كتب - سلطان الحارثي:
تلاسنا.. فتشاجرا.. وتلفظ كل واحد على الآخر.. ولكنهما سرعان ماعادا يتضامان بعد أن دعاهما الوطن فلبيا الدعوة حبا وإخلاصا وعشقا. كان هذا المنظر يجمع مهاجما منتخب السعودية نايف هزازي ومحمد السهلاوي اللذين «قيل» إن الخلاف وصل بينهما ليتراميا بالكراسي!! ومن أجل ماذا..!؟ من أجل أن كلا منهما بحث عن مصلحته.
كل هذا حدث بينهما على الأقل حسبما سمعنا, ولكن حينما تحركت فيهما غرائز الوطنية نبذا خلفهما كل أمر قد يعصف بالمنتخب, وتعاضدا من أجل رفع اسم وشعار المملكة العربية السعودية في سماء كل العالم وليس في سماء استراليا وآسيا فقط.
إن ماحدث بين هزازي وبين السهلاوي ماهو إلا درس لكل من ينتمي لهذا الوطن ولرياضة هذا الوطن, فالوطن وشعاره أسمى من كل خلافاتنا, وإذا جاء اسم الوطن ودعينا لخدمته فعلينا أن نقف صفا واحدا لا يزعزعنا أي أمر مهما علا شأنه. ولهذا كم نتمنى أن تنتقل عدوى ماحصل بين السهلاوي وهزازي لبعض الإعلاميين الرياضيين «المغرر بهم» والباحثين عن مصالح شخصية, وأمجاد تعنون باسمهم, بعيداً عن مصلحة الوطن ومصلحة منتخب يمثله هناك في استراليا. وليت أولئك الإعلاميون الذين يتناحرون ليل نهار من أجل مصلحة ناديهم المفضل, رامين بثقلهم لمحاربة لاعبين معينين في المنتخب, يتعلمون من «هزازي والسهلاوي» كيفية حب الوطن الذي دعاهم لنبذ خلافاتهم وأقبلوا نحوه ناسين ومتجاهلين ماحصل بينهم من خلافات واختلافات. يازملاء المهنة.. منتخبنا اليوم يشارك في نهائيات آسيا.. تلك النهائيات التي تزعمها عن كل جدارة واستحقاق بعد أن حقق بطولاتها ثلاث مرات, وحضر في نهائياتها ثلاث مرات, فهل تستشعرون قدر وقيمة المنتخب الذي هو بحاجة ماسة لدعمنا ومؤازرتنا. يا أبناء الرياضة من كافة الألوان.. منتخبنا اليوم يقف على حافة خطرة, فهل تتناسون حروبكم للحظات, وتقفون مع من يمثل بلد الأمن والأمان. اتخذوا من هزازي والسهلاوي نموذجا لكم, واقتدوا بهما في خطواتهما التي فعلوها.. لا نريد منكم أن تتحابوا ولا أن تتهادوا.. ولكن نريد منكم ألا تكرهوا بعضكم.. وإن لم تستطيعوا فكونوا مع المنتخب في مشاركاته.. فالمنتخب أحوج وأحق بالدعم من أنديتكم التي تتصارعون من أجلها.