صدر مؤخراً كتاب (المرأة السعودية الجديدة) للأستاذة فاطمة فيصل العتيبي.. وقد تضمن عشرات المقالات التي كتبت عن المرأة السعودية عبر زاوية نهارات أخرى بهذه الجريدة.. وأهدت المؤلفة الكتاب: إلى الحراك النسوي المتزن المحب لمجتمعه النبيل في أهدافه.. في ظل وطن كريم يقدر النساء ويهب لهن آتياً بهياً يليق بهن.
وكتب الاستاذ خالد المالك مقدمة قال فيها: نحن مع المرأة السعودية الجديدة بعلمها وثقافتها وطموحاتها وتحدياتها ووعيها وإصرارها على بلوغ الأهداف التي تسعى إليها، وهو موقف لا نمن به أو تدفعنا العاطفة لتبنيه، فالمرأة شريك فعال ومهم في الحياة، وهي في مجالات محددة ونوعية أقدر من الرجل في تقديم الخدمة المناسبة للوطن والمواطن، ومن الخطأ تجاهل هذا الواقع والاستسلام لأفكار قد تحرم المرأة من بعض حقوقها.
هذا الكتاب للزميلة فاطمة بنت فيصل العتيبي يعبر بشكل أو بآخر عن علاقة المرأة بالتنمية والتعليم والوظيفة، ويبرز دورها المؤثر في الحياة وينبه إلى ظاهرة تهميشها بعدم قبولها في فرص العمل الكثيرة التي ينبغي أن تتاح لها.
وتقول المؤلفة في فقرات من كتابها (المرأة السعودية الجديدة):
* إن المبالغة في التعامل مع المرأة كحمولة من العبوات الناسفة يحملها الرجل كمسؤولية على أكتافه ويسير بها في طريق مليء بالألغام هو إعادة للجاهلية الأولى التي يكفهر بها وجه الرجل حين يبشر بالأنثى.. ويحتاج إصلاح الأمر إلى إصلاح المناهج وتحسين صورة المرأة فيها وإعادة النظر في إدراج النصوص الدينية التي تخص المرأة، ومتى تدرج وما جدوى إدراجها؟ خصوصاً أنها في الغالب تدرج وهي مفصولة عن مناسبتها التي قيلت فيها، مما يجعل معناها يأتي عاماً ودالاً عليه وهي غير ذلك.. في مجتمع يوغل في التحذير من المرأة واعتبارها عبئاً ثقيلاً لا يخف حمله إلا بالتخلص منه بالموت..
* محاربة النساء الناجحات محاولة مكشوفة لإجهاض مشروع تفوق المرأة ومحاولة استعداء ضد مشروعات قرارات منتظرة لتوزير النساء في المجتمع السعودي وإشراكهن في إدارة الشأن العام.
* المفاجأة المذهلة أن النساء اللاتي يصنعن الكعكة ويتحملن الهجوم والشتائم في سبيل التطوير والحراك المأمول يفاجأن بأن الكعكة تذهب لأسماء نساء صامتات لم يطالبن يوماً بأي مشاركة أو حقوق أو أي خطوات إيجابية لعمل المرأة.. بل إن بعضهن ممن اشتهرن بمقولات يرددنها على أسماع الفتيات وتدور حول أهمية القرار في البيت والتفرغ للزوج والأولاد.
* يتفق السعوديون على أن ثمة جبلاً عظيماً تكون من صغار الحصى في غفلة منا واستطال وعظم أمره هو ولاشك نقل المعلمات!
فالخصوصية السعودية التي تؤطر النظرة للمرأة أصبحت إرثاً ثقيلاً تحول إلى جبل عظيم خرج الناس كلهم إليه لكنهم ما هم بمزحزحيه.
* إن استجابة الجهات الرسمية في سن قوانين تسهم في منح المرأة حراكاً مأموناً في مجتمعها سيترك أثراً بائناً في إصلاح كثير من الممارسات والتطبيقات الاجتماعية والإدارية في ملف المرأة السعودية الذي تحققت له كثير من المعالجات المهمَّة والمفصلية.
ولعل هذا الكتاب يجيء في سياق التأكيد على أهمية صوت المرأة في وطنها وسقف الحرية التي منحت إياه في سبيل أن تعبر عن هموم وقضايا بنات جنسها.