أشير إلى ما نُشر في جريدة الجزيرة يوم الأثنين (30 من شهر صفر 1436) بعنوان: (الدكتور المحقق عبدالرحمن السليمان العثيمين إلى رحمة الله), حيث ذكر أن اللغوي والباحث المحقق الدكتور عبدالرحمن سليمان العثيمين انتقل إلى جوار ربه وذكر أن حياته حافلة بالعطاء العلمي والبحث وتحقيق المخطوطات أثناء عمله كأستاذ مساعد في قسم اللغة العربية في جامعة (أم القرى) وأنه بعد يومين من تكريمه توفاه الله وجاء تكريمه (من قبل وزارة الثقافة والإعلام) بناء على توصية اللجنة العلمية التي كلفت بترشيح (شخصية خدمت اللغة العربية). أقول إن هذا التكرم جاء لرجل قامة وعلم من أعلام الأدباء والمثقفين وخاصة في تخصص المخطوطات, حيث أشاد به في هذا المجال العالم الشيخ (علي الطنطاوي) والشيخ (حمد الجاسر) رحمهما الله, وهذا المحقق والمتخصص في اللغة العربية والمخطوطات قد (اشتعل رأسه شيباً) وانحنى ظهره وضعفت قواه الجسمية وبعد هذا العمر (يُفكر في تكريمه). أين الجهات المختصة والمهتمة بالأدب والأدباء والعلماء الذين كرسوا حياتهم في البحث والعلم وامتلأت رفوف المكتبات بمؤلفاتهم أين مهرجان الجنادرية أين دارة الملك عبدالعزيز عن هذا التكريم لماذا لم يكرم في حياته وهو شامخ في علمه وأدبه قوي في قواه ومداركه, لماذا لم يكرم قبل أن يكون وقته دائماً مفتوح ومشغول مع الأطباء وأدويتهم ومواعيدهم لماذا لم تفكر (وزارة الثقافة والإعلام) في هذا التكريم (لعالم اللغة العربية وخبير المخطوطات ومؤلفاتها إلا في هذا الوقت بعد أن بلغ من الكبر عتيا, وكان رد هذا التكريم عنده ليس بالحماس والفرحة عندما كان في عز عطائه وقواه الجسمية قبل أن تخيم عليه علامات الشيخوخة فها هي نهاية هذا التكريم (الموت) موته بعد يومين من هذا التكريم وهذا هو أجله (لا اعتراض على حكم الله {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وقد سبقه من كُرِّم في نهاية حياته مثل (الأستاذ عبدالكريم الجهيمان) (وطاهر زمخشري).
وغيرهم كثر من الأدباء والعلماء بحثو وكتبوا ودرسوا وألفوا الكتب وقدموا الدراسات والمخطوطات ووافاهم الأجل دون تكريم وما زال هناك آخرين على قيد الحياة على شاكلة من تم تكريمهم يحتاجون إلى لفت نظر من وزارة الثقافة والإعلام من أجل هذا التكريم لأنهم خدموا مجتمعهم في وظائفهم وخاصة الوظائف التعليمية وتفرغوا للبحث والتعمق في تخصصاتهم الأدبية والتاريخية والآثار وكثيراً من أبنائنا الشباب لا يعرفون عنهم شيئاً لا في علمهم ولا في تخصصاتهم ولا في إنتاجهم وهم أعلام من أعلام المجتمع يشار لهم بالبنان ومثال ذلك: (المحقق الدكتور عبدالرحمن السليمان العثيمين) لا أحد يعرف عن تاريخه العلمي وتخصصه اللغوي والمخطوطات شيء إلا بعد مماته بعد أن نشرت عنه الصحف عن تكريمه ومماته رحمه الله وجميع موتى المسلمين وأسكنهم فسيح جناته.
- مندل عبدالله القباع