أن تقاتل في سبيل الله هذا حق، وأن تذود عن بلادك وعن أمن المقدسات هذا حق مشروع ومقدس، لكن أن تقاتل في سبيل أهواء وأفكار استقيتها من الخبثاء وأعداء البشرية فهذا هو العمى بعينه.. الذين أقدموا على جريمتهم النكراء في شمال المملكة هم من هذه النوعية التي تُسيّر ولا تُخيّر شذاذ يعملون بيد غيرهم، سفهاء لايعلمون ولايدركون معنى التسامح ولا صفاء الإسلام الذين شوهوه بأفعالهم الدنيئة والخسيسة، فكيف يأتي من أبناء الوطن من يسعون فيه فسادا ويقتلون النفس التي حرم الله في كتابه العزيز حيث يقول تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وقوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ...} فعلى أي أساس اعتمد مجرموا (مركز سويف الحدودي) بمنطقة الحدود الشمالية؟ على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أم على كتاب وسنة داعش والنصرة ومن يدور في هذا الفلك الذين استطار شرهم فأفرزوا دويلة الاضطراب التي يدعون والفوضى والخراب ودمرت المبادئ والمثل وغلّبت نزعات الشيطان واتخذت العنف والاعتداء والتخريب والتفجير وسفك الدماء منهجا وسلوكا.. ونحن جميعا وكل عاقل يحمل في فكره ذرة من التفكير السليم يعلم أن ما قاموا به هؤلاء الفساق ما هو إلا إجرام وفساد وإرهاب وطغيان وتجاوز صريح لحدود الله وتجرد من كل معاني الإنسانية والقيم الدينية والمثل الأخلاقية .. هؤلاء شواذ ابتليت بهم المجتمعات المسلمة في عصر يفترض فيه انعدام الأمية والجهل والتخلف. أعادونا بهذه الأعمال إلى عصور الظلام دون أن يدركوا بشاعة الجرم الذين ارتكبوه .. فلا يقدم على مثل هذه الجريمة أناس أسوياء أبدا.. بل هؤلاء شياطين الأنس استولت على أفكارهم شواذ الأمم وأفاقيها يفتون بغير علم ويقتلون بغير سبب ويرتكبون أعمال هي في واقعها جرائم وحشية وهمجية .. ومرتكبوها مجرمين شوهوا صور الإسلام وعاثوا في الأرض فسادا ما بين قتل وتدمير وتهجير ولم يمر على العالم الإسلامي رغم ما مر به في العصور الماضية أسوأ مما يمر به الآن من تشويه وإساءة واضحة ومتعمدة للإسلام .. دين السلام والتسامح والعدل والمساواة.. هذه الفئة الشاذة هي من خلفت كل الزوابع المسيئة للإسلام وسعت بكل قوة إلى تشويهه شوههم الله.. والعالم كله براء من هذه الأفال المشينة فهي خروج عن كل الأعراف وليس لها قبول ولا مجال إلا في عقول المجرمين العميان الذين يرتكبون الجريمة دون وازع أو رادع أو حق أو سبب مبين، نحن جميعا نقف صفا واحدا ولحمة واحدة ضد كل الشواذ والقتلة المجرمين الذين يرون في القتل وإزهاق الأرواح نوعا من المباهاة والتفاخر قبحهم الله وقبح أفعالهم , ولاشك أن مصريهم جهنم وبئس المصير فهم خوارج على كل ما تعارف عليه المسلمين في كافة أصقاع الأرض مهما حاولوا التبرير أو التضليل .. وهم مسيرون تحركهم جهات معادية لهذا الوطن .. حاولوا جهدهم النيل منه ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا لأننا جميعا ندرك كل هذه الحماقات وندرك أن هذه الأفعال لن تأتي إلا عن طريق خونة باعوا ضمائرهم وبلادهم وأسرهم واسترسلوا في طلب الرضا بما يسخط المولى. ارتكبوا جرائم تلو جرائم وأعمال بشعة لايقوم بها إنسان يحمل فكرا سليما ويتعامل مع مجتمعه بما أمر الله به ورسوله.. هؤلاء خرجوا عن المألوف في كل الأمور ويدعون الإسلام.. تبا لهم ولأعمالهم إن أقل ما يطلق عليهم خونة خارجين عن الإسلام.. لا يقتل المسلم أخاه المسلم وفي قلبه ذرة من إيمان فما بالك بمن يفجر نفسه ليقتل من أمامه بعد أن أعطاه الأمان ليدخل فيقتل من أمّنه ويقتل نفسه ومن حوله بئس الفعل والفاعل وعلى الله حسابه وعقابه وكل من خرج عن كل القيم والأعراف ناهيك عن الإسلام وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وكل الأديان التي تحرم مثل هذا الفعل الشنيع ويجب على أبناء الوطن أن يتنبهوا لما يحاك لهم ولوطنهم وأن هذه البلاد محسودة على ما أنعم الله عليها من نعم وفي مقدمتها الأمن والرخاء الذي نعيشه، وأن نعلم أن المواطن هو رجل الأمن الأول لذلك وجب علينا أخذ الحيطة والحذر ومساندة رجال الأمن والحرص على استتباب الأمن بكافة جوانبه فنحن بحاجة للوطن والوطن بحاجة لنا، حفظ الله بلادنا من كل سوء ورد كيد الكائدين في نحورهم إنه على ذلك قدير.