كثيرا ماننادي بمبادئ وشعارات جميلة نتخذها ديدنا لنا في الحياة وترتاح النفس لها وتطمئن وكثيرا مانقول هذا سلوكنا، وهذا مبدؤنا وهذه أخلاقنا، ونعزم الامر وتكون لنا منهجا وطريقا ولكن.. الا تعرضنا لمواقف في الحياة تجعلنا في مواجهة مع أنفسنا ومع ذواتنا، وتكون هذه المواقف هي الفصل لنا بيننا وبين أنفسنا وشعاراتنا أومبادئنا التي آمنا بها وعليها اعتمدنا طريق حياتنا وجعلناها منهجا لنا فمثلا أحبتي.. هناك من يتكلم عن نفسه أنه يتحلى بصفة العقل وتجبره الحياة على الوقوع في مواقف وما أن تلامسه حرارة الموقف وتبدأ في صقله جيدا فسرعان ماتظهرجودة المعدن، وهناك من يتكلم بالوفاء وأيضا الصدق وجميع المعاملات او الاسماء التي تعج بها حياتنا ولكن أين العبرة في الموضوع؟؟ وأين مصداقية شعارك الذي جعلت نفسك ضمنه؟؟ وأين الذي تنادي به لنفسك؟؟ وأين ؟ وأين ؟ فليس أنت من يحكم.. المواقف التي تتعرض لها هي التي تبين حقيقتك وهي التي تبين أين أنت من هذا، فلو أن الإنسان يلزم الصمت حتى يعرض نفسه على نار الموقف ويتعرض لحرارتها فهي التي تحكم على جودته أهو من المعدن الأصلي ام من التقليد الذي سرعان ماذاب مع الحرارة، فالذهب تعلو جودته ويرتفع بريقه ويزاد في توهجه، كلما اعتلت ناره، كذلك البشر عند تعرضهم للمواقف والمصاعب والمحن هنا تظهر حقيقتهم وتظهر معادنهم، في الرخاء الكل عاقل والكل وفي وصادق ومهذب ومحترم وشجاع............ إلخ من الصفات لكن أين هذا كله عند حرارة الموقف هنا في هذا الوقت يُقرع الجرس، وأعلن لنفسك قبل غيرك أي نوع من المعادن انت..!! فألجم نفسك وتوقف عن إطلاق مبادئ وأوهام جعلت نفسك محصورا بها وافتح لنفسك المجال لتمسك حرارة المواقف, ووقتها يحق لك ان تقيم نفسك أين أنت مما تطلقه على نفسك.