القاهرة - الجزيرة - نهى سلطان:
أكَّدت مصر أن الفقر والتهميش ونقص التعليم وفرص العمل ولاسيما بين الشباب، واستمرار الاحتلال الأجنبي وتفشي العنصرية تعد من أبرز العوامل التي تؤدي لخلق بيئة حاضنة لظاهرة التطرف والإرهاب التي يعاني منها العالم، جاء ذلك في بيان مصر أمام جلسة النقاش المفتوح التي عقدها مجلس الأمن حول «التنمية الشاملة وحفظ السلم والأمن الدوليين» والتي ألقاها السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك وقد شهدت الجلسة مشاركة رفيعة المستوى، حيث عقدت تحت رئاسة «ميشيل باشيليه» رئيسة تشيلي التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر يناير الجاري، وبحضور كل من سكرتير عام الأمم المتحدة والليبيرية «ليما بوي» الحاصلة على جائزة نوبل للسلام وشدّد السفير أبو العطا على أهمية إشراك المرأة والشباب في برامج التنمية، وكذلك توفير فرص العمل والتعليم والتدريب للمهاجرين بما يتيح لهم ليس فقط المساهمة إيجابياً في تنمية مجتمعاتهم، بل أن يصبحوا جسوراً للتواصل مع مجتمعاتهم الأصلية، وأكد مندوب مصر الدائم على أن مناقشة مجلس الأمن لهذا الموضوع تكتسب أهمية خاصة لتزامنها مع انطلاق المفاوضات الحكومية المعنية بصياغة الأجندة الدولية للتنمية لما بعد 2015، وأوضح أن التكلفة الفادحة للنزاعات وما تؤدي إليه من خسائر في الأرواح وإهدار للموارد تدعو إلى تبني إستراتيجية للدبلوماسية الوقائية تهدف لمعالجة جذور النزاعات والحيلولة دون اندلاعها، مشيراً إلى تأكيد مصر على ضرورة احترام الأولويات والاحتياجات التي تحددها الدول، وفقاً لاعتبارات السيادة الوطنية، بمشاركة الأطراف السياسية والمجتمع المدني، لصياغة الإستراتيجيات الوطنية التي تهدف لتحقيق التنمية الشاملة، وذلك لضمان الملكية الوطنية وأشار مندوب مصر الدائم إلى أنه لا يمكن النظر لقضية التنمية بمعزل عن الإطار الأوسع الإقليمي والدولي، لذا تبرز الحاجة لدعم المبادرات الإقليمية للتعاون والتنمية، داعياً لإرساء أسس جديدة لنظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة بما يمكن الدول النامية من تحقيق معدلات أعلى للنمو وزيادة الإنتاجية والاستفادة من التقنيات الحديثة وتوطينها، موضحاً أن هذه الموضوعات يتعيّن حسمها في إطار المفاوضات الدولية حول أجندة التنمية لما بعد 2015 .