مسقط - محمد المنيف:
الفكرة أساس أي عمل أو منجز ناجح، لا يجيد اقتناصها من بين الكثير من الأفكار إلا أصحاب العقول النيرة خصوصاً إذا كانت فكرة جديدة مخالفة ومختلفة عما قبلها فإنها تصبح رائدة وتعد مبادرة وسباقة تؤكد أن من أتى بها واستحدثها ديناميكي البحث والتفكير لا يمل أو يكل أو يتوقف عند اجترار أفكار من سبقه.
من هنا كانت فكرة الفن التشكيلي الطائر الذي قامت به الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، فكرة غيرت وجه التكرار في سبل إقامة الأنشطة تجاوب معها المسؤولون في سلطنة عمان وفي مقدمتهم (ديوان البلاط السلطاني) الذي تندرج تحت مظلته الجمعية انطلاقاً من قناعتهم بالدور الثقافي البصري الذي تقوم به الجمعية ومنسوبيها، الذين لم يتوقف طموح 43 فناناً تشكيلياً عمانياً عند الإبداع على الأرض فجاءت فكرة الرسم في الطائرة نافذة ورئة جديدة يتنفسون من خلالها وينثرون أريج تراث وطنهم في دول العالم.
حفل احتفاء وتكريم
في حفل امتزجت فيه العروض الأدائية بالفن التشكيلي وعطر مساءه بكلمات نسجت بطعم الحلاوة العمانية توجت بحضور مشرف ورعاية كريمة من صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد، مساعد الأمين العام بمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وبمشاركة نخبة من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وجمع من المهتمين بقطاع الثقافة والفن بالسلطنة وكبار الفنانين ورؤساء الجمعيات الفنية التشكيلية والمؤسسات من خارج السلطنة من بينها الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ومن ألمانيا وسويسرا ولبنان ومصر والكويت والبحرين وبنقلادش كضيوف شرف اختتم في نادي الواحات التابع لديوان البلاط السلطاني في العذيبة فعاليات المشروع الوطني «المعرض العماني الفني الطائر» الذي نظمته الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وساهم في إنجاحه العديد من الجهات الرسمية والخاصة وبشراكة مع الطيران العماني الناقل الرسمي للمعرض حيث قام سمو السيد كمال آل سعيد والحضور بجولة على المعرض التشكيلي للأعمال التي قام الفنانون برسمها على متن رحلات الطيران العماني واستمع خلال الجولة لشرح مفصل من الفنانة مريم الزدجالية ومن الفناين المشاركين التي تضمنت الكثير من المواضيع المستلهمة من التراث العماني وبمختلف الأساليب والمدارس الفنية.
وقد تضمن حفل الختام كلمة ترحيبية قدمتها مريم بنت محمد الزدجالية مديرة الجمعية تحدثت فيها عن أهمية المعرض الفني الطائر جاء منها (عام سعيد مضى وبألوان الفن التشكيلي توشح حينما سافر من مسقط العامرة «المعرض العماني الفني الطائر» إلى سبع محطات دولية ممثلاً بثلاثة وأربعين فناناً عمانياً، كما تم في الحفل توزيع دروع وشهادات التقدير للمشاركين والداعمين والقائمين على تنظيم المشروع.
تجربة ناجحة
في حديث للفنانة مريم الزدجالية مديرة الجمعية لجريدة الجزيرة (الصفحة التشكيلية) حول مشروع المعرض العماني الفني الطائر «ألوان في السماء» قالت إن المشروع يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، كما أنه يأتي بمناسبة مرور عشرين عاماً على إنشاء الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بتوجيهات سامية من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.
حققنا من خلاله أهدافاً ثقافية وسياحية وحضارية، خاصة وأنه يوظف الفن التشكيلي في خدمة التراث العماني بشكل عصري وعملي وقريب من الجمهور داخل السلطنة وخارجها من أجل إحداث نقلة نوعية في حركة الفن التشكيلي، ويعبر عما تحظى به الفنون التشكيلية العمانية من اهتمام يتجاوز الإطار المحلي.
وأضافت الفنانة مريم الزدجالية أن مدة المشروع عام كامل تقلدت خلاله حركة الفن التشكيلي العمانية أرقى حللها الإنسانية. كما كان المعرض فرصة ذهبية لعرض هذه المنجزات الراقية على المستوى العالمي، تأكيداً لما حققه الفنان التشكيلي العماني من تقدم كبير وإنجازات ملموسة وهوية مميزة يفخر ويفاخر بها.. حيث تم عرض أعمال فنية تشكيلية لعدد 43 فناناً تشكيلياً عمانياً من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية إلكترونياً عبر شاشات العرض المتوفرة على متن اسطول الطيران العماني، مع إشعار الركاب بالمعرض واسم الفنان العماني المشارك عبر الشاشات والمطبوعات.
كما استضاف مبنى مطار مسقط الدولي معرضاً للمشروع استمر لمدة عام، تم خلاله تهيئة ثلاث قاعات لعرض هذه الأعمال وتم الأخذ بالاعتبار تحديث هذه الأعمال المعروضة بين الفينة والأخرى، كما تم وضع لافتات وشاشات إعلانية وإرشادية عن المعرض في أرجاء مختلفة من مبنى المطار. في ختام حديث الفنانة مريم الزدجالية للصفحة أشارت إلى أن الجمعية العمانية وبما تتلقاه بكل فخر واعتزاز مسيرة عقدين من الزمان منذ إنشاء الجمعية تسير بخطى واثقة وتطمح الجمعية للكثير ومن تلك المشاريع تدشين دليل الفنانين التشكيليين العمانيين وتطوير فكرة الفن الطائر.