الجزيرة - محمد السنيد:
أكَّد مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر أن دعوة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- إلى مدّ جسور الصلة مع الثقافات الأخرى أتت في مسارات عديدة تغذي مفاهيم الانفتاح والتحاور الإيجابي مع الآخر وضرورة الخروج من العزلة بتبني ثقافة الحوار وفتح آفاق رحبة للتبادل المعرفي والحضاري مع سائر الأمم، وتأتي الترجمة واحدة من أبرز تلك المسارات التي اهتم بها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله.
وتابع الدكتور العمر حديثه قائلاً: إن مما يجسد عناية خادم الحرمين الشريفين -يرعاه الله- بتكريس هذا التوجُّه تأسيسه جائزة عالمية للترجمة بوصف الترجمة إحدى أهم وسائل الاتصال مع الآخر وتفعيل التبادل المعرفي معه باستمداد وتصدير المنجزات الفكرية والثقافية بين سياقين مختلفين ليتيح جسر الترجمة عبور الأفكار والرؤى بين الثقافات المتباعدة لتتجاور فتغدو بينها أرض مشتركة للتعارف والتقارب. ولعل احتضان مدينة جنيف بسويسرا لحفل تسليم هذه الجائزة في دورتها السابعة يجسد عالميتها وصداها الواسع بين المثقفين والمهتمين في دول العالم، كما يعطي مؤشراً على كونها صارت وجهة دولية لتقديم الأعمال المتعلقة بالترجمة، ومنارة عالمية في هذا المجال، بدليل تنافس (145) عملاً على هذه الجائزة في دورتها لهذا العام، تنتمي إلى (18) دولة، مكتوبة بــ (13) لغة، كلها قُدِّمت تنافساً على جائزة تعد هي الأكبر على مستوى العالم في مجال الترجمة من حيث عدد الأعمال والدول المشاركة فيها، وجائزتها التي تجاوزتْ (4) ملايين ريال مقسمة على مجالات الجائزة الستة. وتتولى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة -التي تعد محضن هذه الجائزة- نشر الأعمال الفائزة وتوزيعها على أوسع نطاق، الأمر الذي يؤكد أن ثمرات هذه الجائزة تحظى باهتمام رفيع. وأضاف مدير جامعة الملك سعود أن ملامح الحكمة في هذه الجائزة كثيرة يتجلى أحدها في عدم حصرها في جانب معرفي واحد، بل هي شاملة لأطياف علمية مختلفة ليجد المهتمون بالترجمة مجالات متنوعة للمشاركة والتنافس الذي يخدم المعرفة ويزيدها غنى وثراء، ولا شك أن هذه الجائزة ستتحول بالترجمة إلى فن أصيل له قواعده وقوانينه التي تُعد شرطاً لنيل الجائزة، الأمر الذي سيحمل المتنافسين على الالتزام بذلك لتتحول الترجمة من كونها نقلاً بين لغتين إلى عمل احترافي منهجي، وهذا يعني أن هذه الجائزة ستعمل على غرس التأصيل العلمي والمنهجي لفن الترجمة للارتقاء به وتعزيز ضوابطه. واختتم العمر تصريحه بسؤال المولى الكريم أن يشفي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويلبسه ثوب العافية، ويمتعه بالصحة، ويقر بشفائه الوطن والعالم الذي ينتظر منه دائماً العون والنجدة في مواقف الصراع والفتن والكوارث، فأسأل الله أن يمدَّ ظله، ويكرمه بعافيته. كما أسأل الله أن يجزي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب وزير الخارجية، رئيسجلس أمناء الجائزة، خير الجزاء لجهوده الكبيرة في متابعة الجائزة وإنجاحها، والشكر مـوصول للزملاء والإخوة الكرام في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لما يبذلونه من جهود في هذا المجال.