قبل أيام غيّب هادم اللذات فقيد الجميع المرحوم/ العميد متقاعد/ راشد بن غازي السيحاني بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء وقد عانى خلال سنواته الأخيرة من المرض الذي أقعده ومع ذلك كان رحمه الله محباً ومصراً على التواصل مع أقربائه وأصدقائه ومعارفه، فهو يكن لهم المحبة وهم يكنون له المودة لكريم أخلاقه وعطائه وطيب معشره.
لقد نشأ أبا غازي شاباً يافعاً مقبلاً على الحياة مع شقيقه المرحوم/ محمد بن غازي السيحاني الذي يعتبر لحقبة طويلة إبان قساوة وظروف الحياة في زمن الستينات والسبعينات الميلادية فاتحاً منزله لأقربائه وأبناء قبيلته في حي الشميسي بالرياض وحوله مقراً لسكنهم والإقامة لديه لكل من يفد للرياض للمراجعة أو العلاج، حيث وقتها لا شقق مفروشة ولا حتى غرف للإيجار كما هو حالياً فكل شيء متوفر ونحمد الله على ذلك.
وكان يضرب به المثل في الكرم والسخاء. بدأ فقيدنا العميد/ راشد السيحاني طالباً في معهد الأنجال آنذاك (معهد العاصمة النموذجي) حالياً وبعد إكماله لتعليمه بالمعهد التحق بالكلية الحربية وتخرج برتبة ضابط عمل في القوات المسلحة، وتنقل في ربوع الوطن في أشرف قطاع للذود عن الوطن وتنقل بين قطاعات الجيش في كل من تبوك ونجران وجدة والمنطقة الشرقية، وقد شارك ضمن القوات السعودية في حرب 73م ضمن القوات السعودية المرابطة في الأردن لفترة طويلة، بعده انتقل للعمل في الاستخبارات مديراً لها في القريات والأحساء ثم انتقل للرياض حتى تقاعد، وكان خلالها مثالاً للمواطن والمسؤول المخلص لوطنه وولاة أمره حفظهم الله.
وبعد تقاعده تفرغ لأعماله الخاصة ممارساً لدوره الاجتماعي في أسرته وأقربائه مشاركاً لهم مناسباتهم بحضور ملفت، ويحرص دائماً على توعية الشباب لما يحيط بهم من مخاطر فهو صاحب تجربة يصغي لها الجميع ويستفيد منها الكل، وبعد أن داهمه المرض الذي لازمه لسنوات لم يثنه عن المشاركة وحضور أغلب المناسبات متحاملاً على المرض ومشاركاً الجميع ويستقبل زائريه بكل أريحية ورحابة صدر رغم ما يعانيه، وهذا مضرب المثل في المؤمن الصادق الراضي بما كتبه الله له ناهضاً بدوره الأسري والاجتماعي ومتواصلاً مع الجميع رغم قساوة المرض وأثره على البدن وكل أبنائه وعلى رأسهم ابنه الأكبر الأخ/ غازي، قائمين على خدمته وملازمين له ويرى الجميع فيهم سلوك والدهم وهمته العالية.
وبعد أن داهمه هادم اللذات كان خبر رحيله محزناً لأقاربه ومعارفه وصلي عليه بجامع الملك خالد بالرياض ثم ووري الثرى بمقبرة أم الحمام، وما الجموع والمعزين الذين توافدوا على قصره بحي الورود بالرياض إلا دليل على محبته ومكانته بين أقربائه وأصدقائه.
رحم الله أبا غازي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل ما أصابه من مرض تمحيصا له ورافعاً لدرجته في الجنة، وعزاؤنا لأبنائه وبناته وأسرته وعلى رأسهم ابنه الأكبر/ الأخ العزيز/ غازي بن راشد وإخوانه وأبناء أخيه الأعزاء/ بدر وعروة وعبدالملك أبناء/ محد بن غازي السحياني.
فإن غبت أبا غازي عنا جسداً فسيرتك العطرة وحسن تعاملك باقيان وماثلان للعيان، ينهل منهما أبناؤك ومحبوك.. رحمك الله وأحسن مثواك.
محمد المسفر - شقراء