في قاعة الامتحان يعم الهدوء المكان وعلامات القلق بادية على محيَّا بعض زملائي بينما نظرات التفاؤل والاطمئنان والارتياح تبدو على محيَّا البعض من الطلبة بدأت مرحلة توزيع الأسئلة بدأ زملائي عن تلك الأسئلة أما أنا فلم أبدأ بعد! تسألوني لماذا؟ حسناً سأخبركم: إنما جعلني أشعر بحيرة من أمري هو سؤال خارج عن نطاق الأسئلة والتي وردت على غرار أسئلة الامتحان! طرحت سؤالاً على نفسي، حيث قلت لما كل تلك المظاهر، نظاهر القلق والخوف وحالات الاستنفار تبدو واضحة على محيَّا الطلبة؟
فلم يكن الخوف والقلق وحالة الاستنفار تتجسّد تلك المظاهر وتلك المشاعر لم تكن كذلك في خضم الاستعداد للامتحان الأهم والأكبر؟ نعم أعني به الامتحان الحقيقي من نجح به فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن أخفق به فقد خسر خسارة ليس بعدها إلا الحسرة والندامة، ساعتها لا يغني الندم ولا يسمن من جوع هو - بالضبط- ما أنا بصدد الحديث عنه الآن نعم الامتحان في يوم الحشر، ويوم العرض الأكبر يوم القيامة سوف توجه لنا أسئلة في هذا اليوم فهل أعددنا الأجوبة؟ والتي من خلالها نحظى برضا الله تعالى علينا ومن ثم يتغمدنا - جلَّ شأنه- برحمته ويدخلنا الجنة نعم، لماذا نبدي مخاوفنا ونشعر بمظاهر وبأشكال من مشاعر القلق والحزن والخوف والترقب المنقطع النظير!
وجميع تلك المظاهر خوفاً من الامتحان خوفاً من الإخفاق والفشل في امتحان دنيوي! أو على أقل تقدير لما لا يصبح الامتحان الدراسي والدنيوي بمثابة جرعة مستساغة! الغاية من تناولها الاستعداد الحقيقي للامتحان الأهم يوم القيامة فالنجاح في يوم الحشر هو النجاح الذي ليس يعادله أي نجاح آخر، فلنجعل من الامتحانات الدراسية خاصة، ومن الامتحانات الدنيوية على وجه العموم بمثابة جرس إنذار وكنغمة تنبيه! وذلك من أجل الاستعداد لامتحان الآخرة بيوم القيامة، مما سيدفعنا إلى تقوى الله تعالى والخلود في جنته بعد فضله ورحمته -جلّ شأنه-.