سعادة رئيس التحرير الريادي
يكاد الكاتب في الجزيرة د. جاسر عبدالله الحربش أن ينفرد بين زملائه بنظرته لمواضيعه بأعين سعودية، استطاع أن يرى بها ما حققته بلاده من إيجابيات مقابل ما ابتليت به دولٌ من دمارِ الربيع العربي (الأربعاء 9-3-36/ عدد 15434) لم يغبْ عن القيادة السعودية أن الطرح الأممي العروبي فقد فرصته عندما فشل في تأمين الوقود البترولي لمحركاته، ولم يغب عن القيادة السعودية أن الأمة الإسلامية، التي هي مركزها وقلبها، صارعت خمسة عشر قرناً لتعويض ولو بعض ما كان عليه أعظم مخلوق أنجبته البشرية. لقد كان محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم كامل الأوصاف، جمع السلطات الثلاث، التشريع والقضاء والتنفيذ، والكثير الكثير في شخص واحد.
لقد كان قائداً عسكرياً وخبيراً اقتصادياً ونفسياً ليس له ولن يكون له مثيل.
ولم يغب عن القيادة السعودية أنها أصبحت أمام أخطر تحديين: داخلي وخارجي (أممي).
لقد كان مطلوباً منها أن تضمن استقرارها على أساس توازن معقول بين السلطات الثلاث، في وجه مقاومة أو تقبلاً للأقليات غير المسلمة، وأصبحت الأقليات المسلمة ترى في التشجيع والدعم الخارجي إشارة للخروج على الأكثريات غير المسلمة التي تعيش بينها، وأصبح العنف يعصف بالمسلمين، أكثرية أو أقلية كانوا..
لا غرابة إذاً أن يرى الدكتور الحربش إيجابيات (الربيع) في بلادنا، لأن رؤية قيادتها أحاطت بكل الأخطار.. وأبعدتها.
- منصور الحميدان