اطلعت على المقال المنشور في صفحة عزيزتي الجزيرة في 18ـ3ـ1436هـ تحت عنوان (الطائفية الطارئة .. عقيدة أم سياسية) للكاتب محمد بن ماضي وتعليقاً على مقال الكاتب العزيز أقول: لقد أجاد الكاتب في توصيف الحالة الراهنة للطائفية المثارة منذ سنوات طويلة وغرضها الصريح هو تحقيق مكاسب سياسية كما حدث في غير اليمن من مناطق وما أمر العراق ولبنان وسوريا ببعيد، فضلاً عن محاولات إثارتها البائسة في مملكة البحرين، إن خطورة الحركة الحوثية ليس بسبب الحدود المشتركة مع المملكة العربية السعودية بل هي خطورة تتجاوز ذلك بكثير فالأقلية الزيدية في اليمن تعمل على تغيير المذهب الشافعي الذي تعايش فيه اليمنيين على مدار عقود طويلة بل أن الخطر الكبير يتمثل في جنوب اليمن الذي نشأ على المذهب السني الشافعي الوسطي وهو ما تمثله المدرسة الحضرمية مذهبياً، وفي حال استحواذ الحوثيين على جنوب اليمن ستدخل منطقة شبه الجزيرة العربية مرحلة خطيرة كالتي نعايشها في العراق وسوريا وهذا الصراع الذي يسخر سياسياً.
وكما أشار الكاتب فالذين يدفعون باتجاه الصراعات المذهبية في اليمن يهدفون بشكل واضح للسيطرة على مضيق باب المندب وكذلك الاستحواذ على الثروات النفطية مما يضع الشرق الأوسط في وضع حرج جدا فالتهديد بإغلاق مضيق هرمز سيتبعه التهديد بتوتر الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وهذا ما سيضع المنطقة على فوهة بركان قابل للانفجار مما سيؤدي بالتأكيد على أمن واستقرار دول المنطقة.
الحركة الحوثية استطاعت بسط نفوذها على أجزاء من اليمن، ومازالت أجزاء أخرى واسعة تحاول صد هذا التمدد الطائفي وعلى العقلاء المساهمة في إيقاف هذا التوسع المنذر بكثير من المشاكل التي تتجاوز حدود اليمن إلى دول الجوار والإقليم، والسعي نحو تحجيم التمدد هو مطلب على الجميع الإسهام فيه من كل الأطراف كما أشار إلى ذلك الدكتور علي القرني في مقالته بصحيفة الجزيرة في صفحة الرأي، لذا علينا أن نساعد لدعم إنقاذ اليمن من كارثة حقيقية نحن أول منّ سيتأثر بها.
سعيد إبراهيم الزهراني - الباحة