لقد منَّ الله سبحانه وتعالى على الإنسان بنعم لا تعد ولا تحصى، فلو تدبر فيها وتفكر ولو تعمق في الفكر واجتهد في البحث لعنت له آيات باهرات من كتاب الله ودلائل واضحات تهز نياط القلوب وتملك زمام العقول.
كما قال الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (سورة فصلت آية 53).
إذاً فهي دعوة للعقول لتأمل السنن والظواهر الكونية وقوانينها لا لدراستها وفهمها فحسب بل لكونها وسيلة للتذكير بقدرة الله الخالق العظيم.
وعندما يصل المرء إلى الحقيقة لا يملك أمامها إلا أن يخر ساجداً لخالق السموات والأرض قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} سورة الاسراء الآيات (107 - 108 - 109)، ومن نعم الله علينا نعمة الماء وهو أصل كل كائن حي لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (سورة الأنبياء آيه 30)، والمصدر الوحيد للماء العذب على الأرض هو المطر قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ} (سورة الواقعة الآيتان (68 - 69).
وقد ورد ذكر السحب في القرآن الكريم في ثماني سور في تسع آيات، ففي سورة البقرة من الآية (164) ويقول الحق تبارك وتعالى {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، وفي سورة الأعراف آيه (57) يقول الحق تبارك وتعالى {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
وفي سورة الرعد آيه (12) يقول الحق تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}.
وفي سورة النور من آيه (40) يقول الحق تبارك وتعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ....}.
وفي سورة النور من آيه (43) يقول الحق تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}.
وفي سورة الروم من آيه (48) يقول الحق تبارك وتعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء}.
وفي سورة فاطر من آيه (9) يقول الحق تبارك وتعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ....}.
وفي سورة النمل من آيه (88) يقول الحق تبارك وتعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ....}.
وفي سورة الطور من آيه (44) يقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ}... تلك هي آيات الإعجاز وصدق المولى عز وجل {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ....} (سورة فصلت آيه 53).
والسحب أنواع تتمثل في النقاط التالية:-
تنقسم السحب إلى ثلاثة أنواع.
1 - السحب المنخفضة الارتفاع.
2 - السحب المتوسطة الارتفاع.
3 - السحب المرتفعة.
1) سحب الركام الطبقي.
2) سحب المزن الركامي.
3) السحب الطبقية.
4) السحب الركامية المتوسطة.
5) السحب العدسية.
1 - السمحاق الطبقي.
2 - السمحاق الركامي.
فهذه الآيات سالفة الذكر تلفت نظر المرء إلى قدرة خالق السموات والأرض لتستثير فكره وتزيل الركام عن فطرته السوية، وقد قال الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} سورة الجاثية الآيات (3 , 4 , 5 , 6).
والله الموفق والمعين .....
- الرياض