باريس - الجزيرة:
أقر المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تعديلا رئيسا على قرار المنظمة الإعلان عن العام 2015م، بوصفه (سنة دولية للضوء)، وتضمن التعديل الحفاظ على تراث العالم العربي المسلم الحسن ابن الهيثم وتأكيد دوره الذي عده المختصون المرتكز الرئيس للأعمال التي لحقت به في علوم الضوء، وكان أول إضافة لحقت منطلقاته قد جاءت بعد وفاته بحوالي ثمانمائة سنة.
وكانت مسودة القرار الأولية أشارت إلى «أن العام الميلادي الحالي يصادف مناسبات ذكرى سلسلة من الأحداث المهمة التي اقترنت بتحديد الخصائص الفيزيائية للضوء، منها اقتراح فرينيل في عام 1815م لمفهوم يحدد الضوء باعتباره موجة، وصدور نظرية ماكسويل الكهرومغناطيسية لانتشار الضوء في عام 1865م، وترسيخ مكانة الضوء في علم الكون من خلال النسبية العامة في عام 1915م، واكتشاف الإشعاع الخلفية الميكروني الكوني في عام 1965 م، لكن نائب رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية في منظمة اليونسكو حينذاك، الدكتور زياد الدريس، قد تحفّظ عن التوقيع على مسودة القرار بهذا الشأن الذي سيُرفع إلى الأمم المتحدة لاعتماده.
وأبدى الممثل السعودي لدى المنظمة الأممية اعتراضه على تحيز القرار لإنجازات وجهة حضارية وحيدة وإغفال ما أسهمت به حضارات أخرى في مجالات الضوء، وتحديدا ما قدمته الحضارة العربية والإسلامية لهذا المجال.
و خصّ الدريس، في مداخلته أمام هيئة التصويت على القرار، الإنجازات التأسيسية التي قدمها «ابن الهيثم»، التي يعدّها المتخصصون المرتكز الأولي لأعمال فرينيل وماكسويل وغيرهما.
وفي أعقاب المداخلة التي أشار فيها د.زياد الدريس إلى أهمية العدل بين الحضارات، قدّم أيضا تعديلا على مشروع القرار يتضمن تثمين إنجازات ابن الهيثم التأسيسية في علم الضوء، ولقي التعديل قبولا من أعضاء المجلس وصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بالرقم 221/68 ونصه «يحيط علما بأن سنة 2015م تصادف مناسبات ذكرى سلسلة من الأحداث المهمة التي اقترنت بتحديد الخصائص الفيزيائية للضوء، ومنها تحديدا الأعمال العظيمة لابن الهيثم بشأن البصريات قبل ألف سنة (في العام 1015م)، واقتراح فرينيل في عام 1815م لمفهوم يحدد الضوء باعتباره موجة، وصدور نظرية ماكسويل الكهرمغناطيسية لانتشار الضوء في عام 1865م، وترسيخ مكانة الضوء في علم الكون من خلال النسبية العامة في عام 1915م، واكتشاف الإشعاع الخلفية الميكروني الكوني في عام 1965م.
وفي سياق متصل ستنطلق (السنة الدولية للضوء) باحتفالية عالمية حاشدة تقام بمقر اليونسكو اليوم الاثنين، يشارك فيها معالي السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وإيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو وأحمد زويل الحائز على جائزة نوبل للعلوم وعدد آخر من العلماء والمتخصصين، كما تضمن جدول أعمال الحفل أن يكون د.زياد الدريس ضمن متحدثي الجلسة الافتتاحية تثمينا لإضافته النوعية لمشروع القرار.