تحسن الخاتمة.. أن يوفق الله العبد قبل موته للابتعاد عما يغضب الرب سبحانه وتعالى والتوبة من الذنوب والمعاصي والإقبل على الطاعات وعمل الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذا الحال الحسن، ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله قالوا كيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله عز وجل بعبده خيراً عسله قيل وما عسله قال يفتح الله عز وجل له عملا صالحا قبل موته ثم يقبضه عليه) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
فالإنسان في هذه الحياة يسير بإرادة الله كيف يشاء فالموت يفرق من تحب الاجتماع بهم ومن تأنس بحضورهم ووجودهم ولكنها الدنيا لا يدوم لها سرور تتصرم أيام ساكنيها ما بين فرح وطرح وحلاوة ومرارة حتى يؤذن لصاحبها بالرحيل إلى دار الآخرة دار النعيم المقيم، فبينما أم عبدالله رحمها الله تؤدي مناسك العمرة ومعها ابنها محمد وابنتها نورة يطوفان بالبيت الحرام والسعي بين الصفا والمروة وهي لا تعلم أن هذه اللحظات هي آخر عهدها بالبيت الحرام والصلاة في مقام إبراهيم عليه السلام والسعي بين الصفا والمروة، وأثناء عودتها من انتهاء مناسك العمرة تعرضت لعارض صحي افقدها الوعي لمدة ثلاثة عشر يوماً وفي يوم الاثنين الموافق 10-2-1436هـ أخبرني ابنها محمد بأن روحها الطاهرة قد رحلت إلى بارئها فكثيرا ما كانت تتمنى أن تكون خاتمتها في البيت الحرام رحمها الله.
كانت رحمها الله تتمتع بصفات حميدة من حنان ولطف مع الصغار وحب للضعفاء والمساكين كما أن كل زاوية من زوايا بيتها يشهد لها على أداء الصلوات في أوقاتها مع كثرة النوافل والصيام يوم الاثنين والخميس وهي كانت رحمها الله تعاني من مرض السكر والضغط وأيضاً في مواسم العبادات وغيرها ولقد منَّ الله عليها وأعانها على بناء مسجد فدعت المولى أن يجزل لها الأجر ويبني لها بيتاً في الجنة جنة الخلد يا أم عبدالله برحمة الله.
ولقد امتلأ منزل أخي عبدالله بالمعزين من أهالي محافظة المذنب وخارجها ونشكر فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة على حضوره وتقديم التعزية للشيخ عبدالله البرهه وأبناء المرحومة عبدالله وعبدالرحمن ومحمد وأحمد لعلو مكانتها في نفوس القريب والبعيد داعين الله عز وجل أن يتغمدها الله بواسع رحمته ويلهم ذويها الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- سليمان محمد الرشيد