أحياناً أن يظلم الكاتب بنفسه عملاً له أكثر مما يظلمه النقاد، الكاتب الروسي دوستوفسكي فعل ذلك عندما أخذ موقفاً سلبياً من روايته الجميلة (مذلون مهانون) حيث كتب مقالاً في مجلة العصر عام 1864 بعد نشر الرواية في طبعة مستقلة يعتذر للقراء عن تسرعه في نشر الرواية على حلقات معترفاً أنه كتبها في ظروف خاصة فرضت عليه أن يسرع في الكتابة، لأن مجلة الزمان الأدبية التي أنشأها أخوه كانت في حاجة إلى رواية مسلسلة لتنشرها فقرر أن يعطيها الرواية دون أن يتسع وقته لبناء روايته بشكل محكم.
الكاتب التركي عزيز نيسين يقول: عندما يسألني أحدهم كيف تستطيع الكتابة بهذا الشكل؟ أشعر حقاً بغضب خفي مفاجئ كأننا نكتب على كيفنا.. نكتب لأننا في ضائقة.. في فاقة.. لو بدأت حياتي من جديد فلن أستطيع اختيار سوى هذا الطريق.