كيف لنا أن نبني جسور محبة بين أبنائنا وحروف لغتنا العربية الغالية، في طفولتنا استمتعنا بالأفلام الكرتونية المقدمة باللغة العربية الفصحى، وكيف كنا نتعلم بالترفيه والمواد الإعلامية الراقية التي تهدف إلى مخاطبة الأطفال بأسلوب راقٍ وبريء.
أما إعلام اليوم الذي في معظمه إعلام هابط بدأنا نخسر لغتنا وكلماتها وحروفها الغالية ونخسر قيمنا وعاداتنا الجميلة.
اليوم العالمي للغة العربية والحرف العربي وقفة صحوة تدعونا للتنبه والحذر من موجة قادمة تكاد تفتك بنا وبلغتنا وهويتنا الثقافية والإسلامية.
كيف نستشعر هذا الإحساس ونرفع الهمم للتصدي لكل ما قد يعيق تطورنا ويجعلنا في دائرة التبعية التي تهمشنا بين الأمم.
كل مسؤول مربٍ أسرياً وتعليمياً وعملياً في أي محطة من الحياة بمجتمعنا (منازل ومدارس وجامعات ومؤسسات) لا بد أن يقف مفكراً ومخططاً لإنجاح الأهداف السامية من اليوم العالمي للغة العربية، وأن يسعى لرفع الاهتمام باللغة ومصطلحاتنا العربية بعيداً عن الكلمات المعربة الهجينة ذات الأصول الغربية، التي لم نعد نستنكرها - للأسف - بل أصبحنا نستخدمها بكل بساطة ونحن أكاديميون ومعلمون، فكيف بمن قل عمراً أو علم عنا.
الحملات التوعوية والجهود المبذولة تحقق جزءاً مهماً، لكن يظل دور المواطن أين ما كان مهماً لاستشعار أهمية اللغة ونشر حبها.
جهود التعليم العام ظلت بظلالها الجميلة بين معلمي اللغة العربية ومعلمي الفنون الجميلة والأنشطة اللاصفية، من ذلك أعمال طالباتنا في الثانوية الرابعة عشرة بالرياض، إبداعات بأنامل الصغيرات بين رسومات مبدعة على اللوحات والأطباق ولوحات أخرى خطت بالخطوط العربية بخط جميل وقصص لمؤلفات في أولى محطات الإبداع النثري.
طاقات أبنائنا ومواهبهم إن وجدت المربي الذي يهتم بها ويوجهها تنمو وتزدهر وتنتج عطاءات فنية وإبداعية تليق بمستوى أمتنا الإسلامية.
فعلى كل مربٍ أن يستشعر ذلك ويستفز طاقات أبنائه وطلابه لعطاء مبدع ومميز في المجالات الرحبة، أنّا وجد الطالب موهبته سقاها وحصد عطاها.