(د ب أ)
يحلم منتخب أوزبكستان لكرة القدم بالتقدم خطوة جديدة إلى الأمام في مشاركاته ببطولة كأس آسيا، والوصول للمباراة النهائية في النسخة السادسة عشرة للبطولة، التي تستضيفها أستراليا من التاسع إلى الـ31 يناير الحالي.
ومنذ استقلال بلاده عن الاتحاد السوفييتي السابق في عام 1992 لم يغب المنتخب الأوزبكي عن أي نسخة من بطولات كأس آسيا؛ إذ شارك للمرة الأولى في البطولة عام 1996، فيما ستشهد نسخة 2015 بأستراليا مشاركته السادسة على التوالي. ومنذ الانفصال عن الاتحاد السوفييتي اشتهر المنتخب الأوزبكي بأنه «كرواتيا آسيا» للتشابه بين طبيعة أداء الفريقين، الذي يجعل من المنتخب الأوزبكي أقوى المنتخبات في منطقة وسط آسيا.
وفجّرت الكرة الأوزبكية مفاجأة من العيار الثقيل في أول مشاركة لها بالقارة الآسيوية؛ وأحرز المنتخب الأوزبكي الميدالية الذهبية لكرة القدم للرجال بدورة الألعاب الآسيوية عام 1994، بعدما حقق الفوز في جميع المباريات السبع التي خاضها في هذه الدورة. ولكن المنتخب الأول لم يحقق النجاح نفسه خلال بداية مشاركاته في بطولات كأس آسيا؛ إذ فاز 2/ صفر على الصين، لكنه خسر من اليابان صفر/ 4 ومن سوريا 1/ 2 في مجموعته بالدور الأول لكأس آسيا 1996 بالإمارات؛ وودع البطولة من الدور الأول. بعدها بأربع سنوات استضافت لبنان النهائيات الآسيوية، واستهل المنتخب الأوزبكي مسيرته في البطولة بتعادل ثمين 1/ 1 مع المنتخب القطري، لكنه مني بهزيمة ثقيلة 1/ 8 أمام نظيره الياباني، ثم أتبعها بهزيمة كبيرة أيضاً أمام نظيره السعودي بخمسة أهداف نظيفة.
وفي المشاركتين التاليتين تقدم الفريق الأوزبكي خطوة إلى الأمام بتأهله إلى دور الثمانية في نسختي 2004 و2007؛ إذ حقق الفوز في جميع المباريات الثلاث التي خاضها بمجموعته في الدور الأول عام 2004، ثم خسر أمام البحرين 3/ 4 بركلات الترجيح بعد التعادل معه 2/ 2 في دور الثمانية، كما خسر 1/ 2 في دور الثمانية بنسخة 2007 أمام المنتخب السعودي الذي توج بعدها بلقب هذه النسخة.
وأكد المنتخب الأوزبكي مكانته بوصفه أحد المنتخبات البارزة في القارة الآسيوية عندما بلغ المربع الذهبي في النسخة الماضية عام 2011 بقطر بتصدر مجموعته في الدور الأول للبطولة، ثم الفوز على الأردن في دور الثمانية قبل الهزيمة الثقيلة صفر/ 6 أمام المنتخب الأسترالي في المربع الذهبي.
بعدما باءت محاولات الفريق بالفشل في بلوغ نهائيات كأس العلم في السنوات الماضية، وأصبح الهدف الأبرز للفريق حالياً هو التقدم خطوة جديدة في مشاركاته بكأس آسيا، وبلوغ المباراة النهائية في النسخة الجديدة التي تستضيفها أستراليا خلال الفترة المقبلة. ويرى المنتخب الأوزبكي أن الفرصة تبدو سانحة أمامه لعبور الدور الأول دون عناء إذا سارت الأمور دون مفاجآت؛ إذ خدمته قرعة البطولة بوقوعه في المجموعة الثانية مع منتخبات السعودية وكوريا الشمالية والصين؛ ما يجعله مع المنتخب السعودي أقوى المرشحين للعبور من هذه المجموعة إلى دور الثمانية.
ويخوض المنتخب الأوزبكي البطولة المقبلة تحت قيادة المدرب ميرد جلال قاسيموف الذي تولى المسؤولية في منتصف 2012. ورغم التأهل الصعب للفريق إلى نهائيات كأس آسيا بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات خلف نظيره الإماراتي، ظل قاسيموف مع الفريق ليحصل على فرصة جديدة لقيادة الفريق في النهائيات. ويعتمد قاسيموف بشكل كبير على الخبرة التي اكتسبها لاعبوه في السنوات الماضية، وفي مقدمتهم سيرفير دجيباروف.
ونظراً لانتهاء تصفيات البطولة قبل النهائيات بفترة طويلة حرص قاسيموف على أن يخوض الفريق عدداً كبيراً من المباريات الودية في الشهور الماضية، وخسر أمام المنتخب العماني مرتين بنتيجة واحدة هي صفر/ 1 في مايو الماضي، ثم تعادل سلبياً مع أذربيجان، وفاز على الأردن 2/ صفر ونيوزيلندا 3/ 1، وخسر صفر/ 3 أمام قطر، وتعادل سلبياً مع البحرين، وفاز 4/ صفر على الإمارات وفلسطين 1/ صفر والأردن 2/ 1 والعراق 1/ صفر، قبل أن يتعادل مع العراق سلبياً يوم الأحد الماضي.
ومع المسيرة الصعبة في التصفيات والنتائج المتذبذبة في المباريات الودية لا تبدو أوضاع الفريق على ما يرام، لكن حماس اللاعبين والرغبة في ترك بصمة أفضل من البطولة الماضية قد يعيدان الأمور إلى نصابها.