لقاء - سلطان المواش:
شدد وكيل وزارة المياه والكهرباء لشئون الكهرباء، رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء د. صالح بن حسين العواجي على أهمية وعي المواطن كمستهلك للطاقة الكهربائية بنوعية الأجهزة التي يستخدمها من حيث الجودة أولاً ثم من قدرتها على التقليل من استهلاك الطاقة، منادياً بالابتعاد عن الأجهزة والمواد الرخيصة والمقلدة لأنها علاوة على رفعها لقيمة الفاتورة الشهرية للكهرباء قد تكون سبباً لحدوث حرائق منزلية وفي المنشآت الخاصة والعامة، وتناول في حديثة للجزيرة جملة من الموضوعات ذات الاهتمام العام، كالربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك بين بعض الدول العربية، بما في ذلك تصدير الطاقة ومردودها الاقتصادي، كما ركز في حديثة على موضوع العزل الحراري بالمباني وأهميته في توفير الاستهلاك، والضغط العالي في التمديدات وهاجس بعض المواطنين من خطورته، إلى جانب مسائل هامة تجيب على كثير من تساؤلات المواطنين.
أجهزة وأدوات رديئة
) تكثر بأسواق المملكة الأدوات والأجهزة الكهربائية ذات جودة متدنية وتسبب الحرائق واستهلاكها من الكهرباء مرتفع جداً، ما دور الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة للحد منها أو منعها؟
- يتجلى دور وزارة المياه والكهرباء في حرصها على المشاركة في مراجعة وتحديث المواصفات القياسية للأجهزة وكذلك متطلبات الأمان والسلامة فيها بالتعاون مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة، والشركة السعودية للكهرباء والجهات ذات العلاقة، ورفع الوعي لدى المستهلك حول أفضل الطرق لترشيد استهلاك الطاقة في الأجهزة الكهربائية بداية من شرائها، وذلك بحرصه على التحقق من مطابقة الأجهزة للمواصفات المعتمدة، ومن خلال برامج وحملات التوعية بالحث على استخدام الأجهزة ذات الكفاءة العالية في الاستهلاك، التي توفر عليه الكثير من الجهد والوقت في الصيانة، وكذلك توعية المستهلك لتفادي اقتناء الأجهزة الأخرى الرديئة، وقد ظهرت تغيرات إيجابية في سلوك المستهلكين، ومثال ذلك الإقبال الكبير على شراء أجهزة التكييف الجيدة، والغسالات ذات التحميل الأمامي، بعد الرسائل الإعلامية للحملة، عن مزايا الغسالات ذات التحميل الأمامي التي توفر (50%) من استهلاك الكهرباء، و(40%) من استهلاك الماء، و(20%) من المنظفات، وذلك بالمقارنة مع الغسالات ذات التحميل العلوي، وهناك مثال آخر، وهو إقبال المستهلكين على شراء المصابيح الموفرة للطاقة مع العلم أن الدور الرقابي على الأدوات والأجهزة الكهربائية، تقوم به جهات أخرى معنية في المملكة، وهي وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، ومصلحة الجمارك السعودية. كما أن التعاون بين الجهات ذات العلاقة أدى إلى الخروج بنتائج مميزة وصدور قرارات لها أهمية كبيرة جداً.
الربط الكهربائي
) هل تم الربط الكهربائي بين المملكة والدول العربية وما هي هذه الدول، وما مدى الجهد المبذول لذلك، وإذا حدث -لا قدر الله- خلل أو عطب في كهرباء أي دولة هل يؤثر على الدول الأخرى؟
- الربط الكهربائي بين الدول العربية هو أحد أهم الموضوعات ذات الاهتمام العالي لقيادات الدول العربية، ويجري حالياً تحت مظلة الجامعة العربية ومن خلال المجلس الوزاري العربي للكهرباء مراجعة وتحديث الدراسات المتعلقة بالموضوع تمهيداً للمضي في تعزيز وتنفيذ الربط الكهربائي بين الدول العربية، ويعتبر مشروع الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون الذي تم تنفيذه على أرض الواقع وظهرت نتائجه الإيجابية، واحدة من قصص نجاح الربط الكهربائي بين الدول، وقد برهن على نجاحه من خلال تشغيله لخمس سنوات مضت، حيث تمت معالجة مشكلة الانقطاعات المفاجئة لدول الخليج بشكل سريع، كما يجري حالياً استكمال خطوات تنفيذ مشروع الربط الكهربائي السعودي المصري الذي أثبتت الدراسات جدواه الفنية والاقتصادية، حيث سيعمل على تحسين مستوى الاعتمادية للمنظومة الكهربائية في البلدين، وتبادل الطاقة فيما بينهما خلال فترات الذروة صيفاً وشتاءً، والاستفادة من فروقات التوقيت في أوقات ذروة الأحمال الكهربائية في شبكتيهما، إضافة إلى تحقيق فوائد أخرى فنية، واقتصادية، وبيئية، كما بدأت المملكة مناقشتها مع جمهورية تركيا حول الربط الكهربائي بين البلدين، ومن أهم الفوائد التي تحققها الربط الكهربائي ما يلي:
الفوائد الفنية: رفع كفاءة المنظومة الكهربائية للدول المرتبطة وتعزيز استقرارها، المشاركة في احتياطي قدرات التوليد، انخفاض تأثير الفقد في الأحمال أو انفصال أحد مكونات المنظومة الكهربائية، تبادل فائض القدرة المتاحة في غير أوقات الذروة اليومية، يمكن استخدام خط الربط في تعزيز شبكات الاتصالات ونقل المعلومات بين الدول المرتبطة، مما يزيد في المردود الاقتصادي.
الفوائد الاقتصادية: يوفر عائداً استثمارياً جيداً، التبادل وتجارة (بيع وشراء) الطاقة الكهربائية، التشغيل الاقتصادي الأمثل لمحطات التوليد.
تصدير الطاقة
) هل يجرى حالياً تصدير الطاقة الكهربائية لبعض الدول، وما الفائدة المادية والفنية لتصدير هذه الطاقة للمملكة؟
- ركزت الدراسات الفنية والاقتصادية التي أثبتت جدوى إنشاء خطوط الربط بين المملكة ودول الجوار على الغرض الرئيس لها وهو دعم المنظومة الكهربائية للدول الأعضاء في حالات الطوارئ، وتبادل الطاقة بين الدول المترابطة، مما يساعد على تحقيق أهم الفوائد الفنية للربط الكهربائي وهي استمرار تدفق الطاقة الكهربائية إلى مستهلكيها بموثوقية عالية، وحسن التحكم في تردد الشبكات الكهربائية، فضلاً عن المشاركة في الاحتياطي الثابت للقدرات المركبة، وهي السعة غير المشغلة لمحطات إنتاج الكهرباء، التي يمكن استغلالها سريعاً عند الحاجة فقط، وهذه يجب أن تتراوح ما بين 10 - 15% من قدرات التوليد في أي منظومة كهربائية، ويمكن خفض هذه النسبة في حالة الربط الكهربائي، إضافة إلى المشاركة في الاحتياطي الدوار، الذي يمكن استغلاله خلال ثوان عند تعطل أو خروج أي من وحدات التوليد من الخدمة، مما يزيد من مستوى الموثوقية في المنظومة الكهربائية.
وفي هذا السياق تبذل هيئة الربط الكهربائي لدول الخليج العربية بالتعاون مع الدول الأعضاء جهوداً كبيرة للمحافظة على جاهزية شبكة الربط الكهربائي الخليجي، التي تضمن من خلالها تجنب الانقطاعات بالمنظومات الكهربائية للدول المترابطة، التي تحدث نتيجة لفقد وحدات التوليد الكبيرة، أو ارتفاع الأحمال وقت الذروة.
كما تأتي الفوائد الاقتصادية في مقدمة الفوائد الناتجة عن مشروعات الربط الكهربائي، وتتوجه الآن جميع دول المجلس إلى استثماره بشكل تجاري من خلال إنشاء سوق لتجارة الطاقة الكهربائية بين الدول المشاركة، وذلك للاستفادة منه في تحقيق مكاسب اقتصادية أبعد من مساندة الدول الأعضاء في حالات الانقطاع المفاجئ للكهرباء، باستثماره في تجارة الطاقة فيما بينها، لتحقيق عائد مادي واقتصادي وبيئي، ومن أهم الفوائد التي تحققت فعلاً نتيجة للربط الكهربائي بين دول الخليج أنه يوفر على قطاعات الكهرباء بدول الخليج قدرات توليد تبلغ (5.000) ميجاوات في الاحتياطي الثابت والدوار، مما يقلل الحاجة إلى إنشاء محطات كهرباء جديدة تتراوح تكلفتها من (20 - 30) مليار ريال (بحسب التقنية والوقود) حتى عام 2028م، مما يؤدي لتوفير في النفقات، وقيمة الوقود المستهلك في تلك المحطات، وتحقيق قيمة اقتصادية مضافة.
) تعاني عدادات الكهرباء من القدم والعبث وانكشاف الكابلات من ثم العطب مما يسبب الحرائق، أين الصيانة والمتابعة لتلافي حوادث الحرائق؟
- أود أن أؤكد أولاً أن الشركة السعودية للكهرباء تهتم بالعدادات الكهربائية وسلامتها ودقتها، ولا يركب أي عداد على الشبكة إلا بعد فحصه والتأكد من مطابقته للمواصفات القياسية للعدادات، وحسابه للاستهلاك الكهربائي بدقة، كما تقوم الشركة بعمل برنامج دوري لفحصها ومعايرتها للتأكد من عدم وجود أعطال أو أي نوع من العبث بها.
وفي إطار برامج الصيانة التي تجريها الشركة لمعداتها، وضعت برنامجاً دورياً خاصاً يجرى من خلاله إصلاح الأعطال الفنية بالعدادات، وكذلك إزالة الأضرار الناتجة عن عبث المجهولين بها، كما أنها تعمل على الاستفادة من التقنية الحديثة في الاستشعار عن بعد للمواقع التي يتم العبث بعداداتها، وتقوم بمخاطبة الجهات الأمنية إذا ثبت لديها أن هناك عبثاً مقصوداً، وذلك بهدف الكشف المتسبب بهذا العمل غير النظامي واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ارتفاع قيمة الفواتير
) يعاني الكثير من المواطنين وبشكل مستمر من ارتفاع قيمة فواتير استهلاك الكهرباء في فصل الصيف حتى ولو لم يكن بمنزله ما السبب؟
- الطقس الحار في المملكة العربية السعودية وخاصة خلال أشهر الصيف، مع عدم عزل معظم المباني حرارياً فيما مضى، يؤدي إلى زيادة حاجة المشتركين إلى استخدام المكيفات، التي أكدت الدراسات على أنها تستهلك أكثر من (70%) من إجمالي استهلاك الكهرباء في المباني بالمملكة، كما أن تشغيل أجهزة التكييف بصفة تكاد تكون مستمرة طوال اليوم خلال فصل الصيف حتى وإن لم يكن أحد بالمنزل، جعلت معدلات استهلاكهم للكهرباء عالية، إضافة إلى قلة وعي المشتركين بأساليب ترشيد استهلاك الكهرباء، وتحسين كفاءة استخدامها، وفي هذا الصدد، ندعو الإخوة المواطنين والمقيمين للاهتمام بحسن استخدام الكهرباء، وبتطبيق الوسائل والطرق التي تحقق حسن الاستخدام، والتي من شأنها تحقيق الفائدة المرجوة لهم في المقام الأول وهو تخفيض قيمة الفاتورة الشهرية، وللدولة والاقتصاد الوطني، ومن ذلك عزل المباني حرارياً، واستخدام المكيفات ذات الكفاءة الأفضل، وكذلك الإضاءة المرشدة.
مراجعة قيمة الاستهلاك
) هل هناك نية أو دراسة لمراجعة قيمة استهلاك الكهرباء بالمملكة؟
- إن مراجعة أسعار (تعريفة) الكهرباء من مهام هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج التي أنشئت بتاريخ 27-8-1422هـ، ومن أهم مسؤولياتها إجراء مراجعة دورية، وفق أسس علمية وفنية، لتكلفة الخدمة الكهربائية وتعريفتها، وتقوم في الوقت الراهن بمراجعة شاملة متكاملة للتعريفة الكهربائية المطبقة حالياً، ويشمل ذلك مراجعات دقيقة لتكاليف إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، مع الرجوع إلى أفضل التطبيقات والممارسات العالمية في هذا المجال، من أجل الخروج بتعريفة مناسبة هيكلياً، مبنية على أسس علمية وفنية سليمة، تراعي مصالح كافة الفئات، مع الالتزام بتوجيهات الدولة بالأخذ في الاعتبار مراعاة الاحتياجات الأساسية للمشتركين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، مع تحقيق دخل سنوي كاف لصناعة الكهرباء يفي بمتطلباتها التشغيلية والرأسمالية، وتوفير عائد معقول لمقدمي الخدمة على استثماراتهم، لكن ليس بالضرورة أن تقود مراجعة التعريفة إلى زيادتها، كما أن بقاء التعريفة جامدة لمدة طويلة إضافة إلى ارتفاع الأسعار الأخرى، أضاف عبئاً كبيراً على إمكانات الشركة المالية والاستثمارية.
خطوط الضغط العالي
) يقال إن خطوط نقل الكهرباء الضغط العالي يؤثر على الإنسان ما صحة هذه المقولة، وهل هناك جواب علمي مفصل عن هذا لإقناع المواطنين؟
- في البداية أود التأكيد على أن الأضرار الصحية من خطوط الكهرباء لم تثبت علمياً بدليل قاطع، وإنما يوجد جدل حول هذا الموضوع، والشركة السعودية للكهرباء تُطبق المواصفات والمقاييس العالمية عند إنشاء مرافقها، كما تطبق معايير حرم خطوط نقل الكهرباء في مختلف مناطق المملكة، بخاصة الخطوط الهوائية، وتعتمد هذه القيم على عدد من العوامل، مثل الجهد المستخدم، ونوع البرج، ونوع العوازل المستخدمة وعددها، والمسافات بين الأبراج، بالإضافة إلى أن خطوط الجهد العالي (132 ك.ف.) والجهد الفائق (380 ك.ف) تعتبر محدودة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، وفي ضواحي المدن، وقد تم تصميم هذه الخطوط لتكون آمنة ولها حرم يضمن عدم تأثيرها على السكان، كما تقوم الشركة باستبدال بعض هذه الخطوط الهوائية بأخرى أرضية داخل المدن، ومن الثابت علمياً عدم حدوث أضرار صحية من الخطوط الكهربائية خارج نطاق حرم الخط الكهربائي.
علاج تكرار الانقطاعات
) تعاني بعض المدن من انقطاعات الكهرباء المستمرة لا سيما أثناء الامتحانات والصيف ما الأسباب وهل من علاج لذلك؟
- أود التأكيد أنه بناء على دراسات واستطلاعات قامت بها هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج تبين أن مستوى الخدمة في المدن يتوافق مع معايير الخدمة المعتمدة عالمياً إن لم تكن من الأفضل، وثانياً تبذل الجهات المسؤولة عن الكهرباء، خاصة الشركة السعودية للكهرباء جهوداً مكثفة ومتواصلة للحيلولة دون الانقطاعات المفاجئة للكهرباء، لاسيما في فصل الصيف، التي تحدث بسبب الأحمال المتزايدة سنوياً بنسب عالية جداً، ونتيجة للمناخ الصحراوي لمعظم مناطق المملكة، حيث ترتفع الحرارة إلى ما يقارب من (50) درجة سلسيوس، وقد بلغ الحمل الأقصى المتزامن حوالي (57.746) ألف ميجاوات خلال صيف عام 2014م، وكذلك التغيرات الجوية والمناخية التي تحدث أحياناً كثيرة في بعض المناطق الصحراوية والساحلية، مما يسبب الانقطاعات القسرية والمفاجئة، كما أن أسباباً أخرى تؤدي إلى انقطاع الكهرباء خارجة عن إرادة الشركة، مثل حوادث قطع الكابلات من مقاولين لجهات أخرى، وهذه تمثل النسبة الكبرى لأسباب الانقطاعات.
مبررات الضغط العالي
) في كثير من المدن والقرى والهجر يكون تمديد الكهرباء هوائياً على أعمدة كهربائية، لماذا لا يكون التمديد أرضي لتلافي حوادث السيارات وانقطاع الكهرباء؟
- إنّ مد الخطوط الهوائية لنقل الكهرباء هو الجاري في جميع دول العالم خاصة خطوط النقل على مسافات طويلة، وتقوم الشركة بصيانة دورية ومنتظمة لشبكة الخطوط الهوائية بجميع المناطق النائية، والقرى، والهجر، والمزارع، مما يقل معه أو ينعدم حدوث تلف الخطوط الكهربائية، وهنا أود الإشارة إلى صعوبة استبدالها بشبكات أرضية (كابلات) حيث إن ذلك مكلفاً للغاية، كما أن الخطوط الأرضية تحتاج إلى طرق دائمة ومعبدة يسهل الوصول إليها ومستوية قدر الإمكان حتى يمكن تمديد الشبكة وصيانتها بشكل جيد، وهذا لا يتوفر في المناطق الصحراوية التي تتسم بها مناطق المملكة، علماً بأن خطوط الشبكة الكهربائية للشركة السعودية للكهرباء داخل المدن الرئيسية، خصوصاً شبكة التوزيع هي خطوط أرضية، رغم أن تكاليف إنشاء الشبكة الأرضية أعلى بخمسة إلى سبعة أضعاف من تكلفة شبكة الخطوط الهوائية، وقد تصل إلى عشرين ضعفاً لخطوط الجهد الفائق، كما أن إعادة الخدمة تستغرق وقتاً أطول في حالة الشبكات الأرضية بسبب الوقت اللازم لتحديد موقع العطل والحصول على الإذن اللازم للحفر وإصلاح العطل وغيرها.
تعميم خدمات الكهرباء
) كم عدد القرى والهجر المكهربة، وهل تمت تغطية جميع مناطق المملكة بالكهرباء؟
- تهتم وزارة المياه والكهرباء والشركة السعودية للكهرباء بإيصال الخدمة الكهربائية إلى جميع أنحاء المملكة، على أن تكون بكفاءة وموثوقية عالية، وقد بلغت نسبة التغطية الكهربائية (99.5%) على مستوى المملكة، حيث تم بنهاية سبتمبر 2014م، إيصال الخدمة الكهربائية إلى (12711) من المدن والقرى والتجمعات السكانية في المملكة، بذلك يكون تم الانتهاء من إيصال الكهرباء لكافة المدن والقرى والهجر المعتمدة، والمتبقي هو التجمعات السكانية الجديدة (غير المعتمدة).
أما عن سؤالكم عن إنارة الطرق بالمملكة؛ فالإجابة هي: إن إنارة الطرق السريعة بين المدن، والطرق السريعة داخل المدن في المملكة، هي من مسؤوليات واهتمامات وزارة النقل وكذلك هيئات تطوير المدن، بينما مسؤولية إنارة الشوارع داخل المدن والمحافظات والقرى تقع ضمن مسؤوليات وزارة الشئون البلدية والقروية، وليس للشركة أي علاقة بهذا الموضوع سوى توصيل الكهرباء.
) بكم تقدر العوائد المحصلة مقابل الاستهلاك الكهربائي سنوياً؟
- تشير التقارير بنهاية عام 2013م، إلى أن التعريفة الكهربائية الحالية، لا تعكس التكلفة الحقيقية لإنتاج الطاقة الكهربائية، حيث بلغ متوسط تكاليف الإنتاج والنقل والتوزيع في العام المالي 1434-1435هـ حوالي (15.2) هللة للكيلو وات ساعة، وتشمل كافة النفقات التشغيلية والمصاريف الرأسمالية، وثمن الوقود والطاقة المشتراة والاستهلاك، بينما بلغ متوسط القيمة التي حصلتها الشركة السعودية للكهرباء من المستهلكين، خلال نفس العام، طبقاً للتعريفة الحالية (14.1) هللة لكل كيلو وات ساعة، أي بخسارة تصل إلى (1.1) هللة لكل كيلو وات ساعة، مع العلم بأن إجمالي استهلاك الطاقة الكهربائية بالمملكة وصل بنهاية عام 2013م، إلى (265.688) جيجا وات ساعة، وهذا الفرق يؤثر تأثيراً كبيراً على الدخل المالي للشركة، مما يؤدي إلى عرقلة مهامها، وعدم استطاعتها بناء جميع مشروعات التوسعات الجديدة اللازمة لمقابلة الزيادة في الطلب واستبدال المعدات القديمة.
مشروعات مستقبلية داعمة
) هل نتعرف على المشروعات الكهربائية الجديدة التي تدعم المشروعات القائمة؟
- أصبحت منظومة الكهرباء بالمملكة ولله الحمد والمنة أكبر وأفضل منظومات الكهرباء في الدول العربية ودول الشرق الأوسط، وتقدم الخدمة للمستهلكين في كل مناطق المملكة بكافة فئاتهم، وتوضح لغة الأرقام مدى الارتقاء والتطور الملحوظ الذي يشهده القطاع، وانعكس ذلك إيجابياً على جودة وارتفاع مستوى تقديم الخدمة الكهربائية، وفي ضوء خطة التوسع لقطاع الكهرباء التي أشرفت على إعدادها وزارة المياه والكهرباء بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، خاصة هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج والشركة السعودية للكهرباء، فقد نُفذت مشروعات ضخمة خلال العشر سنوات الماضية، في مجالات توليد ونقل وتوزيع الكهرباء وذلك لمقابلة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية وتعزيز موثوقية الخدمة، وقد أسهمت هذه المشروعات في زيادة قدرات التوليد في المملكة حيث ارتفعت من (30.091 ميجاوات) بنهاية عام 2003م إلى (65.143) ميجاوات بنهاية سبتمبر عام 2014م، أي بنسبة زيادة (117%)، بما في ذلك إسهام المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، والمطورين، وكبار المشتركين، وتبلغ القدرة التي تملكها الشركة السعودية للكهرباء حوالي (85%) من مجمل قدرات التوليد.
وتجاوزت الاستثمارات في القطاع منذ عام 2000م حتى نهاية 2014م (460) مليار ريال، لبناء مشروعات لمواجهة الطلب المستمر على الطاقة الكهربائية لتغذية الأحمال المتزايدة في المملكة، وسيستمر القطاع في مشاريعه لإضافة محطات توليد، وشبكات نقل وتوزيع، يتوقع أن تصل تكاليفها (700) مليار ريال للسنوات العشر القادمة، وقد اعتمد بميزانية الشركة لهذا العام 2014م، تنفيذ مجموعة من المشروعات لإيصال الخدمة الكهربائية للمشتركين، وتحسين وتعزيز شبكات النقل والتوزيع في مختلف مناطق المملكة، بتكلفة إجمالية حوالي (55) مليار ريال، بالإضافة إلى المشروعات المعتمدة خلال السنوات الماضية ويجري العمل على تنفيذها حاليا بتكلفة إجمالية تضاهي (202) مليار ريال، وقد اكتمل خلال العامين الماضيين تنفيذ مشروعات التوليد التالية:
- مشروع رابغ للإنتاج المستقل بقدرة إجمالية (1200) ميجاوات.
- مشروع المحطة الحادية عشرة بالرياض بقدرة إجمالية (1729) ميجاوات.
- تحويل محطة القرية للدورة المركبة بقدرة (1500) ميجاوات.
- محطة توليد الشعيبة الدورة المركبة (الجزء الغازي) بقدرة إجمالية (800) ميجاوات.
- تعزيز التوليد في القريات وتبوك والوجه ووادي الدواسر ونجران وشرورة بقدرة إجمالية (830) ميجاوات.
- المرحلة السادسة لمحطة رابغ البخارية ب قدرة إجمالية (2555) ميجاوات.
كما يجري العمل حالياً على استكمال تنفيذ مشروعات التوليد التالية:
- محطة رابغ للإنتاج المستقل الثانية بقدرة إجمالية (1729) ميجاوات.
- محطة القرية (1) للإنتاج المستقل بقدرة إجمالية (3927) ميجاوات.
- المحطة الثانية عشرة بالرياض بقدرة إجمالية (1992) ميجاوات.
- محطة توليد الشعيبة الدورة المركبة (الجزء البخاري) بقدرة (438) ميجاوات.
- تحويل وحدات المحطة العاشرة بالرياض للدورة المركبة بقدرة إجمالية (1150) ميجاوات.
- تحويل وحدات محطة القصيم للدورة المركبة بقدرة (374) ميجاوات.
- تحويل وحدات محطة حائل للدورة المركبة بقدرة (143) ميجاوات.
- المرحلة الأولى من محطة جنوب جدة بقدرة إجمالية (2640) ميجاوات.
- محطة توليد الشقيق البخارية بقدرة إجمالية (2640) ميجاوات.
- محطتي التوليد (13) و (14) بالمنطقة الوسطى بقدرة إجمالية (3500) ميجاوات.
- تعزيز التوليد بعرعر بقدرة إجمالية (155) ميجاوات.
- تعزيز التوليد بالقريات بقدرة إجمالية (155) ميجاوات.
- تعزيز التوليد برفحاء بقدرة إجمالية (77.5) ميجاوات.
- محطة ضباء الخضراء الدورة المركبة بقدرة إجمالية (530) ميجاوات.
توطين الوظائف بقطاعات الكهرباء
) كم تبلغ نسبة توطين الوظائف في جميع قطاعات الكهرباء بالمملكة؟
- خطت الشركة السعودية للكهرباء خطوات كبيرة خلال السنوات الماضية لتنفيذ هذا التوجه، حتى أصبحت معظم الوظائف بجميع قطاعات ومناطق أعمال الشركة يقوم بها سعوديون، وقد وصل إجمالي القوى العاملة بالشركة بنهاية عام 2013م، إلى (31.661) موظف من كافة الفئات الإدارية والهندسية والفنية، وبلغ عدد العاملين السعوديين في جميع القطاعات بالشركة ما يصل إلى (27.415) موظفاً، أي ما يقارب (87%) من إجمالي عدد العاملين بالشركة.
وتعد الشركة مواردها البشرية أهم أداة أساسية لتطوير أعمالها، لذا فإنها تعمل على تأهيلها وتدريبها، وتحفيزها وشحذ هممها لتكون قادرة على التكيف والتعامل بفاعلية مع متطلبات خدمة الكهرباء.
أهمية العزل الحراري
) ما هي الإجراءات المطبقة لحث المواطنين على التقيد بتنفيذ العزل الحراري في المنازل؟
- أصبح تطبيق وتنفيذ العزل الحراري على جميع المباني في المملكة إلزامياً في ضوء القرار السامي رقم (6927-م) وتاريخ 22-9-1431هـ القاضي بالموافقة على تطبيق العزل الحراري بشكل الزامي على جميع المباني الجديدة سواء السكنية أو التجارية أو أي منشآت أخرى أسوة بالمنشآت الحكومية في المدن الرئيسية، نظراً لفائدة العزل الحراري في خفض استهلاك الطاقة الكهربائية في المنازل، ويعمل المختصون ضمن منظومة عمل متجانسة من خلال برنامج وطني لكفاءة الطاقة يشرف عليه المركز السعودي لكفاءة الطاقة، حيث يكثف المركز جهوده بالتعاون مع وزارة الشئون البلدية والقروية، ووزارة المياه والكهرباء، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والشركة السعودية للكهرباء، من أجل تطبيق العزل الحراري الإلزامي على المباني السكنية في 24 مدينة رئيسة في المملكة كمرحلة أولى تمهيداً لتطبيقه على جميع مدن المملكة لاحقاً.
كما بدأت حملة توعوية مكثفة هي الأولى من نوعها في المملكة الشهر الماضي عن أهمية وفوائد العزل الحراري في المباني تحت عنوان (الفرق واضح) بهدف توعية المواطنين بأهمية العزل الحراري للمباني والآثار الجانبية المترتبة على استخدامه والفرق الذي يلمسه المواطن بين المبنى المعزول وغير المعزول، وتعتمد الشركة السعودية للكهرباء بموجب هذه الآلية على المعلومات المكتملة عن رخص البناء الصادرة من الأمانات والبلديات التي ترسل إلكترونياً للشركة، وبعد اجتياز المبنى لمراحل الكشف الثلاث عن العزل، تقوم الشركة بإرسال شهادة بذلك للبلدية المعنية التي تقوم بدورها بإعطاء شهادة إتمام البناء لصاحب الرخصة، التي بموجبها توصل الخدمات ومنها الكهرباء.
ولعلي هنا أكرر التأكيد على أهمية التزام الجميع باستخدام العزل الحراري في المباني، فهو استثمار طويل الأمد يعود بفوائد جليلة على صاحب المبنى، من أهمها فوائد مالية تتمثل في توفير يمكن أن يتجاوز 30% من فاتورة الكهرباء على امتداد عمر المبنى، كما يسهم مساهمة فاعلة في توفير كميات ضخمة من الوقود الذي يستهلك لإنتاج الكهرباء، وبالتالي تحقيق مردود اقتصادي كبير على المستوى الوطني، إضافة إلى المحافظة على البيئة والموارد.