تبدأ الامتحانات ويبدأ التوتر العام في المنزل، ويضطرب روتين حياتنا اليومي فترتفع الأصوات وتكثر الخلافات والشجارات والسبب «عندي اختبار!!».
فأصبحت الامتحانات شبح يطارد أبناءنا ويطاردنا معهم، وأصبح التوتر سمة عامة في الحياة خاصةً في أيام الامتحانات وأصبح قلق الامتحانات ظاهرة طبيعية!!
وقلق الامتحانات حالة انفعالية مؤقتة سببها إدراك المواقف التقويمية على أنها مواقف تهديد للشخصية مصحوبة بتوتر وتحفز وحدة انفعالية وانشغالات عقلية سلبية تتداخل مع التركيز المطلوب أثناء الامتحان مما يؤثر سلباً على المهام العقلية والمعرفية في موقف الامتحان.
ويلاحظ أن قلق الامتحانات ينتشر في مجتمعاتنا العربية أكثر من المجتمعات الغربية ويعود السبب في ذلك إلى كون الامتحانات وسيلة تقويمية رئيسية عند الطلاب في مجتمعنا العربي وعلى أساسها يتقرر كثير من المواقف المصيرية كالالتحاق بالجامعة واختيار التخصص والوظيفة كذلك، كما أن الظروف التي تؤدى فيها الامتحانات تكون عادةً مقرونةً بالرهبة والخوف.
إضافةً إلى ذلك فهناك عوامل مساعدة على ظهور هذا النوع من القلق «قلق الامتحانات» ومنها الشخصية القلقة أي التي ترتفع لديها سمة القلق بشكل عام، وأيضاً إجراءات الامتحان وما قد تقترن به من رهبة وخوف، والمواقف التقويم بشكل عام ترفع من مستوى القلق والامتحانات تعتبر مواقفاً تقويمية، كما أن اسلوب التنشئة الاسرية يلعب دوراً في ذلك حيث تعزز الأسرة لدى الطالب الخوف من الامتحانات، وبعض المدرسين كذلك قد يعزز لدى الطلاب هذا الأمر إضافةً إلى استخدام الامتحان كوسيلة تهديد لهم.
أما المطلوب منا مربين -أم وأب ومعلمين- بصفة عامة أن نقلل من هذا الشعور لدى أبنائنا وذلك من خلال خفض مستوى التوتر والخوف من الامتحانات بصفة عامة ومن الاساليب التي يمكن اتباعها في هذا المجال أسلوب التحصين المنظم وذلك من خلال تعريضهم بشكل بسيط ومستمر إلى مثيرات -اختبارات بسيطة- تسبب القلق بشكل متدرج، أسلوب التعزيز الموجب وذلك مثلاً بمكافأتهم عند اجتياز الامتحانات وعدم توترهم عند أدائها، عقد الندوات والمحاضرات قبل الامتحانات بفترة كافية، تعويدهم على الاستذكار اليومي وعدم إهمال المذاكرة إلى حين موعد الامتحان، العلاج العقلاني المعرفي ويتم ذلك من خلال تعديل أفكار الطلبة حول الامتحانات وعدم ربطها في أذهانهم بالعقاب أو التهديد.
هذه بعض الأساليب الإرشادية التي يمكن أن تساعدنا على خفض مستوى القلق لدى أبنائنا خلال الأيام المقبلة بإذن الله.