تعليقاً على مقال الكاتب محمد آل الشيخ الصادر بتاريخ 27 ربيع الأول 1436هـ، الذي كان بعنوان (الحياة الفانية والحياة الباقية)، أقول معلقاً: ما يحدث خلال هذه الأزمنة هو خروج عن الطبيعة التي خلق الله سبحانه عليها الناس جميعاً، فالبحث عن الحياة الفانية واللهث وراءها لا يستقيم مع ما خلقه الله في الإنسان من غرائز. وتقول في هذا فضيلة الجفال قولاً مهماً: «الكبت الجنسي في المجتمعات المسلمة هو الدافع الأول وراء شعبية هذه التنظيمات الإرهابية». وفي رأيها، إن «فكر (داعش) هو فكر جنسي بالأساس. الجنس سلاح ترويجي كبير، فـ(داعش) يروج لنفسه بالمتع الذاتية بين البوهيمية وبين الممارسات التي يشرعن لها بمهمة (نبيلة) تحت غطاء الجهاد».
وتشخيص كهذا يؤدي بنا للتأمل في المناهج التربوية التي لها أثر سلبي على أمزجة الشباب؛ إذ يمكن أن نعتبر معظم الموالين لداعش مصابين بأمراض نفسية؛ يحتاجون بسببها إلى عزلهم عن المجتمع لفترات زمنية يخضعون خلالها للعلاج النفسي.
كما أنه يظهر أن الحديث عن السبايا والحور العين هو ما يستخدم مع «ربيعنا». في واقع الأمر إن تلك التنظيمات تستهدف شريحة المهاويس والمرضى النفسيين في مجتمعاتهم، وتلعب على أوتارهم الحساسة، طبعاً ليسوا من نزلاء المصحات العقلية، فالمجانين في الشارع أكثر ممن هم في المستشفى حسب المقولة الشهيرة. نحن جميعاً نلحظ وجود هؤلاء في كل مكان وموقع، فبعضهم يحملون شهادات عليا، وبعضهم يحتلون مناصب إدارية وتنفيذية مرموقة، ومنهم بالطبع من «يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر!!» فإذا تعاملت معهم عرفت أنهم مرضى، ضحايا مجتمعات وإفرازات تربوية خاطئة، وهم موجودون في كل مكان في العالم، وليس لدينا فقط. فمن يأتون من أوروبا مثلاً هم ضحايا للتمييز والعنصرية التي تُمارس بحقهم هناك من قِبل «الأجناس البيضاء» التي يعيشون بين ظهرانيها، وشعورهم بالدونية في أوطانهم التي هي ليست أوطانهم «الأصلية» بالطبع، وهكذا يندرج الأمر على كل «المأزومين» الذين يشعرون بالتهميش واليأس في مجتمعاتهم، فهم الصيد.
نجوى عبدالله الأحمد - الرياض - جامعة الأميرة نورة