كتبتُ، وكتبَ غيري عن تلك «التنظيمات الحركية» في محيطنا، التي تستظل تحت راية الإسلام، تدّعي الوصل به، وهي أبعد ما تكون عنه، كبعد المشرق والمغرب، تدثّر أتباعها بالمظاهر الدينية (لساناً وهيئة) تدعمها فتاوى تضليلية، أبطالها، مدّعو المشيخة، غلمان، لا يحملون من العلم الشرعي، ما يكفيهم لمعرفة، صفة الوضوء، شحنوا عقول الشباب، وحرّضوهم، وألّبوهم على وطنهم، وشوّهوا، صورة رموز الوطن، بدءاً من القيادة الرشيدة، إلى العلماء، وأهل الدين الأصفياء، رأينا أفعال رعاع هذه التنظيمات، وسمعنا دعاواهم من خلال المقاطع في المواقع الالكترونية، مما جعلنا، نوقن أن أدمغتهم مغسولة تماماً، وموجهة بالريموت صوب الوطن، في الواقع نحن بين نارين، ّأو بالأصح بين خطرين، أحدهما أخف من الآخر، رأينا البعض الشاذين من أبناء العوامية، ورأينا تصرفاتهم الحمقى، تجاه رجال الأمن، ومع هذا كله، هؤلاء أمرهم، يهون أو قد هان، خاصة وقد عُرف السبب، مما أبطل العجب، وطالما أنهم داخل الحدود، فأمرهم في حكم المنتهي أمنياً، بفضل الله، ثم بفضل يقظة رجال الأمن البواسل، لكن تعالوا للفئة الضالة الأخرى، التي تلعب لعبتها القذرة على الحدود، تجد لها دفعاً رباعياً في الداخل، هذه الفئة الضالة، تزعم أنها سنية، والسنة المطهرة، تنفر من أفعالها، وأقوالها، وجرائمها البشعة، وتنكرها نكراناً عظيماً، شرّهم لم يقتصر على ماهم عليه من ضلال في أماكن وجودهم، سواء داخل العراق أو سوريا، بل تسوقهم شياطينهم بين الفينة والأخرى، لنفث سمومهم وشرورهم، داخل أسوار حديقة الوطن، مرة أرادوا، أسد الداخلية، الأمير محمد بن نايف، والثانية في منفذ الوديعة، والثالثة في منفذ سويف على الحدود مع العراق في عرعر، في (سيناريو واحد) وأجزم أن تنظيم داعش الضال، يريد من هذا السيناريو، الكسب الإعلامي، بغض النظر عن خسارته لغلمانه المؤدلجين فكرياً، وأظنهم قد كسبوا بعض ما يرمون إليه، من الترويج لتنظيمهم، لكن الذي وقفت حائراً أمامه وبكل مرارة، كيف انطوت هذه اللعبة على رجال أمننا، هم ما برحوا في معارك مع هؤلاء الخوارج في الداخل، فكيف وهم في مناطق حدودية مع دول ملتهبة أصلاً،لا يتصور أن يأتيك على الحدود في هذه البؤر جماعة، لتهديك فاكهة، أو تقدم لك معلومة استخباراتية، هذا غير منطقي مطلقاً، إذاً والنتيجة، كما تتبعناها وشاهدناها، هل نرضى بوقوفنا أمامها، موقف المتفرج؟ أم نجعلها دروساً وعبرنستلهم منها الحلّ والحيل، ونتعامل مع مثل هذه الحالات الكريهة، كواقع مرّ لا خيار معه، نحن أمام، تنظيم منتحر بالكامل، رأينا كيف يتعامل مع شبابنا المغرّر بهم في بؤر الصراعات، عندما يقبض عليهم، أو يختلف معهم، كيف يفجر بهم، وتجز رؤوسهم، ويُصوّر هذا الفعل، ويبثه في المواقع الالكترونية، لنشر الذعر والخوف، أليس بمقدور وزارة الداخلية، وهي التي تقدم للوطن، إنجازاتها الأمنية الرائعة، أن تسارع لإعادة النظر في التعامل مع الأفراد المتسللين، الذين إذا رأوا مصيرهم الحتمي، أمام ناظريهم، رفعوا أيديهم معلنين استسلامهم، وهي لا تعدو كذبات، بانت في كذا حالة، الحادثة الإرهابية الأخيرة على الحدود في عرعر، التي استشهد فيها رجال من حرس الحدود رحمهم الله، في الواقع، وبحسب كيفية وآلية حدوثها، لا تعدو كونها اختراق أمني خطير بكل المقاييس، يشي بفقدان الاحترازات الأمنية أو ضعفها في كلتا الحالتين، ولربما دخل معها حسن النوايا، بحكم طيبة النفوس التي جبل عليها أفراد هذا المجتمع، واستغلتها هذه الفئة الضالة، وحادثة شرورة في نفس السياق، وكان من المفترض بعدها، عمل الاحترازات الضرورية، توقعا للمزيد من الحوادث من قبل الحدود اليمنية والعراقية، المملكة، باتت مضرب المثل في محاربة الإرهاب، مما يعني أنه يفترض ومن خلال هذه التجربة والتراكمات المهنية، قد تولد لديها افتراضات مختلفة، في كيفية التعامل مع من يدّعي تسليم نفسه في الظاهر، وهو مفخّخُها في الباطن، هذه في الحالات العادية، كما حدث مع الأمير محمد بن نايف، فكيف مع من تسلل من نقاط حدودية، ومن بلاد يُعلم حالها، وقد طالنا شرار أنجاسها، هؤلاء المتسللون، هم كالألغام، بالتمام، يجب التعامل معهم بحذر، وعن بعد، وبطرق مهنية احترافية، تلعب فيها التقنية الأمنية الحديثة، ضماناً لسلامة رجال أمن الحدود، ضباطاً وجنوداً، ومن خلال المعطيات الأمنية، التي أمامنا، فإن الثابت، يستدعي إعادة النظر في الإجراءات المطبقة، عند استقبال مدّعي الاستسلام، حفظ الله الوطن، ورد كيد المعتدين في نحورهم، ونعم، تبّت يدا، الإرهاب، تبّت يدا، المخربين، الضالين، تبّت يدا التنظيمات الحركية، كداعش وأخواتها، خوارج هذا العصر، أصحاب الفكر الضال.. ودمتم بخير.