بعض الصحفيين الرياضيين للأسف يتناحرون ويتبارزون بأقلامهم الجيدة وأساليبهم المعطرة بعبارات رنانة وألفاظ نارية وقلوب متهكمة خائفة، تتباكى على المنتخب الوطني ونتائجه، وبنفس الوقت هذه الأقلام هي التي مزقت أشرعة المنتخب بأقلامها وأفكارها المبهرجة التي تنتقد هذا اللاعب وذاك، وهذا المسئول ومن معه، وتضع التصور الكامل أو ما يمكن أن نقول: إنه الوصفة السحرية التي تنقذ المنتخب، ويعود بغمضة عين إلى منصة البطولات العربية ثم القارية، وتحلم بالوصول إلى العالمية ودخول الأدوار التمهيدية إلى النهائية في كأس العالم، وهم يتكئون على مفارش زاهية ومكاتب لامعة وقلوب معبأة بحقد دفين على هذا النادي ولاعبيه أو ذاك النادي ومنسوبيه، تشحذ الأقلام وتلهث وراء السقطات وتبرز العبارات بإطار جميل مذهب للنّيل منه وكأنه عدوها المبين، هذه الأقلام دون تحديد أو تمييز أو تعيين، هي التي للأسف هزمت منتخب الوطن قبل أن يبدأ مشواره في كل بطولة، وهي التي (أرهبت) اللاعبين حتى أصبح اللاعب يدخل أي مباراة دولية لمنتخب الوطن وهو يرتدي شعار الوطن وهو (خائف يترقب) من ألسنة الصحافة وأقلام الصحفيين .. الدول الأخرى العربية والأجنبية منها تشد من أزر لاعبيها ونحن نجرهم إلى الوراء جراً، الإعلام العربي من محيطه إلى خليجه يشد من خاصرة منتخب بلاده، ويقوي عموده الفقري بالعبارات اللطيفة والأماني الطيبة، ومنتخبنا يفوقهم عدداً وتكتيكاً وعدة ومهارة .. الصحافة للأسف صحافة الأندية هزمت اللاعبين نفسياً وإعلامياً وتناست عن قصد مع سبق الإصرار والترصد موقع وأهمية الوطن، ونسيت أبناء الوطن وتلهفهم للبطولات التي مضى عليها ما يقارب (20) سنة، أليست هذه حسرة يا صحافة هذا الجيل (أليس فيكم رجل رشيد)، من يجاهر بتمزيق أواصر التقارب للاعبين والأندية هو عدو للوطن، من ينتقد على هواه وميوله ويكيف الأوضاع على مزاجه وانتمائه هو عدو لرياضة الوطن، كرة القدم رياضة محترمة شريفة التنافس بين اللاعبين بالملعب لا في الصحف والقلم، ليس من العدل أن ترهب اللاعب بعبارات كريهة أوكلمات ملتوية المعنى لتؤثر عليه بالملعب، هذا قضاء العاجز وأسلوب المتخاذل، في المناسبات الدولية تسكت صحافة الأندية وتجف أقلام المتخاذلين ليبقى الوطن خطاً أحمر مثله مثل أي دولة تدافع عن مواطنيها في مختلف مهامهم الوطنية مهما اختلفت المسميات، المطلوب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التدخل سريعاً في:
1 - إيجاد «وحدة إعلامية متخصصة» يكون شبابها وشيبها نساؤها وبناتها من الصحفيين الذين انتماؤهم الرياضي للوطن، للدفاع عن منتخب الوطن والشد من أزره والوقوف معه، لأنّ هذه الأقلام التي بالساحة لو تدرك أنها تملك الحس الوطني لكفت عن كل ما يسيء لمنتخب الوطن، ويؤثر على نتائجه في كل محفل رياضي يشارك فيه منتخب الوطن، ونحن نشارك هذه الأيام بكأس آسيا ونحن (أبطاله ثلاث مرات) وللأسف في الماضي بمعنى (كان أبي)، بمدرب معار لمدة شهر ولاعبين تتقاذفهم أقلام النقد الصحافية على انتماءاتهم للأندية الرياضية، وليس للوطن الغالي والجمهور السعودي -أعانه الله-، يأمل أن يحقق نتائج إيجابية وعلى أمل في نفوس اللاعبين وتحفيزهم الداخلي وهو (شعار الوطن الأخضر).
2 - التدخل شخصياً لمنع التصرفات من رؤساء الأندية التي تؤجج فتنة الفرقة بينهم بالقول واللفظ والتصريح الإعلامي وتطبيق عقوبات ملزمة، حتى لو أدى الأمر إلى الرفع بها للجهات ذات الاختصاص،كله من أجل (لحمة الوطن).
3 - مطلوب من وزارة الإعلام وبوزيرها الجديد معالي الدكتور عبد العزيز الخضيري، أن تقف موقفاً حازماً حول ما يُكتب من إساءات للاعبين بدون استثناء وأن يقننوا الحرية الصحفية التي تؤدي إلى التمادي في خذلان الوطن وأبنائه.
4 - مطلوب من هيئة الاتصالات السعودية أن تقف بالمرصاد لما يحمّل من تسجيلات على الصحف الإلكترونية والمواقع الأخرى، ووقف كل الخدمات الإلكترونية التي تخص هذا الموقع أو ذاك في حالة الإساءة، حتى يعود الجميع للرشد السليم والرياضة الجميلة.
5 - السرعة في وضع اللوائح المنظمة للعمل في رعاية الشباب، وبالذات اتحاد كرة القدم السعودي، التي تحمي اللاعبين السعوديين المنضمين للتمثيل الوطني وكذلك مستحقاتهم المالية والمكافأة الوطنية وغيرها. إنها حسرة لما نراه في الصحافة المحلية من حملات مغرضة وأفكار طائشة وتصرفات غير مقبولة، تجاه أبناء الوطن والمنتخب الوطني لكرة القدم، جعلت من الكتابة أسلوباً نناشد فيه كل مسئول من موقعه لمحاربة هذه التصرفات الغريبة عن المجتمع السعودي، إنه الوطن أيتها الصحافة، وإنهم أبناء الوطن فلا تحمّلوهم فوق طاقتهم. وفّق الله المنتخب في خطواته القادمة وخذل كل من وقف في طريقه ليشمت بكل ابن بار من أبناء الوطن التحق بالمنتخب للدفاع عنه.. والله الموفق.
محمد بن غازي العنزي - الرياض