بغداد - الجزيرة - نصير النقيب:
أعلن نائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي أن الحكومة العراقية سلمت الوفد السعودي المقر الخاص بالسفارة في المجمع الدبلوماسي بالمنطقة الخضراء في بغداد، إلى جانب مقر آخر لسكن الموظفين، ولم يتبقَّ إلا ترميم وتهيئة مبنى السفارة من قبل السعودية.
وقال الأعرجي في تصريح خاص لـ(الجزيرة) إن «الحكومة العراقية وفرت لوفد وزارة الخارجية السعودية، الذي يشرف على عملية إعادة فتح السفارة، جميع الإمكانات في هذا الشأن؛ لتعيد فتح سفارتها في العراق في غضون الشهرين المقبلين.
وفي إطار آخر بحث نائب رئيس الوزراء بهاء الأعرجي السبت أثناء استقباله وفد وزارة الخارجية السعودية تطورات إعادة افتتاح السفارة السعودية في بغداد. واستعرض الجانبان التطورات الحاصلة في ملف إعادة افتتاح سفارة المملكة العربية السعودية في العراق. وقال الأعرجي خلال اللقاء لـ(الجزيرة): «نحن حريصون على أن تكون هذه العلاقات طبيعية، بل قوية؛ لذلك فإن فتح السفارة السعودية في بغداد هو إنهاء لحالة القطيعة والتقاطع التي أرادها البعض». وأضاف بأن «الابتعاد بين العراق والسعودية سيولد الكثير من المشاكل، بينما توطيد هذه العلاقات سيدفع باتجاه الاستقرار في المنطقة». وأشار إلى حرص الحكومة العراقية على أن تكون هناك سياسة عربية واحدة، ولاسيما للدول المجاورة للعراق، ضد الإرهاب، وكيفية إيجاد السبل لمكافحته. وشدد على أن الحكومة العراقية الحالية حريصة على أن تكون العلاقة طبيعية، وأن تتمثل هذه العلاقة بتحقيق مصالح البلدين.
من جانبه، قال سعادة الأستاذ عبد الرحمن الشهري رئيس الوفد: «تحدثنا في لقائنا عن الإجراءات التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بإعادة افتتاح سفارة المملكة العربية السعودية في بغداد، وافتتاح قنصلية عامة في أربيل». وأضاف بأنه «كان لتوجيهات القيادة العراقية عظيم الأثر في تسهيل مهمة الوفد المكلف بإعادة افتتاح السفارة». معبراً عن أمنياته بأن «تكون سفارة المملكة العربية السعودية في حالة تشغيلية في القريب العاجل بما يخدم مصالح البلدين وشعب العراق وشعب المملكة العربية السعودية». وأشار إلى أن «التعاون بين البلدين هو الأصل، والإرهاب هو آفة أصابت دول المنطقة، وأن للمملكة موقفاً ثابتاً وصريحاً من هذه الآفة، ألا وهو رفضها رفضاً تاماً مهما كانت ادعاءاتها بأنها تنطلق من مبادئ إسلامية، والإسلام منها براء».
وكان وفد فني سعودي رفيع المستوى قد وصل إلى بغداد الأسبوع الماضي برئاسة سعادة الأستاذ عبد الرحمن الشهري نائب رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية لإعادة فتح سفارة المملكة في بغداد بعد غلقها عام 1990، وكذلك فتح قنصلية عامة في أربيل. وكانت المملكة قد رحبت بالتوجهات الجديدة للحكومة العراقية فيما تم تعيين سفير للمملكة غير مقيم في العراق في 2012، هو سعادة الأستاذ فهد بن عبد المحسن الزيد.
ويأتي إعلان إرسال الوفد الفني بعد لقاءات متبادلة بين الجانبين العراقي والسعودي خلال الأشهر القليلة الماضية، كان آخرها زيارة وفد عراقي برئاسة الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى المملكة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكانت السعودية قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع العراق بعد اجتياح الجيش العراقي للكويت.