السياسة الروسية لازالت متدثرة بجلبابها القديم بنظرة أحادية متشددة لا تعرف المرونة, إنه نمط سوفييتي من عهد برجنيف مرورا بيلتسن.. ساسة شهد عنهم الصرامة بالمواقف الدولية.،وعلى هذا النسق المتسق سار عليها الأتباع من الشداد الغلاظ الذين توالوا على منصب وزارة الخارجية الروسية ليومنا هذا، مما جعل السياسة الروسية تسير بالاتجاه المعاكس في الشرق الأوسط بانتفاء مصداقيتها ووفائها مع حلفائها بالشرق الأوسط مما جعل مصر في عهد الرئيس أنور السادات يقوم بطرد عشرة آلاف خبير بعد صفقة الأسلحة الفاسدة. وانعدام الثقة بهم, مما قلص نفوذ السوفييت ولما يعد لهم موضع قدم بالشرق الأوسط. إلى أن أتت المشكلة السورية لتعود مجددا بزخم إعلامي مصاحب لتحركها السريع بمجلس الأمن الدولي لتفرض حق «الفيتو» بالممانعة بالتدخل بالشأن السوري. ومن ثم تحريك بوارجها في الدخول لمياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة, للإقامة بمرفأ طرطوس واللاذقية السورية, زاعمة بأن هناك اتفاقية مع النظام السوري إبان حياة الرئيس الهالك حافظ الأسد.
وعندما استكملت وضعها العسكري بالرسو بميناءي طرطوس واللاذقية، ودخول حليف ثاني إيراني هيمنتا على سوريا, في غياب و تخاذل أمريكي عن المشكلة السورية الدامية, الأمر الذي شكل خطورة على الوضع السوري وضربة قوية للمقاومة السورية المتمثلة بـ»الجيش الوطني الحر» المناهض لسياسة النظام السوري القاتل لشعبه في ثورته السلمية ضد سياسة النظام الذي قتلت مئات الآلاف وهجرت الملايين في سبيل إدامة حكمه على رؤوس الجماجم باتباع سياسة الأرض المحروقة.
سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي الحالي. المولود من أب روسي وأم أرمنية كانت موظفة في وزارة الخارجية ألسوفييته الروسية. اشتهر باللاءات الممانعة..والجهامة الصارمة, في عمله الدبلوماسي. وهو العمل الذي يتطلب الليونة الدبلوماسية المرنة. وهذه لم تكن شفيعا له رغم أنه خريج معهد موسكو للعلاقات الحكومية الدولية وانخراطه بالعمل الدبلوماسي كلية وعمله ببلدان دولية وتعلمه اللغات الانجليزية والفرنسية والسنغالية. اللغة الأصلية لأهل «سريلانكا» بعدما عمل بالبعثة الدبلوماسية بالسفارة السوفييتية الروسية هناك كملحق دبلوماسي. ليعود بعد فترة طويلة للخارجية السوفيتية ومن ثم إيفاده للولايات المتحدة ليعمل في البعثة الدبلوماسية للاتحاد السوفييت في هيئة الأمم المتحدة سكرتيرا ومستشارا لبلاده. وهو ما عرف بمواقفه المتصلبة واكتسابه شهرة في بلاده وصحافتها... سيرغي أتى لتسلم زمام وزارة الخارجية السوفييتي الروسي وقد عينه الرئيس فيلادمير بوتين خلفا للوزير ميخائيل بوغدانوف لوزارة الخارجية. وما أمر من سيرغي إلا بوغدانوف!!
بوغدانوف وزير الخارجية ما قبل سيرغي، هو الآن المستشار للرئيس فيلادمير بوتين. وهذا الثلاثي هم من يشكلون القاسم المشترك الأعظم في رسم السياسة الروسية الخارجية مع جوقة من المستشارين الروس لـ»بوتين». بوغدانوف الذي قال لبوتن قبيل اجتماع جنيف2.يجب على روسيا ألا تعطي فرصة لأمريكا وحليفها الغربي أن تنفرد بعقود النفط والإعمار وتقاسم النفوذ إالسياسي والاقتصادي في المنطقة.
بغدانوف وفق ما ذكرته وسائل الإعلام. هو من روج أكذوبة أن ماهر الأسد. كان مع الخلية الأمنية في مبنى الأمن القومي السوري وقد فقد ماهر ساقيه وهو يعالج في روسيا ومقيم بها حالياً.. وتصف التقارير الإعلامية. أن بغدانوف اجتمع أكثر من مرة مع نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد, في منفاه.كما أن بغدانوف يقوم حاليا بالكثير من المهام السرية التي يقوم بها- كمستشار الآن بخبرة تقلد من خلال الكثير من المناصب الدبلوماسية بالخارجية السوفييتية الروسية, سفيرا لبلاده في اليمن الجنوبي ولبنان وغيرهما.لذلك فسيرغي وبوغدانوف. هما حارسا مصالح روسيا الجدد في الشرق الأوسط, وخلفهما القوة الروسية الضاربة بعمق الحرب السورية بالخبراء والسلاح والدعم الإيراني بالمال ومقاتلي حزب الشيطان وفصائل جهادية مأجورة. كان الله بعون سوريا الصابرة الدامعة الدامية!!