واصل مركز طب وجراحة القلب بمستشفى د. سليمان الحبيب بالتخصصي سلسلة نجاحاته المتميزة في مجال جراحات القلب الدقيقة، وذلك بعد أن تمكن فريق طبي متخصص من علاج تشوهات خلقية نادرة لدى طفل حديث الولادة في الشهر الرابع من عمره، إِذْ تمت ولادته بعيوب خلقية أدت إلى ضعف شديد في عضلة القلب وفشل الدورة الدموية.
وخضع الطفل لعملية قلب مفتوح تم خلالها إصلاح التشوه، وتلقى الرعاية الطبية الفائقة حتى تماثل للشفاء. أعلن ذلك الدكتور أيمن الخضراء استشاري أمراض القلب والمدير الطبي للمستشفى. وأشار إلى أن الرحلة العلاجية لهذا الطفل بدأت بعد اكتشاف أصابته بتشوه خلقي نادر من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية للقلب ECHO، إِذْ تمثل هذا التشوه في تفرع الشريان التاجي الأيسر من الشريان الرئوي بدلاً من الأبهر مثلما تكون عليه الحالات الطبيعية، وهو ما أدَّى بدوره إلى انعكاس في مجرى الدم بالشريان ونقص في التروية القلبية، نتج عن ذلك ضعف شديد في عضلة القلب وفشل بالدورة الدموية لدى الطفل. كما تم اللجوء للقسطرة القلبية التشخيصية للتأكد من طبيعة التشوه الخلقي.
مضيفا : وتم إجراء عملية قلب مفتوح لإصلاح تشوه مجرى الشريان التاجي الأيسر وإعادته إلى الشريان الأبهر، وقد تكللت العملية بنجاح كبير ولله الحمد، مشيراً إلى وضع الطفل تحت العناية الطبية الحثيثة للتأكد من استقرار حالته الصحية العامة، حيث استعادت عضلة القلب قوتها الطبيعية، وزالت أعراض الفشل القلبي.
وأعرب د. أيمن الخضراء عن سعادته بنجاح تلك العملية، مشيداً بدور الفريق الطبي في إنهاء معاناة الطفل من هذا التشوه الخلقي النادر، مؤكِّداً أن ندرة ذلك التشوه ترجع إلى أن الشريان التاجي في الحالات الطبيعية يتصل بالشريان الأبهر من جهة بعيدة جداً عن الشريان الرئوي، ويعد أحد الأسباب الرئيسية للضعف الشديد في عضلة القلب عند الأطفال حديثي الولادة.