تعريفات مختلفة للبحث العلمي، وهي على اختلافها في التفاصيل وبعض الجوانب الإجرائية إلا أنها تتفق في جوهر التعريف بطبيعة البحث العلمي وماهيته، ومن هذه التعريفات:
البحث العلمي: فكر منظم يقوم به شخص يدعى (الباحث)؛ للوصول إلى الحقائق لحل قضية تسمى (موضوع البحث)؛ إذ يتبع طريقة علمية تسمى (منهج البحث)؛ ليصل إلى حلول تسمى (نتائج البحث). ويعد البحث العلمي أهم ركائز تقدم الدول في المجالات الصناعية والزراعية ومجال الطب والطيران وكافة ما تعتمد عليه حياة الإنسان على هذا الأرض. الدول في الغرب والشرق تخصص ميزانيات تتناسب مع طموحها ونظرتها للبحث العلمي. ومن يملك التقنية يملك زمام المبادرة العلمية والتطور التكنلوجي والعائد المادي المنقطع النظير.
سابك عملاق الصناعة العالمية أدركت منذ زمن وربما منذ إنشائها عن أهمية البحث العلمي لذا انشأت مجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير وذلك بالمنطقة الصناعية الثانية في الرياض، هذا المجمع له إنجازات كثيرة وبحوث علمية متطورة ونتائج مميزة. محليًا شركة سابك لها جهود كبيرة وتكامل مميز مع القطاع الخاص، من تلك الجهود علاقتها الوثيقة أولاً مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، حيث منحت جوائز هذا العام لخمسة عشر باحثًا متميزًا حيث تم اختيار موضوعات الأبحاث الفائزة، بما ينسجم مع إستراتيجيات البحث طويلة الأمد القائمة بين (سابك) و(كاوست). وثانيا وقعت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) مذكرة تفاهم مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بهدف دراسة إمكانية تأسيس علاقة تعاون بين الطرفين في مجالات البحث العلمي، والتقنية، والتنمية الاقتصادية من خلال التركيز على مجالات الهندسة والعلوم الكيميائية الأساسية والتطبيقية، التي تخدم المواطن وتعود بالنفع على المجتمع بشكل عام. وثالثًا بدأت شركة سابك في دعم البحث العلمي في جامعة جازان منذ عام 1433هـ وقد خصص هذا الدعم للمشروعات التطبيقية التي تخدم الصناعات الأساسية في مجال أعمال الشركة، والجامعة تعمل مع الشركة ليتم تطوير هذا الدعم ليشمل مجالات أرحب في شتى مجالات البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم التنمية في المملكة بصفة عامة والمنطقة بصفة خاصة. ورابعًا تقدم شركة سابك دعمًا سنويًا لمشروعات البحث العلمي في جامعة أم القرى تخصص بشكل أساسي لدعم الأبحاث المتعلقة بالصناعات الكيميائية والبتر وكيميائية والمعدنية والمتعلقة بالنشاط الأساسي للشركة. وخامسا تبرع الشركة بمبلغ مليوني ريال دعمًا من سابك للبحث العلمي بالجامعة وعن تخصيص كرسي بجامعة الملك سعود لسابك خصص له مبلغ مليون ريال سنويًا يهتم بصناعة البلوميرات.
أما عالميًا فسابك أدركت أهمية الاستثمار لما له من مردود كبير على الشركة في تطورها وامتلاك تقنيات جديدة ومن ذلك.
أولاً: وقعت الشركة مذكرة تفاهم مع شركة (هاي ثروبوت إكسبرمنتيشن) في مدينة هايدلبرغ بألمانيا، يوم الجمعة 5 سبتمبر 2014م، لهدف إنشاء مختبر متطور لزيادة كفاءة البحث والتطوير لدى (سابك) في مجال الحفازات.
ثانيا: مركز تقني جديد لأبحاث وتطوير المنتجات المبتكرة، على مساحة 60.000 متر مربع في مدينة شنغهاي جنوب شرق الصين لعلي أورد مقاله نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» المهندس محمد الماضي أنه من خلال الفهم العميق لاحتياجات زبائننا نحن ملتزمون بتقديم مواد مبتكرة، ويجسد ذلك الالتزام مركز الابتكار للسيارات في الصين لتصميم وإنشاء الجيل الجديد من السيارات الاقتصادية في استهلاك الطاقة بالتعاون مع الشركاء والزبائن المحليين.
ثالثا: «مركز (سابك) التقني»، في ولاية بنغالور الهندية، باستثمار مبدئي بلغ 100 مليون دولار أمريكي. وهناك المزيد من مراكز البحوث للشركة في العالم.
إن الإنفاق على البحث العلمي في العالم العربي في أقل مستوى له في العالم ومع هذا احتلت المملكة المرتبة الأولى في الإنفاق على البحث والتطوير، وارتفعت نسبة الإنفاق على البحث العلمي من 0.4 في المئة عام 2010، إلى نسبة 3.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للعام الماضي، لتصبح المملكة الأولى على المستوى العربي.
في المملكة هناك أكثر من 100 مركز أبحاث تقع مسؤولية الوزارات الحكومية والقطاع الخاص ونحن بحاجة إلى توحيد الجهود وبحيث تقع تحت مسؤولية وزارة التعليم العالي أو مسماها الجديد كما ذكرت في مقال سابق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أو إنشاء وزارة جديده تحت اسم وزارة البحث العلمي.
أخيرًا اقتبس: جابر بن حيان: «إن واجب المشتغل في الكيمياء هو العمل وإجراء التجربة وإن المعرفة لا تحصل إلا بها.