إن النقاش المعقد الذي دار في مجلس الشورى بشأن الزي الوطني النسائي ألقى بظلاله على موضوع الزي النسائي الموحد لمذيعات الإذاعة والتلفزيون، فاتخذ رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون قراره بتحديد الزي لمذيعات التلفزيون السعودي بـ (عباءة وطرحة)، وبناء عليه ظهرت المذيعات على شاشات قنوات التلفزيون السعودي بالزي الرسمي الموحد من قبل هيئة الاذاعة والتلفزيون، وأصبحت القنوات التلفزيونية السعودية هي الأكثر مشاهدة في ذلك اليوم لرؤية المذيعات بزيهن الرسمي الموحد، الذي توفرت فيه شروط الزي الإسلامي حيث يستر جميع جسد المرأة عدا وجهها وكفيها، وتحديد الزي الرسمي الموحد للمذيعات في التلفزيون السعودي خطوة لها عدة مميزات أهمها الأولى: تعزيز مبادئ الحشمة والوقار التي تتصف بها المرأة السعودية لنشرها عبر قنوات الإعلام الحديث في جميع أنحاء العالم، ورسالة مرئية أن الزي الإسلامي لا يعيقها في العمل ويحفظها من مظاهر التبرج. الثانية: تحريرالمرأة السعودية من إغراءات الموضه وتكاليفها المادية الباهظة وحمايتها من الوقوع أسيرة لصرعاتها المتغيرة والانزلاق إلى حافة التبرج، فلباس المرأة القائم على أساس حجب المفاتن الجسدية يعكس العقيدة الأخلاقية التي تقلل من قيمة الجانب المادي للأشياء في وجه الجانب الخُلقي. الثالثة: تنمية الإحساس والوعي عند المذيعات بأنهن يمثلن قيم الوطن ومبادئ الإسلام من خلال الشاشة التلفزيوينة، وفي نفس الوقت يعزز الاستقرارالنفسي عند المذيعات ويُشعرهن بأنهن سفيرات للمجتمع السعودي من مكانهن مما يجعلهن يراقبن جميع تصرفاتهن وسلوكهن العام وهذا بالطبع له تأثير نفسي إيجابي عميق. الرابعة: يصبحن المذيعات بزيهن أيقونات وقدوة لباقي النساء السعوديات عند سفرهن لحضور المعارض والمؤتمرات أو للسياحة والعلاج وما يترتب عليه من ارتياد المطاعم واستعمال وسائل النقل العام وقيادة السيارات خارج السعودية. الخامسة: يصبح زي المذيعات من خلال الإعلام معروفاً للنساء الزائرات أوالقادمات للعمل في السعودية فلا يقعن في حرج بسبب اختلاف لبسهن عن زي المرأة السعودية. السادسة: يشجع الجهات الحكومية الأخري أن تحذو حذو هيئة الإذاعة والتلفزيون بتعميم الزي الموحد للنساء العاملات بقرارات من الوزراء أنفسهم، فقرار رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون جريء غير مسبوق وصائب ويوافق العادات والتقاليد الاجتماعية والمبادئ والثوابت الإسلامية، فعندما رأى رئيهيئة الإذاعة والتلفزيون أن إصدار قرار الزي الرسمي الموحد للمذيعات يقع ضمن صلاحياته ويتماشى مع العادات والتقاليد الاجتماعية والمبادئ والثوابت الإسلامية ولا يتعارض مع الأنظمة الحكومية لم يتردد في إصدار القرار ، وكما هو معروف أن القيادات العليا في الدولة وعلى رأسهم معالي الوزراء المحترمين لم يصلوا إلى هذه الدرجة من التشريف والتكليف إلا بعد أن أصبح لديهم إلمام ومعرفة بالثوابت الوطنية والأنظمة الحكومية، فالموضوعات التي تتفق مع الثوابت الوطنية والمبادئ الإسلامية ولا تتعارض مع الأنظمة الحكومية يجب حمايتها من الروتين والبيرقراطية وعدم إحالتها إلى مجلس الشورى لأن تحاشي المسؤول من اتخاذ القرارات التنفيذية في حدود الصلاحيات المتاحة له ينتج عنه الروتين والبيرقراطية، وقرار رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون يمثل انتصاراً على الروتين والبيروقراطية، ففي الوقت الذي كان مجلس الشورى يناقش الزي النسائي الوطني، وفي غمرة الحوار الساخن تحت قبة المجلس، صدر قرار رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بتحديد الزي الرسمي الموحد للمذيعات في التلفزيون السعودي.
الخلاصة
إن إحالة الموضوعات التي تقع ضمن صلاحيات الوزراء إلى مجلس الشورى لمناقشتها واتخاذ قرار بشأنها، يعتبر طريق بديل ينتج عنه روتين وبيرقراطية يمكن تفاديهما بقرار مباشر من الوزير أو المسؤول صاحب الصلاحية.