بغداد - الجزيرة - نصير النقيب:
يواصل إياد مدني أمين عام منظمة التعاون الإسلامي لقاءاته بالقادة العراقيين السياسيين والدينيين، فقد التقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم الذي دعا إلى عدم الاكتفاء بمحاربة تنظيم «داعش» عسكرياً فحسب، بل بالفكر الإسلامي المعتدل فضلاً عن الجوانب المتعلقة بالتربية والثقافة، واستقبل معصوم في قصر السلام ببغداد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني والوفد المرافق، وسلط معصوم الضوء على مجمل القضايا السياسية والأمنية والجهود الحثيثة التي من شأنها تحقيق الاستقرار والوئام في العراق، وفيما يتعلق بالخطر الذي يواجهه العراق والأمة الإسلامية والعالم والمتمثّل بتنظيم «داعش» الإرهابي، أشار رئيس الجمهورية، بحسب البيان، إلى أن هذا التنظيم لا يفرق في جرائمه بين الطوائف الإسلامية والمكونات المتنوعة للشعب العراقي، وشدد على ضرورة محاربته (داعش) ليس بالوسائل العسكرية فحسب بل بالفكر الإسلامي المعتدل الذي يمثّل جوهر هذا الدين الحنيف، بالإضافة إلى الجوانب التربوية والثقافية الأخرى.
وأكد معصوم أهمية دور منظمة التعاون الإسلامي في تقديم الرسالة الإسلامية السمحة من خلال تنشيط اللقاءات والندوات الثقافية, ونشر روح التسامح والمحبة، فضلاً عن محاربة الأفكار المتطرفة التي تريد النيل من الإسلام الحقيقي، وأبدى عن تأييده لكل الجهود التي تبذلها المنظمة والتي من شأنها أن تؤدي إلى تعميق الحوار والتقارب بين الديانات والمذاهب. بدوره جدد مدني إدانة المنظمة لجميع الأعمال الإرهابية التي يقترفها تنظيم «داعش» بحق جميع العراقيين، وبيَّن أن هذه الزيارة تأتي ضمن جهود منظمة التعاون الإسلامي للتواصل مع كافة الأطياف والمذاهب في البلاد على طريق تحقيق الاستقرار وترسيخ الأمن من خلال مصالحة وطنية شاملة، وتعزيز التآخي والتضامن بين جميع المكونات.
وفي سياق متصل بحث رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في مكتبه مع إياد أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والوفد المرافق له آفاق التعاون المشترك وتحديات العالم الإسلامي، وأكد الجبوري خلال اللقاء حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات مع أشقائه وأصدقائه وبما يعزز المصالح المشتركة بينها, مبدياً رغبة العراق في استضافة مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية الذي سيُعقد العام المقبل، وقال الجبوري: الظروف الصعبة التي يمر بها العراق وتمر بها دول المنطقة توجب على الجميع مد جسور الصلة والتكاتف والتعاون في مواجهتها, وكشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني في مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري عن طرحه مبادرة للقادة والمسؤولين العراقيين لعقد اجتماع يجمع الطوائف العراقية الدينية في مكة المكرمة بالسعودية.
وبيَّن مدني أن المنظمة استضافت عام 2006 في مكة المكرمة اجتماعاً بين علماء عراقيين من السنة والشيعة وانبثقت عنه وثيقة في غاية الأهمية ركزت على المشتركات ووضعها بالمقدمة، واليوم قد طرحنا على المسؤولين العراقيين بأن يكون هناك اجتماع آخر قد نسميه (مكة 2) يكون في مكة المكرمة أو في أي مكان آخر لتقريب وجمع الشمل وتقليل الفجوات وتجاوز ما يؤكد عليه البعض من أوجه الاختلاف فإن ما يجمع المسلمين بطوائفهم ومذاهبهم وأماكنهم التي تشكّل واقعهم هو الأغلبية، مشيراً إلى أن منظمة التعاون الإسلامي وفي اجتماع قمة استثنائية عقدت في مكة المكرمة قبل أشهر اتخذت بالإجماع على مستوى القمة إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، مؤكداً عن أن هذا المركز سيرى النور في القريب العاجل ويكون مقره بالمدينة المنورة في السعودية، لما تملكه من صفة تجمع الشمل وتنفتح على جميع المكونات، وقال مدني: زيارتنا للعراق كانت مفيدة للغاية وبعثت فينا التفاؤل والأمل وستظل المنظمة في سياق ما يجمع كلمة الدول الأعضاء الممتدة من جاكارتا شرقاً وإلى السنغال غرباً.
من جهته شدد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري على ضرورة تبني منظمة التعاون الإسلامي مشروعاً لدعم العراق والدول الإسلامية التي تتعرض لهجمات إرهابية، وقال الجعفري: لقد بحثنا مع الأمين العام للمنظمة بشكل مفصل ضرورة تبني مشروع لدعم أي دولة تتعرض للإرهاب، والآن العراق يتعرض لهجوم إرهابي وهناك ضرر فادح، فعلى المنظمة أن تبادر بالوقوف على هذه الظاهرة لإسعاف العراق وإعطائه ما يستحقه من دعم وأن توجه المنظمة رسالة إلى أنها لن تترك أي بلد يتعرض للتهديد وإنما تدعمه، ومن دون شك جاءت مساعدات لكنها لا تتناسب مع حجم التحديات، مشيراً إلى أن الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها العراق والعالم هي الأشرس لاستباحتها الدماء والحرمات ومساسها السيادة العراقية.