الزمن الجميل انتهى، زماننا صعب، لا يوجد وقت، دائما أنسى، لا أحد يستحق، لا يفيد معه شيء، مستقبلاً، لا أقدر عليه، ظروفي غير، مستحيل، ليس لدي داعم، جربت،.....الخ من جمل عديدة يكررها الكثيرون على سبيل التبرير أو خداع النفس وتقييدها بالحرمان وحياة اللامعنى ،محركها الخفي الخوف من التجربة أو الكسل عن الإصلاح أو عدم الصبر والتشاؤم أو الدوران في ملهيات الحياة أو الركض مع أعمالها أي غياب الوعي عن قيمة الذات ومعنى جودة الحياة في كل لحظاتها ومع أي أطرافها.. وفي هؤلاء قال الشاعر:
هو عبء على الحياة ثقيل
من يظن الحياة عبئا ثقيلا
بينما من الحقائق التي يدركها العظماء الناجحون في جوانب حياتهم إيمانياً وأسرياً، دراسياً أو مهنياً وصحياً أن كل ما ترغب أن تحققه ويحتاج إلى أفعال يمكن لك الحصول عليه وفي أقل الأحوال الحصول على بعض منه وحتى هذا البعض يعني تغييراً هائلاً في قيمة وجودك وأثرك.. فقط إذا أوقفت خداع نفسك بتلك الجمل والعبارات العاجزة المهزومة.. ونظرت بشيء من الجدية إلى ذاتك هل رغم كل شيء لها بصمات وومضات على نفسها ومن حولها.. هل لها أريجاً يُسرُّ به ويسعَد بقربه أو العكس لا ظل ولا خطى.. ضيقاً ومللاً وكدراً منها وأيضا فيها!..
إن من العيب على المرء أن يلبس رداء الخداع على نفسه لأنه لن يجد معه معيناً إلا إبليس وأعوانه من سقط البشر..
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئا جميلا
إليك مثالاً بسيطاً جدا: كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي والذي يعد من أعظم الكتب.. لاحظ الإمام -رحمه الله- أن الكثير من خواطره التي تطرأ عليه ينساها بعد فترة ولا يستطيع استحضارها فقرر أن يكتب خواطره أولا بأول حتى أصبح كتاباً نفيساً أصدره ولا زال يطبعُ.
بالمثل كل ما تريد أن تعدله وتقوّمه سواء كان في علاقتك الأهم مع الله أومع والديك وشريك حياتك وأبنائك وأقاربك أو في صحتك أو عملك ومهاراتك بشكل عام أو انفعالاتك أو قدراتك ومواهبك... تخلص من العبارات الخادعة للنفس واعقد العزم وابدأ الفعل تزود بالمعرفة الصحيحة وانطلق.. بذلا وصبراً.. إصراراً وفألاً.. تكراراً ودأباً ودعاءً يكن ما يرضيك.
المفكر ستابلس كتب عن مدرج الإنجاز لأي فعل عند البشر ونذكره هنا (بتصرف) كما يلي:
1- مستحيل أن أفعل
2- لا أستطيع الفعل
3- ربما أستطيع
4- أعتقد أنني أستطيع
5- أنا أستطيع
6- يارب.. إنني أستطيع أن أتخطى الصعاب وأحرك العقبات
7- أرجوكم.. أرجوكم.. افسحوا الطريق فأنا منطلق في طريق الصواب..
قف مع هذا المدرج.. وكن صادقاً مع نفسك وانظر في أي درجة تقضي حياتك؟!
وتخيل كيف ستكون روعة حياتك إذا قضيتها في المدرج الخامس والسادس ولعلك في السابع دائما.. تغير وتبدّل وتنهض وتمنح لأجل أن تكون أفضل وأغنى وأسعد.
وقود لحياتك:
عش بسلام وأمان ..تقبل حياتك بمن فيها..اعرف ذاتك بكل تفاصيلها.. ثم اعمل بجد وحب وصبر على أن تقتلع الشوك وتبذر الزهر.. تثمر جميلاً وتفوح عبيرا.
أ.هدى بنت ناصر الفريح