الجزيرة - سعد العجيبان:
هو تقرير «وصفي».. و«ضعيف» لم «يرتق» إلى دور هام لـ «وزارة» هي في «الأصل» الموجه المهم للثقافة والإعلام.. وزارة.. تعيش في قطاعات وأعمال «مشتتة» ووكالات عديدة.. وزارة «تقريرها» لا يعكس الأولويات «الماسة» التي تحتاجها المملكة.. تجاهلت وضع الشباب وقيادة الموهبة.. والهوية الإسلامية.. والارتقاء بالسلوكيات ودمج الفئات الوافدة في المجتمع.. رأي يرى الواقع التنفيذي لإعلامنا الرسمي والمملوك لمواطنين «مؤسفا».. واقعه غير «مرض».. بسبب غياب الرؤية الإعلامية الواضحة.. حيال الدور المناط بوسائل الإعلام.. وعدم وجود إستراتيجية إعلامية شاملة.. تنطلق من اعتبارات للمصلحة العليا.. ليكون إعلامنا فاعلاً ومؤثرا.. وقادرا على التواصل مع أفراد المجتمع والمنافسة في عالم الإعلام.. لإبراز قيمنا وثقافتنا وهويتنا الإسلامية التي نعتز بها.. ويطالب وزارة الثقافة والإعلام أن تكون «مرآتنا» الصافية.. بالالتزام بسياستنا الإعلامية ومنطلقاتنا الدينية والنظامية.. ورأي آخر يتساءل عن دور الوزارة.. في المساس بقدسية مصدري التشريع.. وذلك يتمثل في المخالفات الشرعية والفكرية.. فبعض الكتابات الصحفية.. يظهر فيها مخالفات شرعية.. تصادم أحكام الشرع المطهر.. فارتفاع سقف الحرية الإعلامية أمر مقبول.. إلا أن الأمل ينعقد على ألا يرتفع إلى الحد الذي يسمح لبعضهم.. بالمساس بمصادر التشريع والإفتاء.. في أمور جوهرية تمس ثوابت الدين.. فينسى بعضهم ويتجاهل في انجرافهم إلى الأفكار الوافدة التي تهز أساس المجتمعات أن دستور المملكة هو الكتاب والسنة.
جلسة الشورى العادية الرابعة لأعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة.. برئاسة رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ.. رفضت توصية إضافية تقدمت بها عضوة وتبنتها لجنة.. على تقرير هيئة الهلال الأحمر.. تطالب بالتنسيق مع الجهات الشرعية والتنفيذية المختصة.. وضع لائحة إجرائية للتعامل مع الحالات الاسعافية النسائية.. فواقع التوصية متحقق.. ولا تفريق في مباشرة الحالات الإسعافية بين الجنسين.. جلسة بعنوان «المنبر القوي».
الثقافة والإعلام
فحين مناقشة المجلس تقرير لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بشأن التقرير السنوي لوزارة الثقافة والإعلام للعام المالي 1434 / 1435هـ، طالبت اللجنة في توصياتها بوضع استراتيجية متكاملة توضح رؤيتها ورسالتها وأساليب تحقيق أهدافها، كما دعت اللجنة إلى الاهتمام الجاد بقطاع الثقافة ووضع معايير علمية دقيقة لاختيار المثقف السعودي، مع رعايتها لمنسوبي هذا القطاع بالتدريب والتأهيل للقيام بأدوارهم ومسؤولياتهم.
وأوصت اللجنة في تقريرها وزارة الثقافة والإعلام بشغل وظائفها الشاغرة وأن تلتزم في مشروعاتها بوضع خطة تفصيلية لاحتياجاتها المالية والإدارية وفق دراسة علمية دقيقة، وأن تنسق مع وزارتي الخدمة المدنية والمالية لمعالجة مشكلاتها الإدارية والمالية وفق أسس علمية مبررة ومؤيدة بالمعلومات والإحصاءات الدقيقة.
صفحة وربع
العضو الدكتور حاتم المرزوقي اتفق مع ما خرجت به اللجنة من أن تقرير الوزارة لم يرتق إلى مستوى ودور الوزارة كموجه مهم للثقافة والإعلام في المملكة وقال: إن رأي اللجنة جاء في «صفحة وربع» وعبارة عن 22 سطرا ونصف وخرجت بأربع توصيات، مبديا أن التوصيات تحتاج إلى مراجعة.. وقال هل من المناسب أن تصدر توصية من مجلس الشورى «برلمانية» تدعو إلى التزام الوزارة في تقريرها بصحة اللغة العربية!!.. مبينا أن التوصيات التشريعية إما أن تعدل أو تقرر أو تراقب أو تشرع.. أما موضوع اللغة العربية والاهتمام بصياغة تقرير الوزارة المقدم للشورى فقد يكون خطابا إجرائيا.
المثقف ليست مهنة
وتطرق الدكتور المرزوقي إلى ما ورد في توصية اللجنة بشأن مطالبة وزارة الثقافة والإعلام بالاهتمام الجاد بالقطاع الثقافي.. ووضع معايير علمية دقيقة لاختيار المثقف!! وقال: إن المثقف هو منتج مجتمع.. المثقف تفاعل.. المثقف لا يمكن أن يحصر داخل تعريف معين.. فهي ليست نقابة مهن.. وليست مهنة من الممكن أن يوضع لها معايير علمية دقيقة.. فالمثقف شاعر وأديب وقضية الثقافة أكبر من وضع معايير علمية دقيقة لاختيار مثقف.
أكثر حضورا
وعلق الدكتور المرزوقي على توصية اللجنة المتعلقة بوضع الوزارة لاستراتيجية متكاملة توضح رؤيتها ورسالتها وأساليب تحقيق أهدافها.. فأورد أن وزارة الثقافة والإعلام لا تباشر الآن العمل الإعلامي بشكل مباشر.. إِذْ إن هناك هيئات والوزارة تعمل حالياً على تحديث السياسة الإعلامية للمملكة.. ورأى أن التوصية لا تأتي في هذا الإطار وتحتاج اللجنة إلى إعادة النظر فيها.. فوزارة الثقافة والإعلام تحتاج إلى أن تكون أكثر حضوراً فيما يتعلق بالإعلام الداخلي والخارجي والثقافة.. واستشهد الدكتور المرزوقي بدور الوزارة في إبراز المملكة، فعندما اجتمع خادم الحرمين الشريفين مع السفراء.. وأشار وحذر - حفظه الله - بأن هناك هجمة إرهابية.. ورأى أنه لا بُدَّ من محاربة الإرهاب.. وطلب من السفراء وقال: بلغوا زعماءكم.. وسيصل الإرهاب إلى أوروبا بعد شهر.. وقال الدكتور المرزوقي: ها هو الإرهاب يصل الآن إليها.. وضربت قلب أوروبا في فرنسا.
المنتج الوطني
ومضى الدكتور المرزوقي في القول: إذن هذا حدث.. ومبادرة المملكة بالتحذير من ذلك يجب أن تبرز.. كذلك المنتج الوطني الذي يتعرض للتشويه والإخفاء.. تحتاج وزارة الثقافة والإعلام أن تكافح تلك الإشاعات وأن تبرز المنتج الوطني وكذلك الاهتمام بالثقافة حيث لا يتم بوضع معايير علمية وإنما بالاهتمام بقطاع الثقافة ككل ويجب أن تعالج توصيات اللجنة مثل هذه القضايا.
تعثر
العضو الدكتور سالم القحطاني قال: إن التقرير جاء في وقت صعب في ظل إعادة هيكلتها وخروج الهيئات عنها.. وجاء خاليا من الإنجازات، وقد تعذر الوزارة في ظل إعادة هيكلتها وخروج الكثير من الأعمال إلى هيئات أخرى، ورأى أن الوزارة تعثرت كثيرا في إبراز الدور الثقافي الذي أوكل إليها منذ فترة طويلة ودعا الوزارة للاهتمام بذلك.
رسوم عالية
من جانبه قال العضو الدكتور عبد الله العتيبي إن مركز الملك فهد الثقافي يعد منشأة ثقافية رائدة.. تسهم في دعم وخدمة الثقافة نظير ما تمتلكه من طاقم إداري متميز وكوادر فنية متخصصة وقاعات للمحاضرات تسهم بشكل كبير في إنجاح أي فعالية أو أنشطة أو مؤتمر متخصص يقام فيها سواء من الجهات الحكومية أو غيرها... إلا أن السنتين الماضيتين شهدتا معاناة الجمعيات المتخصصة بشكل عام ومنها الجمعيات الصحية المهنية من صعوبة بالغة في تنظيم ملتقياتها العلمية ومؤتمراتها الدولية في هذه المنشأة المتميزة... وقال: إن السبب في ذلك يعود إلى توجه الوزارة التي تشرف على المركز بعد انتقاله من رعاية الشباب لها.. إلى تحصيل إيجار خدمات للمركز.. ورسوم عالية وتكلفة تفوق طاقات مثل هذه الجمعيات ولا يمكن تحمل الرسوم التي وضعتها الوزارة لاستخدام هذا المركز المتميز.
50 و100 ألف ريال!!
وأورد الدكتور العتيبي أن قاعة المحاضرات الرئيسية تكلف 50 ألف ريال لليوم الواحد وأجر البهو الرئيسي للمركز يكلف 100 ألف ريال لليوم الواحد، والمساحة المرغوب استخدامها في البهو بواقع 50 ريالا للمتر المربع في اليوم الواحد!!
ودعا الدكتور العتيبي إلى تشجيع ودعم مثل هذه الأنشطة لتحقيق ما هو مرجو ومتوقع منها وتذليل الصعوبات والمعوقات التي تحول دون الاستفادة الكاملة التي تملكها الوزارة ومنها هذا المركز المتميز.. وأيضاً التوسع في إنشاء مراكز مماثلة في مختلف مناطق المملكة.
خلط
العضو الأمير الدكتور خالد آل سعود تناول وضع الوزارة وحالتها بعد «سلخ» كثير من القطاعات التي كانت تشغل كاهلها كقطاع التلفزيون والإذاعة وقطاع الإعلام المرئي والمسموع واستقلالية وكالة الأبناء السعودية في هيئة مستقلة.. وأورد سموه أنه بقي داخل الوزارة العديد من القطاعات التنفيذية التي كنا نأمل أن تكون الوزارة قد تخلصت منها وبقيت تعمل كقطاع تخطيطي وتنظيمي ورقابي على وضع الإعلام داخل المملكة وما يمثله الإعلام خارجها.. لكن بقيت بعض القطاعات التنفيذية داخل الوزارة كالرقابة على المطبوعات وفسحها.. وبذلك تختلط هذه الوظيفة مع عمل هيئة الإعلام المرئي والمسموع لاختلاط المواد الإعلامية وتحولها من ورقية إلى إلكترونية واندماجها في شكل معروضات ومواد إعلامية مرئية ومسموعة، ولذلك يجب أن ينتقل هذا الجانب من مهام الوزارة بشكل كلي إلى هيئة الإعلام المرئي والمسموع.. فالرقابة على المطبوعات وفسحها يجب أن يكون ضمن هيئة مستقلة سواء كانت مطبوعات أو على شكل مواد مرئية أو مسموعة في جهاز مستقل يعمل ضمن معايير محددة.. وإجراءات رقابية واضحة.
تشتت
ومضى سموه في القول إن الوزارة في وضعها الحالي تعيش في قطاعات وأعمال مشتتة ووكالات عديدة لكن للأسف لم يتم إعادة هيكلة جهاز الوزارة نفسها.. وقد طلبت الوزارة منذ عام 1426هـ من معهد الإدارة العامة ومن اللجنة العليا للتنظيم الإداري بوضع هيكل لها إلا أن التطورات المتمثلة في «سلخ» بعض أعمال الوزارة وتحولها إلى هيئات أعاق ذلك، ومنذ أن تم تشكيل تلك الهيئات ونحن بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة جهاز الوزارة ومركزها الرئيسي بما يضمن أن يكون هناك رؤية واضحة لعمل الوزارة ونشاطها الأساسي.
وأيد سموه ما خرجت به اللجنة بوضع استراتيجية شاملة تمثل الرؤية والرسالة للوزارة قبل إعادة هيكلتها كون الاستراتيجية ستؤثر على نوعية وشكل الهيكل الذي سيتم.
سياج المثقف
وعارض سموه توصية اللجنة بشأن وضع معايير لاختيار المثقف السعودي.. ورأى سموه أنه من الصعب أن تضع الوزارة معايير في هذا الجانب.. كي نقول هذا مثقف وذاك غير مثقف.. باعتبار ميزان وزارة الثقافة والإعلام.. إلا أنه يجب أن تكون المساحة أوسع لمن يريد الدخول في هذا المجال حتى نستطيع تنمية الكوادر الشابة الجديدة.. وألا نجعل هناك حصرا وسياجا محيطا بمن يكون مثقفاً ومن لا يكون مثقفاً.
وظائف شاغرة
وتناول سموه ما يتعلق بشغل الوظائف الشاغرة في الوزارة.. إِذْ أن لديها ما يقارب من 800 وظيفة شاغرة حالياً.. ورأى عدم الاستعجال في شغلها.. في ظل عدم وجود هيكل واستراتيجية واضحة للوزارة.. ودعا سموه إلى التريث في شغل تلك الوظائف الشاغرة إلى حين أن تضع الوزارة استراتيجيتها وهيكلها التنظيمي الذي سينتج عنه بالتأكيد وظائف وأعمال وإدارات وقطاعات مختلفة من الوضع الحالي.. وبالتالي سيكون شغل تلك الوظائف تبعاً للحاجة ونوعية الاحتياج والكفاءات التي تتطلبها.
ضعيف
العضو الشيخ عازب آل مسبل أيد اللجنة فيما خلصت إليه بأن تقرير الوزارة وصفي وضعيف في المحتوى.. وأورد أن اللجنة استضافت مندوبين من الوزارة لمناقشة التقرير فكان الاجتماع في أغلبه يدور حول ضعف اللغة العربية عند المذيعين في القنوات التلفزيونية!!.. كما أرسلت اللجنة عددا من الملاحظات للوزارة للإجابة عنها ولم تلامس الأمر الأهم الذي يجب طرحه ومناقشته وهو عدم فاعلية إعلامنا!!
عصر الإعلام
وقال الشيخ آل مسبل إن هذا العصر هو عصر الإعلام.. وأصبح حقيقة طاغية في حياة الناس جعلت المعلومة في متناول الجميع وفي آنية مذهلة.. وجعلت إِنسان هذا العصر محاطا بتدفق إعلامي هائل له تأثيره على عقله ووجدانه واتجاهاته ومواقفه وأنماط سلوكه.. مما يجعل من الإعلام أساساً قويا في بناء قيم الناس ومفاهيمهم وتوجهاتهم وسلوكهم وأسلوب حياتهم.. كما يجعل منه وسيلة مهمة من وسائل الدولة المستخدمة في تحقيق أهدافها داخلية وخارجياً جنباً إلى جنب مع جهودها السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية والأمنية والدفاعية.
المجتمع السليم
وأضاف الشيخ آل مسبل قائلاً:: إذا كانت أهمية وخطورة الإعلام حقيقة واضحة فإنَّ الأهم هو في كيفية الاستفادة من الإعلام في تنشئة المجتمع السليم.. والحث على الفضيلة.. وتعزيز القيم السامقة واحترام النظام والمحافظة على الهوية.. ودعم وحدة الأمة والتآخي بين أفرادها وصيانة أمنها واستقرارها والتصدي لبواعث الفرقة والانقسام ودعوات الفتنة المقوضة للوئام الاجتماعي الدافعة إلى الصراع والتضاد بين أبناء المجتمع.
واقع مؤسف!!
وأضاف الشيخ آل مسبل أن المقارن بين منطلقات الدولة ونظام الحكم فيها وسياستها الإعلامية وحضورها الإقليمي والدولي وبين الواقع التنفيذي لإعلامنا الرسمي والمملوك لمواطنين سعوديين يجد أمراً «مؤسفا» وواقعا غير مرضٍ.. والسبب لا يعود إلى نقص الإمكانات.. وإنما إلى أسباب أخرى أهمها غياب الرؤية الإعلامية الواضحة حيال الدور المناط بوسائل الإعلام وعدم وجود استراتيجية إعلامية شاملة.. تنطلق من اعتباراتنا للمصلحة العليا والواقع الراهن وتحدياته المتنامية ليكون إعلامنا فاعلاً ومؤثرا وقادرا على التواصل مع أفراد المجتمع والمنافسة في عالم الإعلام.. لإبراز قيمنا وثقافتنا وهويتنا الإسلامية التي نعتز بها.
مرآتنا الصافية
وطالب الشيخ آل مسبل وزارة الثقافة والإعلام أن تكون مرآتنا الصافية وذلك بالالتزام بسياستنا الإعلامية ومنطلقاتنا الدينية والنظامية، لنطل على العالم بهويتنا العربية والإسلامية والسعودية لتحقيق آمال وتطلعات أبناء وطننا الشامخ، فقائده خادم الحرمين الشريفين وعلى ترابه المسجدان العظيمان قبلة المسلمين ومهوى أفئدة المؤمنين.
الإرهاب
العضو الدكتور ناصر الموسى أورد أن العالم يشيد بالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في محاربة الإرهاب والغلو والتطرف، ومبادراتها السياسية ونجاحاتها الأمنية في هذا السبيل هي محل إعجاب الجميع.. وأصبحت أنموذجا يحتذى به في كثير من أنحاء المعمورة. وفي المقابل نلاحظ أن التقرير يخلو تماماً من الإشارة إلى هذه الظاهرة التي زاد خطرها واشتد ضررها في الأعوام الأخيرة خصوصاً في عام التقرير.
الغلو والتطرف
وأضاف الدكتور الموسى أن التقرير لم يتضمن الجهود التي تبذلها المملكة في التصدي لظاهرة الإرهاب.. ولم يتضمن خطة استراتيجية ثقافية أو عن حملات ونشاطات إعلامية.. أو عن تنسيق الجهود وتضافرها وتكاملها لمكافحة هذه الآفة واجتثاثها من جذورها والقضاء عليها.
وطالب الدكتور الموسى اللجنة بتبني توصية بهذا الشأن معتبراً أن مكافحة الإرهاب والغلو والتطرف فكرياً وثقافيا وإعلاميا لا تقل بأي حال من الأحوال في أهميتها عن محاربة تلك الآفات سياسيا وأمنياً.
الأولويات الماسة
العضو الدكتورة حياة سندي قالت إن التقرير لا يعكس الأولويات الماسة التي تحتاجها البلاد.. إِذْ لم يورد أي فقرة تتعلق بوضع الشباب وقيادة الموهبة والهوية الإسلامية.. والارتقاء بالسلوكيات ودمج الفئات الوافدة.. ونقطة تواصل بين المجتمع المدني والقطاع الخاص فيما يتعلق بالقضايا الثقافية أو وضع أسلوب حضاري كمنهج بين طبقات الشعب بهدف تنمية المجتمع والوعي في الاستثمار الثقافي.. ورأت ضرورة المحافظة على الهوية الوطنية الإسلامية وتعزيز الانتماء والاستثمار الدائم لطاقات الشباب ورعاية المبدعين واحتضان الموهوبين وتوجيهها نحو التنمية المجتمعية الشاملة لتحقيق هذه الغايات.
تهيئة
ودعت الدكتورة حياة سندي إلى إيجاد وحدة تعنى بتهيئة الأجيال الشابة للقيادة والريادة والتواصل من خلال برامج تطبيقية ورفع مستوى الوعي الثقافي المجتمعي والارتقاء بالممارسات والإبداعات، وإثراء التواصل الحضاري بما يخدم تنمية المجتمع عن طريق الارتقاء بالسلوكيات وتكريس الأسلوب الحضاري كمنهج عمل بين مختلف طبقات المجتمع.
دمج الفئات المقيمة
وطالبت الدكتورة حياة سندي بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية لإيجاد الوسائل التي تؤدي إلى دمج الفئات الوافدة في نسيج مجتمع الدولة، فربما يجعلها عناصر فعالة وإيجابية في المحافظة على ثوابت هذا المجتمع ومصالحه.. إضافة إلى تنسيق الأنشطة فيما يخص القضايا الثقافية ورعاية المبادرات الهادفة إلى إيجاد قنوات اتصال مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لخدمة هذه القضايا، ودعت إلى نشر قيم الاستثمار الثقافي بحيث تصبح الثقافة قطاعاً مثمرا للاقتصاد الوطني.
«توافه»!!
من جانبها اتفقت العضو الدكتور فدوى أبو مريفة مع ما خرجت به اللجنة بأن التقرير ضعيف ولا يرتقي إلى مستوى وزارة من أهم مسؤولياتها التوجيه والتثقيف، وننتظر منها دوراً إيجابياً في بناء الأجيال بعيداً عن «التسطيح» الذي يقودهم إلى «توافه» الأمور.
مساس بقدسية مصدري التشريع
وتطرقت الدكتورة فدوى أبو مريفة إلى ما ورد في التقرير بأن إدارة الصحافة المحلية في الوزارة تعنى بمتابعة ما ينشر في الصحف والدوريات المحلية، بالإضافة إلى وجود إدارة أخرى لضبط المخالفات الإعلامية.. وتساءلت عن دور هاتين الإدارتين في ظل ما نلحظه من المساس بقدسية مصدري التشريع يتمثل في المخالفات الشرعية والفكرية، حيث يظهر بين الحين والآخر في بعض الكتابات الصحفية بعض المخالفات الشرعية المصادمة لأحكام الشرع المطهر.
المساس بثوابت الدين
وقالت الدكتورة فدوى أبو مريفة: ونحن إِذْ نحمد للإعلام ارتفاع سقف الحرية إلا أننا نأمل ألا يرتفع إلى الحد الذي يسمح للبعض بالمساس بمصادر التشريع والإفتاء في أمور جوهرية تمس ثوابت الدين.. فينسى البعض ويتجاهل في انجرافهم إلى بعض الأفكار الوافدة التي تهز أساس المجتمعات أن دستور المملكة هو الكتاب والسنة.
معرض الكتاب
وفي شأن آخر طالبت الدكتورة فدوى أبو مريفة بتخصيص يوم للنساء في جدول زيارة معرض الكتاب بالإضافة إلى أيَّام العوائل، وعدت أن ذلك أمر محمود لما فيه من راحة معنوية للمرأة وهذا ما رآه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في الأمر الملكي الخاص في تعيين المرأة في مجلس الشورى، حيث نص الأمر على تخصيص مكان لجلوس المرأة وكذلك بوابة خاصة بها للدخول والخروج في قاعة المجلس الرئيسة وكل ما يتصل بشؤونها بما يضمن الاستقلال عن الرجال، كما طالبت الوزارة بتكثيف الرقابة على الكتب الواردة من دور النشر التي فيها إساءة للدين الإسلامي أو التعرض لتاريخ المملكة وسياستها بمعلومات مسيئة أو مغلوطة.
إعلام أمني.. وعبث وتهريج
وطالبت الدكتور فدوى أبو مريفة الوزارة بالنظر إلى دور الإعلام على أنه مستمر ويعيش حياة الأجيال ولا يعرف له نهاية.. فطالما هناك وطن فهناك إعلام.. وعلى الوزارة إرساء دعائم الإعلام الأمني فوسائل الإعلام اليوم آلاف الساعات من المواد المسجلة والمباشرة والنصيب الأوفر يذهب للمتعة والترويج أو العبث والتهريج.. ولا بد من وقفة نستشعر بها أهمية الإعلام في الإصلاح والارتقاء بالرسالة التعريفية لحقوق الوطن وأمنه.. والتعريف بالقضايا المصيرية وآثارها وتطوراتها على المستوى الداخلي والأقليمي والعالمي.. وانعكاس ذلك على الأمن الوطني، واقترحت وضع استراتيجية للإعلام الأمني لتكوين منظومة إعلامية أمنية ذات أسس علمية تدار من ذوي الاختصاص في هذا المجال، بهدف تنمية الثقافة الأمنية وترسيخ مفاهيم المشاركة المجتمعية في الواجبات والمسؤوليات الأمنية.
مثقف حكومي ومجتمعي!!
العضو أسامة القباني طالب اللجنة بسحب التوصية المتعلقة بوضع معايير علمية دقيقة لاختيار المثقف السعودي.. مبينا أن المثقف السعودي لا تختاره البيروقراطية وإنما المجتمع.. ورأى أن مطالبة اللجنة بالرعاية والتدريب والتأهيل للقيام بأدوارهم ومسؤوليات ذلك يعكس أنه سيكون ضمن السلم الوظيفي للوزارة وظيفة مثقف!!.. ومن ثم مثقف «أ».. ومثقف «ب».. ورأى أنه لا يجب أن يصدر من مجلس الشورى قرار كهذا وقال: إن إقرار ذلك سيجعل هناك مثقف حكومي وآخر مجتمعي!!.. بينما المثقف هو اختيار مجتمع والوعي هو وعي الفكر وهو نتاج وتراكم لا تستطيع وضع معايير له أو جهة بيروقراطية تقوم بمثل هذا الاختيار.
خلل
العضو الدكتور سلطان السلطان تناول ما يتعلق في وسائل التواصل الاجتماعي ( توتير - فيس بوك - واتس أب ).. ورأى وجود خلل كبير إعلامي في هذا الجانب.. إِذْ إن التحول ليس تكنولوجياً فقط.. بل تحول اجتماعي وسياسي.. وقد رأينا أوضاعا إقليمية أثارتها تلك الوسائل.. وأحداث أخرى عالمية خلقتها أيضاً تلك الوسائل.
أجندة
ومضى الدكتور السلطان في القول إنه لا يوجد قيود في وسائل التواصل الاجتماعي.. فهناك حسابات بالملايين مزورة ويتم استغلالها من قبل أشخاص بهدف أجندة معينة.. ونجحت إقليميا وعالميا، وأكَّد أن ذلك يخلق فجوة في المجتمع الواحد.. أو إشاعة فتنة أو خلق بلبلة داخل المجتمع.. إِذْ لا يوجد أحكام تدير هذه الوسيلة الإعلامية القوية.
خطة
واستشهد بما ورد في المادة التاسعة والثلاثين للنظام الأساسي للحكم التي تنص (يلتزم وسائل الإعلام والنشر وجميع وسائل التعبير بالمملكة الطيبة وبأنظمة الدولة وتسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتها ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو إلى الانقسام أو يمس بأمن الدولة وعلاقتها العامة أو يسيء إلى كرمه الإِنسان وحقوقه).. ودعا إلى استبدال ما طالبت به اللجنة من وضع استراتيجية إلى وضع خطة خلال الأربع السنوات القادمة.
نقل الثقافة إلى التربية
وطالب الدكتور السلطان بنقل الثقافة إلى التربية والتعليم وقال: ( لن أترك منبري هذا حتى تنتقل الثقافة إلى التربية والتعليم ).. فالثقافة حضنها وأمها التربية والتعليم.. ورأينا الأمثلة: ( قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً )... والآن المعلم يُقتل!!.. إذن هناك فراغ فكري تم استغلاله.
وقد وافق المجلس على طلب اللجنة منحها مزيداً من الوقت لدراسة ما طرحه الأعضاء من آراء ومقترحات والعودة بوجهة نظرها إلى المجلس في جلسة قادمة.
الهلال الأحمر
وفي شأن آخر استمع إلى وجهة نظر لجنة الشؤون الصحية والبيئة، بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه التقرير السنوي لهيئة الهلال الأحمر السعودي للعام المالي 1434 / 1435هـ، حيث دعا المجلس في قراره إلى تسهيل أعمال الهيئة الإسعافية في مواسم الحج والعمرة، وتوفير مراكز مناسبة لها في المشاعر المقدسة وداخل مرافق الحرمين الشريفين للوصول لطالب الخدمة الإسعافية بيسر وسهولة.
وطالب بصرف بدل خطر وعدوى للمسعفين والعاملين الميدانيين في الخدمات الإسعافية، وهي التوصية التي تبنتها اللجنة من مضمون التوصية الإضافية التي تقدمت بها عضو المجلس الدكتورة نوره الأصقه.
كما طالب المجلس بدراسة إسناد حالات الإخلاء الطبي للمرضى الذين تستدعي حالاتهم المرضية نقلهم من أي مدينة في المملكة لأي من المستشفيات المرجعية إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي ودعمها بالإمكانيات اللازمة، وهي التوصية الإضافية المقدمة من عضو المجلس الدكتور حمد آل فهاد.
إسعاف النساء
التوصية الرابعة تقدمت بها العضو الدكتورة حنان الأحمدي وتبنتها اللجنة ونصت (على هيئة الهلال الأحمر وبالتنسيق مع الجهات الشرعية والتنفيذية المختصة وضع لائحة إجرائية للتعامل مع الحالات الاسعافية النسائية وتمكين الفرق الإسعافية من القيام بمهامها)، حينها أورد العضو الدكتور ناصر الشهراني أورد أن التوصية جاءت من شقين الأول يتعلق بوضع لائحة والآخر عن تمكين فرق الإسعاف من القيام بمهامها.
إعاقة عمل
وأكَّد الدكتور الشهراني أن تمكين القيام بالمهام مسألة متفق عليها.. ولا يجب على أحد كائناً من كان أن يعيق عمل الجهات الاسعافية أو الأمنية أو الدفاع المدني عند قيامها بمهامها.. لكن الخطورة في هذه التوصية هي عندما نعلق القيام بمباشرة الحالات الاسعافية على وجود لائحة، وكأن المجلس يطالب بلائحة إجرائية للتعامل مع الحالات الاسعافية النسائية وكأننا نطالب بلائحة مماثلة للتعامل مع حالات الدفاع المدني وغيرها.
أثر سلبي
وأكَّد الدكتور الشهراني أن الأثر النظامي لهذا الجزء من التوصية لا يخدم جزءها الأول وهو التمكين.. أما أن نعلق قيام الجهات بمهامها على لائحة ولا ندري متى ستنتهي هذه اللائحة ونقحم جهات أخرى قد لا تدرك طبيعة العمل الإسعافي، سواء جهات شرعية أو تنفيذية فأثر ذلك السلبي أكثر من الإيجابي.. بل إن ذلك يرسل رسالة سلبية ( أنا على ثقة تامة بأن اللجنة والزميلة مقدمة اللجنة لا تعنيها )، وعارض الدكتور الشهراني التوصية بالصيغة المقترحة كونها تفرض تساؤلا حول وجود عائق نظامي يمنع الجهات الاسعافية بالقيام بمهامها؟!.. وقد أيد التوصية عدد من الأعضاء فيما عارضها آخرون وحين خضعت التوصية للتصويت حصلت على 57 صوتاً مؤيداً مقابل 66 صوتاً معارضاً.
الأعمال المؤقتة والموسمية
وفي شأن آخر قرر المجلس الموافقة على مشروع اللائحة التنظيمية لتأشيرات الأعمال المؤقتة والموسمية، حين استمع إلى وجهة نظر لجنة الإدارة والموارد البشرية بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه المشروع، حيث وافق المجلس على اقتراح تعديل البند (الأول) من المرسوم الملكي رقم (م / 88) بتاريخ 3 / 11 / 1428 هـ، ليكون بالنص الآتي « فرض رسم لتأشيرة الدخول للعمل الموسمي مقداره ألف ريال، ورسم لتأشيرة الدخول للعمل المؤقت مقداره ألف ريال، ورسم لتمديد مدة الإقامة للعمل المؤقت للمدة نفسها أو جزء منها مقداره ألف ريال، وتستوفى الرسوم داخل المملكة وتودع في الخزينة العامة للدولة».
ويُعرف مشروع اللائحة المكون من تسع عشرة مادة تأشيرة العمل المؤقت بأنها التأشيرة التي تصدر للدخول إلى المملكة لمرة واحدة أو لعدة مرات لمدة لا تتجاوز سنة ولعمل محدد خارج نطاق أعمال الحج.