الجزيرة - الرياض:
أكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان، أهمية دور الإعلام في جذب الاستثمارات من خلال نشر ثقافة الاستثمار. كما شدد على دور الهيئة في تنظيم عملية الاستثمار المحلي والأجنبي في السوق السعودي، مستعرضا العديد من النماذج والتجارب، التي تقوم بتطبيقها الهيئة على المستثمرين والتي خصص لها عنوان «مفهوم وأساس الاستثمار الأجنبي ودور الهيئة العامة للاستثمار وإعلام التنافسية والاستثمار. جاء ذلك عقب إطلاق أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي أول برنامج تدريبي من نوعه في الصحافة والإعلام الاستثماري بعنوان «إعلام التنافسية والاستثمار» في الرياض بحضور نحو 30 صحافيا وصحافية.
وبارك الدكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام الحملة التدريبية التي تقودها الأكاديمية للنهوض بـ«التخصص الصحافي» ورفع أدوات الصحافيين والصحافيات، وطالب رجال الصحافة بالتخصص. وقال إن الصحافي الشامل أضحى أثر بعد عين وأن الصحافي يتعين عليه سبر أغوار المهنة من خلال تركيزه على تخصص يجيد أدواته ويفهم طلاسمه وينمي معارفه بملاحقة مستجداته.
وخاطب رجال الصحافة والإعلام عامة في السعودية قائلاً إن سوقنا جاذبة ومتعطشة للمهنيين وتستقطب دور الإعلام والإعلان من خارج الحدود مشيراً أن من يدير رحى 80 % من السوق هم من خارج الحدود ويوجهون بوصلتهم لسوقنا حيث يجدون فيها مبتغاهم وضالتهم ويحققون منه ملائتهم المستهدفة. وأردف في حديثه لرجال الصحافة أثناء مشاركته في الجلسة الافتتاحية لدورة تثقيف الصحافيين في إعلام التنافسية والاستثمار التي نظمتها أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار: على أهمية الإعلام المتخصص، وعمليات التدريب وتطوير الموارد البشرية الإعلامية وتخصصها.
وكرر الجاسر مناداته لرجال الصحافة بضرورة التخصص، مشيراً إلى أن زمن الإعلامي الشامل انتهى في ظل التنوع الكبير في مصادر المعلومات، والتي تتطلب أن يتخصص كل صحفي في مجاله؛ من أجل أن يبدع ويتمكن من تقديم الصورة الحقيقية والجودة في المعلومة التي يتلقاها المتلقي الذي أصبح لديه الكثير من الحنكة والتمييز بين المتخصص وغير المتخصص. وأضاف: «إن المجالات المتنوعة في الإعلام تساعد كثيرا في تلبية كافة التوجهات الإعلامية من السياسية أو الاقتصادية؛ كون التجارب أثبت أن المتخصص في عمله «يبحث عنه الجميع» في كافة مؤسساته سواء الحكومية او الخاصة.
ودلل على أهمية التخصص أن وزارة الإعلام خرجت العديد من الإعلاميين المتخصصين في مجالاتهم إلى الإعلام الخارجي وتلقفتهم القنوات الأخرى، وهذا دليل على أهمية وضرورة التخصص في العمل الإعلامي. وطالب نائب وزارة الإعلام، خلال الجلسة الافتتاحية لدورة «إعلام التنافسية والاستثمار»بضرورة تنويع مصادر المعلومة لدى الإعلامي المتخصص، والقراءة في أهم المواضيع الاقتصادية التي تنمي العديد من المهارات التحليلية لدى الصحافي، والتي يحتاجها القارئ والمتلقي بصفة عامة .
واستهدفت الأكاديمية من خلال الدورة تطوير الأدوات الاحترافية للصحافيين والإعلاميين في قطاع الإعلام الاقتصادي والاستثماري في السوق المحلي، ومدهم بوسائل التعامل مع القطاع الاستثماري برفع مستوى الطرح والتناول الاقتصادي وتدعيمه بالأرقام والمصادر التي تعزز صدقية المضمون ما يرفع من ثراء المادة الصحفية للباحث والمتابع المحلي والعالمي.
واحتوى البرنامج التدريبي على خمس جلسات رئيسية في ثلاثة أيام تم خلالها طرح ومناقشة عدد من المواضيع الأساسية في الثقافة الاقتصادية والاستثمارية، ومنها مفهوم وأساس نظام الاستثمار الأجنبي، وعلاقة نظام الاستثمار بالمؤسسات الحكومية، وشرح مفهوم التنافسية والتصنيفات الدولية وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع، إضافة لقراءة عامة للمشهد الاقتصادي واستنباط المعلومات الاقتصادية وصياغتها وتحويل الأرقام إلى مادة إعلامية اقتصادية، مع التركيز على النظام الاقتصادي للمملكة والمصطلحات الاستثمارية وتأثيرات الاستثمار الأجنبي ودوره في القدرة الاقتصادية المحلية وارتباط المملكة بالاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، كذلك مناقشة الاستثمار من الناحية القانونية وعن التأثيرات الدولية لقوانين الاستثمار، ومناقشة السياسات التحريرية وأساليب الصياغة المهنية لقوالب التحرير الصحافي.
وشارك في تقديم البرنامج عدد من الأسماء البارزة في عالم الاقتصاد والاستثمار والصحافة الاقتصادية والإعلام.
وتناول الرئيس التنفيذي لأنظمة وإجراءات الاستثمار بالهيئة العامة للاستثمار الأمير سعود بن خالد الفيصل، ومدير عام إدارة تطوير أنظمة وإجراءات الاستثمار بالهيئة الدكتور عايض العتيبي، ثقافة الاستثمار والتنافسية، تطرق من خلالها الأمير سعود بن خالد لنظام الاستثمار الأجنبي وعلاقة نظام الاستثمار بالمؤسسات الحكومية، مع شرح لمفهوم التنافسية والتصنيفات الدولية وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع. فيما تناول الدكتور العتيبي عددا من القضايا الإجرائية التي تتبعها الهيئة وأدوات التطوير التي تتخذها ورؤيتها المستقبلية حول الاستثمارات القائمة والمستقبلية.
وفي جلسة أخرى، أخذ الكاتبان المتخصصان في الشأن الاقتصادي الدكتور عبدالوهاب أبو داهش، ومحمد العنقري الحديث إلى فنون وأساسيات الكتابة الصحفية في الاقتصاد والاستثمار، مع تقديم قراءة للمشهد الاقتصادي، ووسائل استنباط المعلومات الاقتصادية وصياغتها، وطرق تناول الكتابة الاقتصادية والاستثمارية، وكيفية التعاطي مع الأرقام والكلمات في المعلومات الاقتصادية والاستثمارية.
وفي الجلسة الرابعة، شرح الخبير في شؤون التجارة العالمية ورئيس فريق السعودية التفاوضي في منظمة التجارة العالمية الأسبق الدكتور فواز العلمي، وعضو مركز مجلس التعاون الخليجي للتحكيم التجاري، وعضو محكمة لندن للتحكيم الدولي الدكتور سعود بن عبدالله العماري، الرؤية الاقتصادية والقانونية للثقافة الاستثمارية، متحدثين عن النظام الاقتصادي للمملكة، وتأثيرات الاستثمار الأجنبي ودوره في القدرة الاقتصادية على المملكة ودول الخليج وارتباط المملكة بالاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، مقدمين أمثلة واقعية ومشاهدات اقتصادية ومقارنات قانونية حية لواقع التعامل الدول مع الاستثمارات الأجنبية في ظل العولمة وقوانين منظمة التجارة العالمية.
كما أكد المستشار الصحافي صالح الزيد، في جلستين تناولت عرض نماذج لمعالجات صحفية للشأن الاستثماري ونقدها بمعايير مهنية على تغير خارطة الصحافة خلال السنوات الماضية مع دخول وسائل إعلامية جديدة قوية ومنافسة، مما خلق أهمية أن يتخصص كل صحفي في مجال معين، يسير على العمل المتواصل والقراءة المكثفة، سواء كان المجال في الاقتصاد أو السياسة أو في الجانب المحلي، كون ذلك يزيد من المخزون المعرفي لدى الصحفي، ويزيد من قوة المادة الصحفية التي يكتبها والتعمق فيها من خلال الكشف عن الجانب الذي يخفى على القارئ كونه يعتبر هو الوجهة المستهدفة في العمل الإعلامي.
وفي الجلسة الأخيرة التي قدمها رئيس تحرير صحيفة اليوم عبدالوهاب الفايز، عرض خلالها السياسات التحريرية وتأثيراتها على مضمون المعالجات الاستثمارية، والأبعاد الاستراتيجية لدقة المعلومات المنشورة، مبديا خلال الجلسة رأيه في عدد من القضايا الاقتصادية المحورية، وتأثيراتها على العمل الصحفي. وتداخل خلال الجلسة مدير عام العلاقات والاعلام في الهيئة العامة للاستثمار ناصر الطويان، قائلا إن الكتابة في الشؤون الاقتصادية تتطلب الكثير من المتابعة والإطلاع على ما يحدث اقتصاديا سواء كان داخل المملكة أو خارجها، مبينا أنه يجب على الإعلاميين ضرورة الاطلاع على القوانين والأنظمة واللوائح التي تطبقها الهيئة العامة للاستثمار، من أجل أن يكون على علم ودراية بكافة أعمال الهيئة لتجنب الاجتهادات والكتابات غير الدقيقة.