في ظل التغيرات المتسارعة التي أحدثتها التقنية الحديثة والتي تلقفت الكثير من الشباب في العالم الإسلامي وجعلته يتأثر بما يطرح فيها من أفكار واجتهادات تتعلق بالجهاد البعض منها تم تأويل نصوصها من قبل أناس ليسوا من طلبة العلم ووراء هم أيدي خفية تسعى لاستغلال الحماس عند الشباب لتحقيق مصالح لخدمة أهداف وأجندة خارجية لتمرير الأيدلوجية التي تسعى لفرضها على الأمة هذا التوجه انخدع به بعض الشباب في العالم الإسلامي ومن بينهم بعض الشباب في مجتمعنا السعودي الذين استجابوا لهذه الدعوات المنحرفة بحثا عن الإيحاءات والمحفزات المعنوية الأخروية وهذا ليس صحيحاً لأن الجهاد له ضوابطه الشرعية والمخول بالإذن به ولي أمر المسلمين فنظرة على ما يحدث في الساحة العربية نجد صغار الشباب منهم هم الضحية وأذكر بهذه المناسبة تحذيرات صدرت لبعض العلماء في المملكة ومن بينهم فضيلة الشيخ صالح الفوزان وفضيلة الشيخ عبدالله بن منيع عن ما يحدث في بلاد الشام لا يطلق عليه جهاد وقضية الدفاع عن بلاد الشام يخص أبناءه بالدرجة الأولى لأن وجهته الجهادية غير واضحة المعالم وهذه التحذيرات لم يستسيغها المتعاطفين مع أهل الشام وتمضي الأيام وتتضح صدق الرؤية لهذين الشيخين حيث استغلت الأحداث في سوريا من قبل تنظيمات خارجية وداخلية وتكفيرية فأصبح المنظمون إلى هذه التنظيمات في حيرة من أمرهم لأنهم اكتشفوا أنهم في خدعة وتضليل وأنهم أمام أمرين أما الانخراط في هذه التنظيمات وإعلان الولاء لها وإلا مصيرهم الإعدام وهذا ما أكده بعض من كتب الله له النجاة والخلاص من هذه التنظيمات عبر وسائل الإعلام المختلفة فلهذا أقول لهؤلاء الجهاديون عودوا إلى رشدكم وإلى العلماء الراسخون في العلم الأحياء منهم والأموات والذين اقتفوا المنهج النبوي وسيرة الخلفاء الراشدين ومن سار على دربهم إلى يوم الدين من خلال منهج عملي واضح المعالم لا يحتاج إلى تفسيرات وتأويلات والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها الحديث الذي رواه عبدالله بن عمرو قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم: قال ففيهما فجاهد وفي رواية أن رجل قال يا رسول الله جئت أريد الجهاد معك ولقد أتيت وأن والدي يبكيان قال أرجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال لمن جاء يستشيره في الغزو معه قال هل لك من أم؟ قال نعم فقال الزمها فإن الجنة عند رجليا، وعن أبي سعيد أن رجلاً هاجر إلى النبي صلى الله من اليمن فقال هل لك أحد باليمن؟ فقال أبواي، فقال أذنا لك؟ فقال لا، قال ارجع إليهما فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما.
وبهذه الأحاديث استدل العلماء على وجوب استئذان الأبوين في الجهاد وبذلك، قال الجمهور بتحريم الجهاد إذا منع عنه الأبوان أو أحدهما لأن برهما فرض عين والجهاد فرض كفاية.
أخي الكريم لعلنا أدركنا ما جاءت به هذه الأحاديث من فوائد تعتبر حجه على الذين يتعاملون مع الجهاد بعيداً عن الهدي النبوي واستسلموا للحماس الكثير في صدورهم مع العلم القليل في رؤوسهم والإعجاب المزهو برأيهم إلى رفض أمتهم وتكفير حكامهم وعلماء هم واعتبار أوطانها ديار كفر لا دار إسلام فاستحلوا بذلك ما حرم الله وأسقطوا ما أوجب الله أتباعاً لمتشابه النصوص وابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ولو تعلموا وفقهوا وتلقوا العلم من أهله وعرفوه من مناهله لوقف بهم العلم عند حدودهم وعرفهم حقيقة الجهاد كيف يكون ومتى يكون ولمن وهذا ما نصح به الأمام الحسن البصري رضي الله عنه حيث يقول العامل على غير علم كالسالك على غير طريق والعامل على غير علم يفسد أكثر مما يصلح فاطلبوا العلم طلباً لا يضر بالعبادة واطلبوا العبادة طلباً لا يضر بالعلم فإن قوماً طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمه محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا.