هو الحدث الأبرز خلال مجريات الأسبوع الفائت بعد أن شهدت منافسات بطولة الدوري الإسباني (الدرجة الأولى) لكرة القدم سقوط العملاقين ريال مدريد وبرشلونة في فخ الخسارة أمام كل من فالنسيا وريال سوسيداد على التوالي. في المقابل شهدت منافسات الليجا انطلاقة حقيقية للحصان الأسود وحامل لقب بطولة الدوري (أتليتكو مدريد) الذي نجح بقيادة مدربه الداهية دييغو سيموني في كسب مباراته أمام ليفانتي بهدف دون رد في الجولة الماضية من بطولة الدوري، ومن ثم الفوز على الغريم التقليدي في مباراة الديربي بثنائية نظيفة ضمن منافسات ذهاب كأس الملك الغالية.
ما الفرق بين معاناة ريال مدريد وبرشلونة في الجولة الماضية؟ وما السر في تألق الروخي بلانكوس خلال الأسبوع الماضي؟ هي من دون شك أسباب مختلفة وعوامل متباينة تحيط بأجواء الفرق الثلاثة المرشحة للتتويج بلقب بطولة الدوري للموسم الكروي الحالي (2014 - 2015م). فالميرنجي بعد أن تلقى خسارته الثالثة على التوالي (الثانية على التوالي في الليجا).. بات واضحاً لمدربه كارلو أنشيلوتي أن المعضلة تكمن في تعرض بعض لاعبيه للإرهاق خاصة في ظل تحقيقهم لسلسلة انتصارات متتالية بلغت 22 انتصاراً تخللها التنقل من إسبانيا إلى المغرب ومن ثم إلى دبي والعودة إلى مدينة فالنسيا في إسبانيا.. ومن ثم لعب مواجهة الديربي ضد أتليتكو مدريد المستعد جيداً في «فيسينتي كالديرون».. في ظل حصول لاعبيه على كامل الراحة المهيأة لهم من قبل مدربهم سيموني.
أنشيلوتي حتى وإن تعرض للنقد اللاذع بسبب إبقائه رونالدو في مقاعد البدلاء خلال مباراة الديربي في بطولة الكأس إلا أنه يعرف تماماً كيف يحتفظ بهدوئه وكيف يعيد لاعبيه لأجواء المنافسات، وبات ذلك جليّاً بعد تصريح الأسطورة المدريدية بوتراجينيو بأن الفريق عائد لا محالة.. حيث إن الثقة المتبادلة بين المدرب واللاعبين والإدارة من شأنها إعادة البريق للفريق بعد أن فقده خلال الشهر الحالي (يناير).
بينما الأمر مختلف تماماً في برشلونة حيث إن الثقة يشوبها الغموض بين المدرب ولاعبيه وإدارة الفريق، ولم يوفق المدرب لويس أنريكي في قراراته التأديبية بحق النجمين لونيل ميسي ونيمار داسيلفا بإبقائهم في مقاعد البدلاء.. حيث دفع الفريق ثمناً باهظاً بخسارته مباراته أمام ريال سوسيداد وفوت فرصة ذهبية لاعتلاء سلم الصدارة قبل مواجهته لأتليتكو مدريد وبالتالي خلق عامل الضغط على منافسه الآخر ريال مدريد.. ليعكس بذلك المدرب أنريكي سذاجة تامة.. قضى بها على فرص البارشا في استعادة مكانته الطبيعية التي اعتادت عليها جماهيره.
قرارات انريكي أدخلت برشلونة في نفق مظلم من خلال فتح باب المعمعة للصحافة لأن تنشر الأخبار المتفرقة (منها الصحيح ومنها المغلوط) التي أثرت دون أدنى شك على لاعبي الفريق الذين يستعدون لخوض غمار مواجهة صعبة ضد أتليتكو مدريد. بل إن الصحافة ربطت لونيل ميسي بنادي تشيلسي مما دفع برئيس النادي لأن يتدخل ويؤكد بقاء اللاعب ضمن صفوف البلوجرانا.. كل تلك الأجواء السلبية كان سببها الأول والأخير التصرف الأرعن للمدرب لويس الذي يعد الثاني له خلال منافسات الموسم الحالي بعد أن أبقى ميسي ونيمار على مقاعد البدلاء في مباراة الفريق ضد ألميريا ضمن منافسات الجولة (11) إلا أن نيمار وميسي نجحا في تحويل الخسارة إلى فوز آنذاك.. لكن ذلك لم يتكرر أمام ريال سوسيداد بعد أن وقعت الفأس في الرأس بسبب خطأ مكرر من المدرب أنريكي.
وعلى النقيض تماماً من شخصية المدرب أنريكي يبرز لنا شخصية ودور المدرب دييغو سيموني في قيادة فريقه أتليتكو مدريد وطريقة تعامله مع الأجواء المحيطة بفريقه ولاعبيه، لعل آخرها هو الدفع بالمهاجم العائد لمسقط رأسه فيرناندو توريس ليقود خط الهجوم ضد ريال مدريد في بطولة الكأس.. فلم يتأخر سيموني في الزج بالمهاجم الخبير حتى يدخله في أجواء الفريق بأسرع وقت ممكن، كما أن سيموني منح مهاجمي الفريق الآخرين الراحة ليضرب عصفورين بحجر واحد وبحنكة فنية لا يجيدها إلا الكبار، وهو ما سينعكس إيجاباً على الفريق في قادم الأيام.