إن الدين عند الله الإسلام وهو دين السلام والمحبة والوئام وهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده فنحمد الله الذي جعلنا مسلمين وتفضل علينا بأشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الهادي إلى صراط مستقيم والرؤوف الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم ،الذي دعا إلى نشر الأمن والأمان والطمأنينة بين الناس فحرم دينه العنف والفساد وترويع الآمنين وحرم قتل الأنفس البريئة بدون حق، فالإرهاب ونشر الفتن والخروج على ولي الأمر ضرب من ضروب الإفساد في الأرض والمفسدون هم الإرهابيون الدعاة الأشرار دعاة الفتنة والضلال، والمخربون من الفئة الضالة عن طريق الحق فئة فاسدة عقدياً وأخلاقياً اتبعوا ما تمليه عليهم شياطينهم من قوى عدائية خارجية حقداً وكرهاً على الإسلام والمسلمين في بلاد الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية بوجه خاص والعالم أجمع، فأغواهم الشيطان وزين لهم سوء أعمالهم قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا}.. فهم يشنون هجمات على المسلمين ويحاربونهم ويفجرون كل مكان حتى بيوت الله لم تسلم من شرورهم فيقتلون جند المسلمين وعلماءهم وشبابهم وأطفالهم ونساءهم ظلماً وعدواناً ويسعون في الأرض بالفساد بالتفجيرات وغيرها، فأهلكوا الحرث والنسل وخربوا البيوت وعطلوا المساجد، بل هدموها وارتكبوا المعاصي بسفك الدماء المعصومة وترويع الآمنين في ديارهم وقطع الطرق وسلب الأموال والإعتداء على الحرمات والأعراض والأموال والخروج على ولاة الأمر معتقدين بزعمهم الباطل أن هذا هو الجهاد!! والجهاد في سبيل الله منهم براء، بل إنهم أساؤوا إلى الإسلام والمسلمين وشوهوا حقيقة الإسلام قاتلهم الله أنى يؤفكون إن ما يقوم به الإرهابيون المجرمون خوارج هذا الزمان هو بحق الفساد في الأرض الذي حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}.. وقد ذكر الله عز وجل في حق مرتكبيه: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ} الآية ونص القرآن الكريم في أكثر من أية.
وجوب محاربتهم ومعاقبتهم بأشد العقوبة فكان قتلهم وإزهاق أرواحهم هو الأزجى والمؤمل وذلك لكسر حدة جرأتهم على سفك الدماء المحرمة والإرهاب الذي يقومون به وينفذونه ظلماً وعدواناً على الناس الأبرياء فالقتل وهو أقبح جريمة لما يترتب عليها من مفاسد ومضار ومحاربة لله ورسوله والمؤمنين، لذلك شدد الله سبحانه وتعالى على من فعل ذلك العقوبة بالقتل نكالاً من الله لهم وتخلصاً منهم ومن شرورهم وأذاهم وقطعاً لدابرهم.. إن الشر والفساد الذي لازم الإرهابيين بتآمرهم على المسلمين وإسرافهم في القتل وإيقاد نيران الفتن وإشعال الحروب في كل مكان لم يكن عن جهل وعدم معرفة منهم بعواقب أفعالهم بل تمرد على شريعة الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم واستباحوا لأنفسهم الإرهاب وأسرفوا في قتل الأبرياء وسعوا في الأرض مفسدين والله لا يحب الفساد ولذا توجب الأخذ بأقوى عقوبة في حقهم بما انزل الله وهو العليم الحكيم سبحانه بما يصلح البلاد والعباد؛ فبقاؤهم شر وبلاء على الإسلام وأهله فهم بزعمهم يعتقدون أنهم يسعون في الإصلاح، بل إن أعمالهم هي الفساد والخراب بعينه قال عز من قائل عليماً: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} فحكم الله واضح وصريح فيهم ومن أحسن من الله حكماً؟ أوليس الله بأحكم الحاكمين؟ قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.. ولم يقل سبحانه يسجنوا وهو الحكيم الخبير بما يصلح الناس بل جعل الإمام وهو خليفته في أرضه مخير في انزال العقوبة التي يرعى أنها مناسبة لاستتباب الأمن والطمأنينة في البلاد والمقيمين على أرضها ومحاربة للفساد والمفسدين فقد جاء في الأثر (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) فضعفاء الإيمان من الناس وقلة خوفهم من الله شديد العقاب لا تؤثر فيه زواجر القرآن ونهيه بل يقدمون على ما حرم الله لكن متى علموا أن هناك عقوبة صارمة من السلطان ارتدعوا وخافوا من العقوبة ولا شك أن في اختيار الحكم بقتل المفسدين في نظري ولا أتألى علحكم الله عز وجل لهو أنجع الحلول وأقواها علاجاً (فآخر الطب الكي) فالعضو الفاسد يبتر ليسلم باقي الجسد فاقتلوهم أينما لقيتموهم واشهروا سيوف الحق والعدل على رقابهم فإن في قتلهم وإراحة الناس منهم أجر عظيم فوالله ليس في السجن ما نرجوه في عقاب رادع لأولئك الأشرار؛ فالواقع أثبت ذلك فكثرة وقوع أعمالهم الإجرامية واستمرارها دون خوف أو وجل من الله ولا من ذي سلطان حتى بعد خروج بعضهم من السجون بعد انتهاء محكوميتهم ومناصحتهم وإكرامهم وأخذت عليهم العهود والمواثيق لأكبر دليل على ما أقول فلم يستفيدوا من الفرص التي أتاحتها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الموفقة من فتح باب العفو والمناصحة لمن تاب ورجع إلى الصواب وسلم نفسه قبل أن يقبض عليه.. فالارهابيون الخونة استمرأوا أعمالهم الإجرامية الخبيثة فعادوا لما نهوا عنه إصراراً واستكباراً لأنهم علموا أن مصيرهم السجن كمن سبقهم فما يلبثوا إلا ويخرجوا مهما طالت مدة محكوميتهم ولم يسمعوا بتنفيذ عقوبة الإعدام والقصاص ممن سبقهم وتم القبض عليهم.
وقائد هذه الأمة السعودية حرسه الله وأمد في عمره في طاعته وألبسه الصحة والعافية وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وسمو وزير الداخلية، وفقهم الله وسددهم كثيراً ما يشددون على الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بعقيدة هذه البلاد الطاهرة وأرضها المقدسة وشعبها النبيل والمقيمين على أرضها وكل من يسعى في إخلال الأمن وترويع الآمنين بأن جزاءه الرادع بحقه شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. ولا تهاون ولا هوادة في ذلك.
وفي بلادنا والحمد لله لا زالت قواتنا الباسلة ورجال الأمن السعودي الأبطال في ثكناتهم وخنادقهم صيفاً وشتاءً ليلاً ونهاراً في جهاد مستمر في مكافحة الإرهاب والإرهابيين وعلى جميع حدود مملكتنا الفتية بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله مضحين بأرواحهم في سبيل الله ثم في الدفاع عن دينهم الإسلام الحنيف ومقدساتهم الطاهرة ومليكهم المحبوب وبلادهم المملكة العربية السعودية.. ويقومون بكل شجاعة وإقدام في قمع الفتن واستباق تنفيذ المجرمين أهدافهم الدنيئة بفضل الله وكرمه وهم مع تواصل انتصاراتهم الموفقة بتوفيق الله يقومون بواجبهم بكل بسالة وشجاعة وبعزم لا يلين مستمدين قوتهم من الله عز وجل ثم بإيمانهم العميق بعقيدتهم الإسلامية التي تدعو إلى محاربة الإرهاب أيا كان نوعه وما تقدمه لهم حكومتهم الراشدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده والنائب الثاني وما يبذلونه من دعم ومساندة لأجل الدفاع عن عقيدتهم السمحة والجهاد في سبيل الله ثم في حراسة المقدسات والذود عن حياض الوطن وترابه الطاهر وحماية المواطنين والمقيمين وألسنتهم تردد (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه فإما النصر على الطغاة أو الاستشهاد في سبيل الله) وما سقوط العديد من جندنا الأبطال الذين نحسبهم عند الله شهداء في سبيله إلا مثالاً صادقاً للتضحيات والبطولات وجنودنا حراس الفضيلة والعقيدة والمقدسات الشريفة والوطن الغالي منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. رحم الله من مات منهم وعافى جرحاهم وبارك في الباقين منهم فهم لا يزالون الدرع الواقي والحصن الحصين بعد الله لهذه البلاد المباركة والمحمية بحماية الله عز وجل. وإن استمرار تلك المسلسلات الإرهابية وفداحتها الإجرامية ما كانت لتتم لولا إرادة الله قبل كل شيء قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}، ثم الدعم اللا محدود من أعداء الأمة الإسلامية وإن في مقدمة الداعمين للإرهاب هم الفئة الصفوية الضالة والمضلة وغيرها من دعاة الشر والفساد وأعوان الشيطان، وإن التساهل في الأحكام بتخفيف العقوبة في حق من أخل بأمن الوطن والمواطن وذلك بعدم تنفيذ أحكام صارمة ترقى إلى فداحة الجرائم وعظمها في حق من يتم القبض عليهم ممن سلك مسلك الإرهاب واعتنق الفكر التكفيري الضال بل إن محاكمتهم بما يتفق والآية الكريمة: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسادًا أَن يُقَتَّلُواْ}.. لهو كفيل في تحقيق الأمن والاستقرار واستئصال بذور الشر والفساد من جذوره بحول الله وقوته فماذا جنينا من الأحكام بالسجن؟ حتى ولو كان مدى الحياة!! بل لقد استمر الإرهابيون في مسلسلاتهم الإجرامية الوقحة فلم يكن لهم السجن بالرادع فحكم الله وهو الحكم العدل والله أحكم الحاكمين وهو عز وجل أدرى بما يصلح البلاد والعباد، فكان كلام الله خير فتوى وأوضح منهج وأصلح طريقة في الحكم بين الناس، فكان القتل لمن سولت له نفسه السعي في الأرض بالفساد والخراب وتعطيل مصالح الناس ومعيشتهم وسفك الدماء المعصومة وقتل الأبرياء بغير حق إصراراً وتعسفاً وترويع الآمنين عمداً واستهتاراً بأنظمة البلاد وخروجاً على ولي الأمر.
وإن تنفيذ أحكام الله في الإرهابيين المفسدين في الأرض بالقتل هو خلاص للأمة ونجاة لها من كل شر قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ} فلا تأخذنا فيمن سعى بالفساد رأفة ولا رحمة ولا نخاف في الله لومة لائم فمطالبات كثير من المدعين العامين بإيقاع أشد العقوبة وهي الإعدام في حق من يثبت قيامه واشتراكه في عمليات إرهابية، ولولا لطف الله بالأمة حيث مكن الله منهم وهو ما نطالب به نحن جميعاً لأن السجن وحده لا يكفي بل لا يغني من الأمن شيئاً إلا في حدود يمكن معالجتها. أما العقيدة والمقدسات وأمن الوطن والمواطن فهذه خطوط حمراء لا يمكن تخطيها بأحكام لا ترقى إلى مستوى الجرم والجرائم الشنيعة من قبل وهدم وتفجير وترويع إني أعيد ما سبق أن كتبته من سنوات أن السجن وحده لا يكفي بل استئصال الشر من جذوره فقد بلغ السيل الزبى فهناك أطفال تيتموا ونساء ترملن وأسر كثيرة فقدوا عائلهم بعد الله وجنود في زهرة الشباب قتلوا غدراً وعدواناً فاقطعوا دابر المفسدين قطع الله دابرهم وشل أيديهم ومن شايعهم اللهم آمين. وإن مما دعاني إلى كتابة هذه الأسطر هو حزن على فقد رجالنا الأبطال وتفاقم الأعمال الإرهابية في بلادنا الغالية ومحاربتها من كل جهة وفي كل منطقة ومدينة وقرية شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً حتى غزونا بالمخدرات والمسكرات وبكل رذيلة سقط كثير من رجال الأمن نحتسبهم عند الله شهداء، خسرهم وطنهم فكفى إزهاقاً لأرواح جنودنا الأشاوس وأبنائنا الأبرار بدون وجه حق على أيدي الفسقة ولا يجب أن تذهب دمائهم هدراً دون أن نأخذ بثأرهم ونقتص من الجناة المعتدين فبالقصاص يستتب الأمن وتستمر الحياة وتطمئن الناس وردع للجريمة ومحاربة للإرهاب وحفظ لحق المقتول ظلماً وعدواناً وحماية للدين والمليك والوطن ثم لا بد قبل الختام من الإشادة بجهود المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في مناداة العالم أجمع إلى إنشاء مركز متخصص دولي لمكافحة الإرهاب ومحاربته وما قدمته الحكومة السعودية من دعم مادي للمركز وختاماً أرجو من أعزائي قراء مقالتي المتواضعة والتي كلها غيرة على ديني ووطني وإخواني المواطنين ألا يلوموني على انفعالي الشديد وأرجو منهم التفضل بقراءة مقالة الأستاذ الدكتور أحمد الفراج في جريدة الجزيرة الغراء الصادرة يوم الخميس 17 ربيع الأول صفحة محليات رقم 9 بعنوان: (اعملوا سيف الحقي رقبة الإرهاب) فقد كان أبلغ مما كتبت وفقه الله وأعانه، حرس الله بلادنا ومليكنا وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد والشعب السعودي والحكومة الرشيدة وجميع بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وقطع دابر المفسدين إنه ولي ذلك والقادر عليه.