موسكو - سعيد طانيوس - الجزيرة:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أي فصيل من المعارضة السورية لم يرفض حتى الآن بشكل نهائي المشاركة في لقاء موسكو المرتقب حول الأزمة السورية, وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التنزاني برنارد ميمبي في موسكو الجمعة 16 يناير - كانون الثاني إن «أيا (من فصائل المعارضة) لم يرفض الحضور بشكل نهائي، والتحضيرات للقاء موسكو تجري على قدم وساق».
وأضاف لافروف: «نشعر بأن هناك اهتماماً كبيراً بهذا الحدث من جانب المعارضين الذين تم دعوتهم للمشاركة وكذلك من جانب ما يسمى باللاعبين الخارجيين».. وأشار إلى أن الوضع معقد، علماً بأن هذه هي أول محاولة منذ بداية الأزمة السورية لجمع مختلف الممثلين المتنفذين للمعارضة السورية.
وكان وزير الخارجية الروسي قد قال في 14 يناير -كانون الثاني أن الأطراف السورية التي لن تشارك في اجتماع موسكو ستفقد أهمية دورها في عملية التفاوض. وأعرب لافروف عن أمله في أن يكون مستوى الحضور في هذا الاجتماع جيدا، وقال: «لا أريد أن أورد أية تقييمات أو تكهنات بعيدة الأمد. لننظر إلى الأطراف التي أبدت اهتماماً حقيقياً في القدوم إلى موسكو».
وتابع: «على أية حال، فإن انطباعاتنا من الاتصالات مع مختلف مجموعات المعارضة والدول التي تنشط في أراضيها هذه المجوعات، وبينها بطبيعة الحال سورية، توحي بوجود تفهم لأهمية هذا اللقاء وضرورته».. وأضاف: «وإذا قرر أحد ما عدم المشاركة في هذا اللقاء، فهو، في رأيي، سيفقد أهمية دوره في عملية التفاوض. ولذلك نأمل في أن يكون مستوى الحضور جيداً».
ومن جهته, اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن فيتالي تشوركين أن تفويت فرصة إجراء حوار بين دمشق والمعارضة السورية في موسكو سيكون خطأ لا يغتفر. وقال إن المفاوضات المقررة نهاية شهر يناير - كانون الثاني الجاري» فرصة مميزة لتهيئة الحوار بين دمشق والمعارضة».
وأضاف: تفويت الفرصة في موسكو خطأ لا يغتفر من جهة الاهتمام بوقف قتال الأخوة وتوحيد جهود الفرقاء السوريين لمواجهة الإرهاب الدولي والتطرف». وأيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجهود الروسية لتسوية الأزمة في سورية، مؤكداً أن المبادرة السلمية الروسية لعقد لقاء سوري في موسكو «قد تكون مفيدة».. وأعلن عقب لقائه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن المبادرة السلمية الروسية لعقد لقاء سوري في موسكو «قد تكون مفيدة»، مؤكداً على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المدن السورية، ابتداء من مدينة حلب.
وأشار كيري إلى أنه على الرغم من الوضع الصعب على الساحة الدولية إلا أن المشكلة السورية ما زالت تحتل موقع «الريادة» في السياسة الأميركية، مضيفا أنه يتوجب على الحكومة السورية اتخاذ إجراءات لوضع حد «للمأساة التي طالت». وقال كيري «حان الوقت ليضع الرئيس بشار الأسد مصالح الشعب في المرتبة الأولى والتفكير في نتائج التصرفات التي تجذب إلى سورية أعداداً أكبر من الإرهابيين».
وفي إشارة إلى عدم معارضة واشنطن لمساعي موسكو, أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف الأربعاء 14 يناير - كانون الثاني أن واشنطن تترك للمعارضة السورية حرية الاختيار للمشاركة أو عدم المشاركة في لقاءات موسكو. ولم توضح هارف طبيعة الإشارات والرسائل التي توجهها واشنطن إلى المعارضة السورية في الوقت الحالي، قائلة إن واشنطن ليست طرفاً في التحضير للقاءات أطراف الأزمة السورية في موسكو.