(د ب أ)
قبل أربع سنوات فقط حجز منتخب أوزبكستان لكرة القدم مكانه في المربع الذهبي لبطولة كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ الفريق، ثم خسر بستة أهداف نظيفة أمام المنتخب الأسترالي؛ واحتل المركز الرابع.
لكن الحقيقة أن البصمة الأبرز للفريق في البطولة كانت من لاعبه سيرفير جيباروف مهندس خط وسط الفريق الذي قدم عروضاً رائعة، وساهم بالقدر الأكبر في عبور الفريق إلى المربع الذهبي في هذه النسخة التي استضافتها قطر عام 2011.
وما زال معظم المتابعين للمنتخب الأوزبكي يصفونه بأنه فريق النجم جيباروف الذي سطع نجمه في سماء الكرة الآسيوية على مدار السنوات الماضية، وفرض نفسه ضمن أبرز نجوم القارة رغم عدم احترافه في أوروبا.
وتعلق جماهير المنتخب الأوزبكي الكثير من آمالها على جيباروف الذي يمتلك خبرة هائلة اكتسبها من اللعب مع أندية كبيرة عدة، إضافة للسنوات الطويلة التي قضاها في صفوف المنتخب الأوزبكي منذ أن انضم إليه في 2002؛ إذ تجاوز اللاعب مئة مباراة دولية مع الفريق.
وبدأ جيباروف (32 عاماً) مسيرته الاحترافية في عالم الساحرة المستديرة عام 2000 من خلال فريق نافباهور نامانجان الأوزبكي، وسجل له سبعة أهداف في 46 مباراة؛ ليجذب أنظار فريق باختاكور الذي انتقل إليه في 2001، ولعب له حتى 2007، لكنه خاض معه في هذه الفترة الطويلة 96 مباراة فقط، وإن سطع بقوة من خلال الأهداف التي سجلها، وبلغت 60 هدفاً، كما أحرز مع الفريق لقبي الدوري والكأس في أوزبكستان ستة مواسم متتالية. وفي عام 2007 انتقل جيباروف إلى بونيودكور الذي يمثل مع باختاكور اثنين من أشهر الأندية الأوزبكية.
وخلال الفترة التي قضاها مع بونيودكور انتقل لقب الدوري الأوزبكي لفريقه الجديد في عامي 2008 و2009، كما فاز معه بلقب الكأس في 2008.
وكان عام 2008 علامة فارقة في مسيرة جيباروف الكروية؛ إذ فاز فيه مع بونيودكور بأول لقب للفريق في تاريخ مشاركاته بالدوري، وتُوج هدافاً للمسابقة برصيد 19 هدفاً، وحصل على فرصة للاختبار والمعايشة بنادي تشيلسي الإنجليزي، لكن مشاركاته مع بونيودكور في الدوري ودوري أبطال آسيا حرمته من تلبية هذه الدعوة؛ ومن ثم ضاعت عليه فرصة رائعة للاحتراف الأوروبي، لكنه نال المكافأة على تألقه مع بونيودكور؛ وفاز بجائزتي أفضل لاعب في أوزبكستان وأفضل لاعب آسيوي في 2008. بعدها بعامين فقط سمح له بونيودكور بخوض أول تجربة احتراف خارج أوزبكستان؛ إذ انتقل لفريق إف سسول الكوري الجنوبي، وقاده بمهارة للفوز بأول لقب له في الدوري الكوري، إضافة للفوز بكأس كوريا.
وفي 2011 شد اللاعب الرحال إلى منطقة الخليج، وبالتحديد إلى فريق الشباب السعودي حيث تألق معه أيضاً، وساهم بقدر كبير في فوز الفريق بلقب الدوري السعودي في 2012 بعدما فاز في 2011 بلقب أفضل لاعب آسيوي للمرة الثانية في مسيرته الكروية، ولاسيما أنه ساهم بقدر فعال في بلوغ منتخب بلاده المربع الذهبي لكأس آسيا 2011 في قطر. وبعد عامين من التألق مع الشباب السعودي عاد اللاعب إلى الدوري الكوري في 2013 من خلال فريق سيونجنام إلهوا تشونما. ومع اقترابه من سن الاعتزال تبدو فرصته صعبة في اللحاق بكأس آسيا التالية عام 2019؛ ولهذا يسعى جيباروف إلى قيادة المنتخب الأوزبكي لإنجاز حقيقي في نسخة 2015 بأستراليا رغم صعوبة المنافسة في هذه البطولة.
الجدير بالذكر أن جيباروف لا يجيد اللغة الأوزبكية، وإنما يتحدث اللغة الروسية بطلاقة، كما يجيد التحدث بالإنجليزية، لكنه يتمتع بولاء فائق للمنتخب الأوزبكي، ويحرص دائماً على تقديم أفضل ما لديه مع الفريق. كما يتمتع جيباروف بموهبة رائعة في هز الشباك، رغم كونه لاعباً في خط الوسط وليس في مركز رأس الحربة.