تملك عائلتنا قطيعاً من الغنم لا بأس به؛ نشرب لبن بعضه، ونأكل من لحم الآخر، والبقية نستثمره.
كان من بينها شاة صغيرة أحبها وألاعبها دائماً، لونها أبيض كالثلج، تحب اللعب والمشاكسة.
وذات نهار جميل خرجتُ وأختي لنلهو معها، وجدنا الراعي يحوش الأغنام بعصاه، لتجتمع في روضة بهية تعلف منها وتطمئن فيها.
بحثنا عنها بين الجمع، ونظرنا يمنة ويسرة، لكن الطرف ارتد إلينا ولم نجدها..
راودتني حينها أفكار كثيرة، فلربما ابتعدت عن القطيع فالتهمها ذئب بلا رحمة، أو ضلت طريقها فماتت جوعاً، أو هلكت من الظمأ.
سألت الراعي: أرأيتها؟ فنفى ذلك.. جريتُ وأختي هلعاً في كل اتجاه وعيناي تذرفان الدموع الغزيرة، أشبهتُ بذلك أماً فقدت وليدها، ولا تعلم بأي حالٍ هو.
وفي ظل ذلك القلق، وتدفق الخيالات الحزينة لمحتُ ملاكاً صغيراً قادماً من بعيد؛ يركض بلهفة نحوي؛ كانت تلكم الشاة الصغيرة؛ لم تسعني الأرض فرحاً برؤيتها فضممتها إلى صدري وأنا أحمد الله أن حماها لي.
- هيفاء العقيل