جديد وقديم كلمتان متضادتان، وتتجهان في خطين متعاكسين لا يمكنهما الالتقاء. من القديم نحتفل بالإرث، سواء أكان إرثاً يسراً أو إرثاً يتحاج إلى تغيير الاتجاه. الوزراء الجدد الذين صدرت مراسيم ملكية بتعينهم وزراء الصحة، والنقل، والزراعة، والشئون الإسلامية، والثقافة والإعلام، والتعليم العالي، والاتصالات وتقنية المعلومات، والشئون الاجتماعية، وزراء يملكون من الخبرة والممارسة العملية والسيرة الذاتية الحافلة بالمناصب الإدارية ما يجعلهم يحققون المهام والمسؤوليات والواجبات والأهداف بكل يسر وسهولة. لم يعد تعين الوزير تشريفاً، بل تكليف وعبء يطالب الوزير دوما الوفاء به. وينتظر منه الكثير.
جميل أن تزامن التعيين قبيل إعلان الميزانية ليستلم كل وزير وزارته مع ميزانيتها المعتمدة ليعرف معالم الطريق الذي سوف يسلكه. أتخيل إنّ الوزير في أول اجتماع مع قيادات الوزارة أنْ يطلب تقريراً مفصلاً ما هي مشاريع العام الماضي، كم عدد المشاريع المتعثرة، المشاريع المستقبلية، جدول يوضح المصروفات (الانفاق). كذلك يطلب من القيادات الإدارية أهداف العام القادم 1436 هجرية 2015 ميلادية أهداف يمكن قياسها. ومن الطبيعي أن يطلب المعوقات والإنجازات للعام الماضي، ويفتح باب الاقتراحات لتحسين الأداء.
أتخيل إنّ الوزير عليه أن يعرف أين سوف يصل مثلاً بعد 10 سنوات من الآن.. إذن التخطيط الإستراتيجي هو الحل. ما هو وضع الوزارة اليوم ومن جميع النواحي؟ ما هو وضع الوزارة المتوقع والمأمول بعد عشر سنوات؟ كيف تحقيق ذلك؟. يتم إعداد ذلك بوجود فريق عمل ممارس مدرك حجم المسؤولية والواجبات. ومن زاوية أخرى الشفافية هي عدو الفساد الأول، نفذوا رؤية الملك في القضاء عليه بشفافيتكم وأثبتوا محاربتكم لهذه الآفة فالوطن غالٍ. المواطن يطمح من الوزير تحقيق ما يسعده ويسعد عائلته. على وزير الصحة تحقيق التالي (تأمين صحي للمواطن)، وزير الشئون الإسلامية الاهتمام بخطباء المساجد وتأهيل من يحتاج منهم لبرامج تطوير، حيث يعد منبر المسجد من المنابر التي تؤثر في المجتمع. وزير الزراعة نحن نتطلع إلى أن يساهم معالي الوزير في القضاء على معوقات التنمية الزراعية في المملكة. وزير الشئون الاجتماعية الأيتام أعظم أمانة في عنقك ووضع الجمعيات الخيرية. وزير الثقافة والإعلام الفضائيات والصحف والمعارض تحتاج إلى تحسين. وزير التعليم العالي ملفات كثيرة تحتاج إلى حلول. وزير الاتصالات وتقنية المعلومات شركات الاتصال تحتاج إلى شفافية والنظر في التسعيرات. مقترح بسيط أتمني من كل وزير ولمدة أسبوع أن يفتح الوزارة لتلقي اقتراحات المواطنين ماذا يريدون من الوزير أن يحقق.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يؤكد على الوزراء بمناسبة إقرار الميزانية في العام الماضي: (أيها الوزراء والمسؤولون لا عذر لكم بعد اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال، واعلموا بأنكم مسؤولون أمام الله -جل جلاله- ثم أمامنا عن أي تقصير؛ وعلى كل وزير ومسؤول أن يظهر من خلال الإعلام ليشرح ما يخص قطاعه بشكل مفصل ودقيق)، هذا هو نهجه وتوجهاته حفظه الله للوزراء.
أخيراً من أقوال بعض الوزراء الجدد شدد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز الخضيري في تصريحات خاصة لـ»العربية» على ضرورة «تنظيم وسائل الإعلام الجديد للاستفادة منه. وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المعين الدكتور فهاد الحمد في مداخلة مع قناة «العربية» إننا «قطعنا شوطا كبيراً في التعاملات الإلكترونية». وزير الشئون الإسلامية الجديد الدكتور سليمان أبا الخيل إن الخطاب الديني الصحيح يدعو للسماحة. وأكد في مداخلة له مع قناة العربية «سنعمل على رفع مستوى الخطاب الدعوي، وسنقدم الدعم لكل ما يعزز لحمتنا الوطنية السعودية». وزير التعليم العالي الدكتور خالد السبتي، إذ أوضح أن «المملكة تسعى للتحول إلى مجتمع معرفي، وأن برنامج خادم الحرمين للابتعاث أحد أهم عناصر تطوير التعليم. همسة إذا سمح للوزراء الجدد استمعوا للناصحين المخلصين.. كافئوا المخلصين، وعالجوا المتعثرين، فالمواطن ينتظر الإنجازات.