القدس - من بلال أبو دقة - رندة أحمد - الجزيرة:
أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وقوف القيادة والشعب الفلسطيني إلى جانب فرنسا الصديقة، في مواجهة «هذا الإرهاب الذي لا دين له».وعبر الرئيس الفلسطيني خلال اتصاله بالرئيس الفرنسي، عن بالغ الحزن والأسى والألم لما تعرضت له فرنسا الصديقة، من أعمال إجرامية إرهابية ذهب ضحيتها مواطنون فرنسيون أبرياء.
وقال الرئيس عباس بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: إن قلوبنا وعقولنا معكم ونحن إلى جانبكم في مواجهة هذا الإرهاب الذي لا دين له، والشعب الفلسطيني بأسره يتألم لما حدث، ولديه الإحساس بأن خسارتكم خسارة له.
وأضاف الرئيس الفلسطيني أن الإسلام براء من هذه الأعمال الإجرامية، وقد كانت خطبة الجمعة في فلسطين مكرسة لما شهدته بلادكم، حيث تم التعبير عن الإدانة المطلقة لمن قاموا بهذه الأعمال الإجرامية ولكل من وجههم وتعاون معهم، ونحن نعتقد أن مواجهة العنف والعنصرية والكراهية بحاجة إلى أوسع تعاون ممكن، وأن يشمل مجالات متنوعة بينها تعميق الحوار بين الأديان، وبين الثقافات.وأعرب الرئيس عباس عن إدانته لكل عمل إرهابي يمس مواطنين أبرياء، من كل الديانات، فحياة الإنسان، أي إنسان لها قدسيتها والله هو الذي يهب الحياة وهو خالقنا جميعًا.. بدوره، قال الرئيس الفرنسي: هذا كلام مهم جدًا يسعدنا أن أسمعه ويسمعه غيري، معربًا عن شكره للرئيس الفلسطيني على هذا التضامن. وأضاف الرئيس هولاند: إن تضامن الأصدقاء العرب مهم جدًا لنا في هذه الظروف، حتى نحول دون من يحاولون تأجيج المشاعر، وربط هذه الحوادث الإجرامية بالإسلام. وقال الرئيس الفرنسي: سأعلن كلامكم هذا في خطاباتي، وكذلك سأعلن ما يصلنا من العالم العربي من تضامن، حتى نمنع مناورات المتطرفين، وبالمناسبة فقد تعرضت الطائفة اليهودية عندنا لضربة مؤلمة، وهناك تأثر كبير مما حدث وتضامن معهم، كما أن بعض الجوامع قد تضررت، ونحن حريصون على تفادي انطلاق أعمال انتقامية.
هذا وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، يشارك الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، «الأحد» في مسيرة بالعاصمة الفرنسية باريس للتنديد بالإرهاب وبراءة الإسلام من العنف.. ويشارك في المسيرة عدد من الزعماء العرب والمسلمين للتنديد بالاعتداء الدامي على صحيفة ابيدو الفرنسية في باريس، وتضامنًا مع ضحايا الاعتداءات الإرهابية في فرنسا..
ومن غزة، أدانت حركة حماس الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية - باريس الأربعاء الماضي، وقالت في بيان - كتبه بالفرنسية أيضًا - أنه لا يوجد مبرر لقتل الأبرياء، واستنكرت ما سمتها المحاولات البائسة لإسرائيل للربط بين أنشطتها والعنف في فرنسا.
وقالت حماس: «إنها تؤكد على موقفها المحدد من الأحداث الأخيرة في باريس، الذي استنكر وأدان ما حدث من اعتداء على صحيفة شارلي إيبدو، وأن أي خلاف في الرأي والفكر ليس مبررًا لقتل الأبرياء».
وأكدت حماس أيضًا في بيانها استنكارها لما سمتها المحاولات البائسة لرئيس الوزراء الإسرائيلي - بنيامين نتنياهو «للربط بين حركة حماس ومقاومة الشعب الفلسطيني من جهة والإرهاب عبر العالم من جهة أخرى، خاصة في لقائه الأخير مع السفير الفرنسي لدى إسرائيل».وأكدت حماس في بيانها أن محاولات نتنياهو ستبؤ بالفشل ولن تنقذه وكيانه من الملاحقة كمجرمي حرب.كما طالبت حماس العالم بالوقوف «إلى جانب الشعب الفلسطيني وحمايته من إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل، وأن تعالج أحد أهم أسباب الإرهاب عبر العالم والمتمثل في استمرار الاحتلال لفلسطين وانتهاك المقدسات».
وكان 17 شخصًا قد لقوا حتفهم في أعمال عنف على مدى ثلاثة أيام في باريس، بدأت بهجوم على صحيفة «شارلي ايبدو» يوم الأربعاء وانتهت باحتجاز مزدوج للرهائن يوم الجمعة في مطبعة خارج باريس ومتجر للأطعمة اليهودية في المدينة.