عندما نتحدث عن المخدرات فإننا نتحدث عن مادة سائلة أو صلبة، تكون في مضمونها مادة تؤثر في بني البشر تأثيراً سلبياً؛ يؤدي بالإنسان إلى ارتكاب الأخطاء، وقد تتطور الأخطاء إلى جريمة يمقتها المجتمع والعرف والدين. ولنقف لحظة أمام الدين، فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه، ورسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - بلّغ الأمة الإسلامية كيف تحافظ على نفسها من الوقوع في مثل هذه الجرائم؛ لأن المجتمع الإسلامي في الأصل مجتمع نظيف وصحي ومحافظ، وإن هذه المواد تعكر صفو المسلم، وقد تؤدي به إلى الكفر؛ لأن الجرم الذي يرتكبه من يتعاطى المخدرات جرم في المقام الأول في حق نفسه، ثم يتطور إلى محيط أسرته، إلى أن تتأثر من الناحية الاجتماعية؛ إذ قد تقتل في هذه الأسرة حب الظهور أمام الناس؛ لأن التغيير الذي يلحق بالإنسان من جراء استخدامها يُحدث تغييراً بالإحساس والاتزان العقلي الذي وضعه الله سبحانه وتعالى في أفضل حال؛ ليستطيع الإنسان السليم أن يستخدمه في إطار متطلباته الروتينية والنفسية والمعايشة والاجتماعية، بعكس من يستخدم هذه المواد المدمرة للعقل في تفكيره والإحساس بإماتته، وقد تتعدى أضرارها إلى تدمير أعضاء الجسد وأنظمته.
وبغض النظر عن تنوع المخدرات وتكوينها، سواء ما كان منها من النبات أو الصناعة، وبتعدد أسمائها وضررها، فإنها تتبرمج في كل جزء من جسم الإنسان.
ولو نظرنا إلى بعض التعريفات لهذا المخدر لوجدناها تتنوع في الاسم، لكنها تجتمع في الضرر والهدف. فمن الناحية القانونية نجدها تنحصر في اسم مواد تؤثر في الإنسان وتسبب الإدمان. أما التعريف العلمي فهي مواد كيميائية، تؤثر في حاسة الانتباه للفرد؛ وتؤدي إلى النعاس أو غياب الوعي. ومن هذا أو ذاك قد يكون هناك كوارث أسرية، تؤثر في الأسرة كلها، خاصة الأبناء؛ فمنهم من يقتدي، ومنهم من يحس بالخيبة والضياع؛ فتجده يخفق في تحصيله العلمي، ويجنح للانعزالية خوفاً من أحد أقرانه أن يشير حتى ولو بالتلميح إلى أنه رجل يتعاطى المخدرات.
إنها كوارث تهدد الكيان البشري، وتقذف به إلى هاوية الانحطاط وضياع المستقبل.
هذا جزء بسيط من الأضرار على المجتمع والأسرة والوطن، فكيف تكون أضرارها على الإنسان نفسه؟ نوجزها فيما يأتي:
نلاحظ أن قلة الشهية للأكل أحد المظاهر؛ لذا نجد المتعاطي نحيف الجسم، يميل إلى الصفرة.
ومن هنا تجد أكثر الأمراض الفتاكة لدى المتعاطي كتليف الكبد، واضطراب دائم في الجهاز الهضمي والمناعي، ودقات القلب من حيث حدوث الذبحة الصدرية، وهي أقرب إلى المتعاطي من غيره، والكثير الكثير من التدمير لصحة الإنسان.
ويجب أن ندرك أن العامل الديني والالتزام به هو أساس في الابتعاد عن هذا الداء، فعندما يكون هناك إيمان قوي وخوف من آثاره تأكد أنك سوف تقف أمام كل الأبواب التي تفتح لك على هاوية الفساد دون أن تدخلها.. ولا نغفل دور الأسرة والمدرسة التي يقضي الإنسان جل وقته بها. فلو أننا وضعنا خطة تحضيرية مجدولة لزيارة المدارس من الصف الأول إلى الجامعة، وإعطاء فكرة شاملة عن أضرار المخدرات مدعمة بالصور والبراهين، وليس في عجالة الوقت، بل كل شهرين تعود الزيارة مرة أخرى، وكذلك الأسرة يجب أن تلحظ تصرفات أفرادها من ذكر أو أنثى، فعندئذ سوف تختفي هذه الظاهرة، أو تكون عند حدودها الدنيا.
- أبها