حائل - سلطان الشبرمي:
شاركت دولة المغرب ضيف شرف بمهرجان الصحراء الدولي الثامن، بعد موافقة المقام السامي لتوأمة مهرجان الصحراء الذي يُقام في منطقة حائل مع مهرجان الطانطان في المملكة المغربية، بهدف رفع مستوى المشاركات الدولية بالمهرجان، وتوسيع دائرة فعالياته، والاستفادة من التجارب الصحراوية الدولية في هذا المجال، وأن تصبح معهما منطقة حائل وجهة دولية للمشاركين والمهتمين بمثل هذه الفعاليات السياحية الجاذبة للزوار والداعمة لاقتصاديات المنطقة، ودعم موارد مختلف الفئات الاجتماعية بالمنطقة، وإثراء المشهد الثقافي والسياحي بكل جديد ومفيد. وقد ُقدِّمت عروضٌ شعبية بألوان مختلفة من الفلكلور المغربي والغني بتعدد وتجانس رقصاته الشعبية، ولاسيما الأمازيغية منها.
وتأتي مشاركة المغرب بالفرق الفنية والعروض الشعبية بهدف تحقيق المتعة والترفيه لجمهور المتابعين لأيام المهرجان، وإرضاء أذواقهم المتنوعة والمتباينة، وتعد أول مشاركة لها في حائل.
وتُعد فعالية «قطين البادية» من أبرز فعاليات مهرجان الصحراء الدولي الثامن؛ إذ شدت أنظار الكثير من الزوار الذين توقفوا كثيراً عند هذه الفعاليات، التي أعادت للأذهان الماضي الجميل لحياة الآباء والأجداد؛ فهذه الفعالية تحاكي الماضي العريق لآبائنا وأجدادنا. وتمثلت الفعالية في عدد من العوائل البدوية، تقيم في المهرجان، وتقوم بعرض حي أمام الزوار لحياة البدو اليومية سابقاً، وكيفية معيشتهم، والأدوات التي يستخدمونها في حياتهم، وكيفية استقبال الضيوف وتقديم واجب الضيافة لهم، وكذلك عرض لحياة الرعي وتربية الماشية من الأغنام والإبل، كما يتخللها عروض الهجن والإبل. فيما لفت كثيراً من الزوار طريقة تجهيز الخبز والاقط ومشتقات الألبان، مؤكداً أن هناك من العوائل من استفاد مالياً من خلال بيعها منتجاتها على الزوار.
كما قدم مشهد «ملك أوروبي»، الذي تحدث عن أهمية التوثيق التاريخي لحياة الصحراء في المملكة من قِبل «المستشرقين الأوروبيين» عرضاً حياً لحياة أبناء البادية وهم يعيشون حياتهم اليومية في بيوت الشعر، برفقة إبلهم وخيولهم، وكيفية سير حياتهم في الماضي. وكذلك قدم المشهد بعضاً من صفات ومكارم أهل البادية، كالعفو عن قاتل ابن الجار المحكوم عليه بالقصاص بعد أن تحاكموا لدى القاضي. أوضح المشهد مكارم الأخلاق وشهامة ابن البادية في مثل هذه المواقف. وشارك في المشهد عددٌ من النساء والأطفال. وقال سعيد الجهني مخرج المشهد التمثيلي إن هذا المشهد من الوقائع التي حدثت لآبائنا وأجدادنا في قرون مضت، وننقلها لجيلنا الحالي؛ لكي يشاهدوا مكارم الأخلاق عند أبناء البادية العرب، وكيفية حياتهم اليومية، وطبيعة معيشتهم، وكذلك شهامتهم، وكيفية عفو الجار عن قاتل ابن جاره. مضيفاً بأن هذا العمل لاقى إقبالاً كبيراً من الزوار للمهرجان «فنحن حرصنا على أن يدخل الزوار وسط المشاهد دون منعهم؛ ليعشوا هذه الأجواء. وبالفعل، تفاعل الزوار كثيراً مع المشهد. ورغم أن المشهد متكرر إلا أن الزوار استمتعوا كثيراً به، وقابلنا الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن حياة البادية سابقاً، وكيف تسير حياتهم، وعن هذه المشاهد، ولمسنا منهم حب المعرفة والاطلاع على تاريخ أبناء البادية وحياتهم، والفرق بينهم وبين جيلنا الحالي الذي يتمتع برفاهية عالية».