كل المؤشرات قبل البطولة كانت توحي بأن السعودية ستغادر كأس آسيا لكرة القدم بخفي حنين، وإن لم يحدث ذلك من الدور الأول فسيحدث سريعاً قبل أن تصل المسابقة القارية إلى الأدوار المتقدمة. وبعد الفوز 4-1 على كوريا الشمالية في الجولة الثانية الأسبوع الماضي انتعشت آمال السعودية بطلة آسيا ثلاث مرات في الوصول إلى دور الثمانية، وتعويض الخروج من الدور الأول في 2011، لكن في النهاية تعثرت السعودية 1 - 3 أمام أوزبكستان بعد عرض أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه محبط؛ ليخسر المنتخب، الذي بلغ نهائي كأس آسيا 2007 للمرة السادسة، في آخر سبع مباريات له بالبطولة، بعد الهزيمة صفر - 1 في بداية مشواره أمام الصين.
وقال كوزمين أولاريو مدرب السعودية الذي سيعود لقيادة الأهلي الإماراتي بعد نهاية مهمته المؤقتة: «لا يمكن القول إن ما حدث يعتبر مأساة، لكنه محبط. مأساة كلمة كبيرة جدًّا، لكن (المسؤولين) في حاجة لدراسة الأمر، والبدء في اتخاذ قرارات، والقيام ببناء شيء صلب». وأضاف مدرب الهلال السعودي السابق، الذي قاد المنتخب الوطني بعقد قصير على سبيل الإعارة بعد إقالة الإسباني خوان رامون لوبيز كارو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد خسارة لقب كأس الخليج بالرياض: «تطور مستوى العديد من الأندية السعودية في الفترة الحالية، وأتمنى أن تصل السعودية في المستقبل إلى المستوى الذي تستحقه».
والمستوى الذي اعتادت السعودية على الوصول إليه سابقاً في كأس آسيا يتمثل في الوصول إلى النهائي؛ إذ فعلت ذلك ست مرات في أول سبع مشاركات قارية، قبل أن يحدث التراجع الحاد في آخر بطولتين؛ ولذلك فإنه ربما يكون الخروج المبكر من كأس آسيا الماضية بمنزلة المفاجأة؛ لأنه جاء بعد مسيرة حافلة قبلها، لكن هذه المرة كانت القصة مختلفة، وربما لو تقدم الفريق في المسابقة لأصبحت مفاجأة.
وكان غياب الاستقرار الفني والإداري كفيلاً بالقضاء على أي أحلام سعودية في تكرار إنجازات الماضي، حتى أن التشكيلة الحالية كانت تدرك جيداً أنها لا تملك فرصة تقريباً في إحراز اللقب للمرة الرابعة. وقال أسامة هوساوي مدافع السعودية: «من قبل البطولة كان الأمل مفقوداً حتى نتحدث بصراحة. جاء الأمل بعد مباراة كوريا الشمالية». وأضاف المدافع الذي خاض أكثر من 100 مباراة دولية مع السعودية: «أنا، بوصفي لاعباً، أتمنى أن أعتزل بالفوز بالبطولة، لكن المعطيات اختلفت (عن الماضي). المنتخبات الأخرى تعمل باستمرار، ولا أقول إن مستوانا انخفض لكن باقي المنتخبات اجتازت مستوانا». وبالفعل، لم تعد السعودية قوة حقيقية في الكرة الآسيوية؛ فبعد التأهل لكأس العالم أربع مرات متتالية بين 1994 و2006 أخفقت السعودية - مثل باقي كل الفرق العربية في آسيا - في بلوغ النهائيات بعدما اتسع الفارق الفني مع منتخبات تملك عشرات المحترفين في أوروبا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا. وفي الواقع، فحتى أوزباكستان، التي لم تتأهل لكأس العالم، أو تحرز لقب كأس آسيا، تفوقت تماماً على السعودية منذ البداية عندما تقدمت بهدف مبكر بعد دقيقتين حتى النهاية، وربما لو امتدت المواجهة لأخفق فريق أولاريو في تحقيق التعادل الكافي لبلوغ دور الثمانية.
وقال الحارس المخضرم وليد عبد الله: «أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد. صار اللي صار اليوم، ولا أعرف ماذا أقول». وأضاف «المنتخب السعودي جاء هنا وهو غير مرشح، والكل قال إننا سنخرج مبكراً، لكن الحمد لله لعبنا على قدر إمكانياتنا. لدينا لاعبون صغار، والحمد لله على كل شيء. إن شاء الله، القادم أفضل».
وحتى تتغير الصورة، وتصبح أفضل بالنسبة للسعودية، فقد لا يكفي فقط تنفيذ ما أعلنه الاتحاد السعودي مؤخراً بنيته التعاقد مع «مدرب عالمي» بعقد يمتد لأربع سنوات على الأقل، لكنها ستكون خطوة من ضمن خطوات أخرى تحتاج إليها معظم المنتخبات العربية للعودة للطريق الصحيح.