الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد رئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالنسيم الدكتور فهد بن عبد الله التويجري على دور المكاتب التعاونية في خدمة الإسلام، حيث إنها أسهمت إسهامًا كبيرًا وصار لها دورها البارز في خدمة الدين، ولها جهود تذكر فتشكر، مشيرًا إلى حاجة المكاتب للتنسيق الفعال بينها، حيث إن عدم التنسيق يضعف أداءها ويشتت الكثير من طاقاتها ومواردها.. جاء ذلك في حوار مع «الجزيرة» فيما يلي نصه:
* كيف ترون واقع المكاتب التعاونية في مناطق المملكة؟ ولماذا تباينت أنشطتها من مكتب لآخر؟
- لا شك أن المكاتب التعاونية مما يميز مملكتنا الحبيبة، ويبرز دورها في خدمة الإسلام، والحقيقة تقال: إن هذه المكاتب التعاونية أسهمت إسهامًا كبيرًا وصار لها دورها البارز في خدمة الدين، ولها جهود تذكر فتشكر، وهذا من فضل الله تعالى، ثم دعم ولاة الأمر ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي لا تألو جهدًا في السعي للارتقاء بهذه المكاتب المباركة، وبالنسبة لسبب تباين أنشطة المكاتب التعاونية يعود في الأساس لبيئة كل مكتب ونطاق عمله والشرائح التي يستهدفها ومقدار الدعم الذي يحصل عليه سواءً الدعم المعنوي أو المادي، فكل هذه الأسباب تؤثر في طبيعة عمل المكاتب وقوة نشاطها.
* لماذا تفتقد المكاتب التعاونية إلى التنسيق فيما بينها؟
- يجب الاعتراف بأن هذه مشكلة ونوع تقصير حاصل في أوساط المكاتب التعاونية، أعني الافتقار إلى عدم التنسيق أو ضعفه، لا شك أنه يضعف أداءها ويشتت الكثير من طاقاتها ومواردها، ولعل سبب ذلك أولا من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - مع جهدها ودعمها الذي لا ينكر في رفع مستوى المكاتب إلا أنها لم تسع لمعالجة هذه النقطة الجوهرية والحساسة، أضف إلى ذلك - ربما - رغبة بعض مسؤولي المكاتب بالاستقلال وعدم قناعتهم بالعمل المنسق لاعتبارات يرونها. مع العلم أنه يوجد جهد بسيط في هذا الجانب مبذول من قبل بعض مكاتب شرق مدينة الرياض، للتنسيق بين المكاتب التعاونية.
* هل نقص الإمكانات المادية هو العقبة الوحيدة أمام المكاتب التعاونية؟
- لا يخلو أي عمل من عقبات ومشكلات تواجهه، ومن بين ذلك (المكاتب التعاونية) ولعلكم قد أشرتم إلى ضعف الإمكانات المادية باعتبارها أشد العقبات التي تواجه المكاتب، لأنه لا يمكن أن تقيم أي عمل من دون توفر سيولة مالية تتيح لك استقطاب الموارد البشرية من ذوي الكفاءات والخبرات لتخرج البرامج والأنشطة في أبهى صورها وفق معايير الجودة المعمول بها. وهناك مشكلات أخرى منها تنظيمية وأخرى تتعلق بالموارد المالية للمكاتب، وأخرى مرتبطة بالوزارة مثل تأخر إصدار الفسوحات والموافقات، وكثرة الطلبات للفسح لبعض المناشط، ما يسبب - أحيانًا - تأخر إقامتها أو إلغائها، ما يحرم المجتمع كثيرًا من الخير لو أقيمت هذه البرامج.
* يلحظ دخول بعض الجاليات المقيمة للإسلام أكثر من غيرهم، ترى ما سر ذلك؟
- السر في ذلك - بعد توفيق الله - هو أن هذه الجاليات لديها رغبة في معرفة الحق وليس عندها التعصب المذموم الذي يجعلها تنفر من الإسلام، كما أن بعض الجاليات أصولهم إسلامية مثل الجالية الفلبينية، أضف إلى ذلك النشاط لدى دعاة بعض الجاليات أكثر من غيرهم، ما ينعكس إيجابيًا بالتأثير على بني جنسهم ودخولهم في الدين.
* وهل من حالات ردة عن الإسلام من بعض المسلمين الجدد؟
- حالات الردة عن الإسلام قليلة مقارنة بعدد من يسلمون، بل تكاد تكون حالات نادرة وفردية، والسبب في ذلك يعود أحيانًا لأن المسلم الجديد لم يتلق القدر الكافي من التعليم الديني الذي يساعده على الثبات بسبب انشغاله مع كفيله أو في الجهة التي يعمل بها، وأحيانًا تكون الردة بسبب الضغوطات التي يمارسها أهل المسلم الجديد عليه، فبعضهم يهدده أهله بالطرد والهجر والإبعاد بل أحيانًا يهدد بالقتل.
أما متابعة المسلمين الجدد بعد مغادرتهم المملكة ففيه نوع تقصير، نظرًا لكثرة الداخلين في الإسلام، وتوجد متابعة بشكل مرتجل وغير منظم من قبل بعض الدعاة، من خلال وسائل التواصل الحديثة، مواقع التواصل الاجتماعي، الواتساب، وغيرها من الوسائل.
وبالنسبة للمسلمين الجدد الموجودين داخل المملكة فلهم برامج يتم متابعتهم من خلالها، فعلى سبيل المثال قمنا بعمل ملتقى شهري للمسلمين الجدد، حيث يستضاف فيه كل من أسلم خلال الشهر وتستأجر لهم استراحة لمدة ثلاثة أيام بلياليها، بحيث يتعلم المسلم الجديد في الثلاثة أيام أساسيات الدين ومبادئه. إضافة إلى إقامة الدروس الأسبوعية والشهرية واللقاءات العامة، ورسائل الجوال والمسابقات وغيرها من البرامج التي هي وسائل لمتابعة المسلمين الجدد.
ومثل هذه الوسائل والبرامج تحتاج إلى أمرين اثنين:
الأول: تعاون الكفلاء وسماحهم لمكفوليهم بحضور هذه الأنشطة، الثاني: توفير الدعم لإقامة هذه البرامج.
* وما حقيقة الأرقام والإحصاءات التي يتم الإعلان عنها عن دخول مسلمين جدد للإسلام، لماذا يشكك فيها؟
- من لم يلامس واقع الدعوة أو يحتك بالعاملين في حقلها ربما اعتراه شيء من التشكيك في مثل هذه الأرقام التي تصدر عمن يمارس الدعوة ويعيشها واقعًا كل يوم، فلا يخلو يوم من مسلمين جدد، بل أحيانًا تدخل مجموعات في الإسلام، وذلك لاختلاف وسائل العرض الدعوية، فأحيانًا نقيم لقاء عام لغير المسلمين في إحدى الشركات يحضره (500) شخص أو أكثر، فيستجيب منهم العشرات إن لم يكونوا المئات، فليس من الخطأ أن نعلن أنه أسلم عدد كذا وكذا، وغالب القائمين على الجهات الخيرية والدعوية أناس ورجال ثقات، مشهود لهم بالخير والصلاح والفضل.
وربما كان الداعي للتشكيك هو إما عدم ممارسة الدعوة أو حتى الاقتراب ممن يمارسها، وربما تكون هناك أسباب أخرى الهدف منها القدح في الدعوة والدعاة، ومن ينتهج ذلك لا يمثل إلا نفسه، فالمجتمع برمته يقف صفًا واحدًا مع الدعاة والعلماء، لأنه يدرك جيدًا أن بلدنا هي بلد التوحيد، ورسالتنا سامية ستصل لكل أحد أن نحن عملنا على إيصالها.
* اقتراحات لتطوير وتفعيل مكاتب دعوة الجاليات والنهوض بها؟
- أقترح لتفعيل المكاتب التعاونية:
1 - إنشاء موقع خاص لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بحيث يتم تسجيل كل مكتب في الموقع، ويتم رفع المعاملات وتخليصها عن طريق الموقع مع مراعاة الإسراع في ذلك.
2 - اقترح أن تقوم الوزارة أو فروعها بإنشاء لجنة يكون أعضاؤها من منسوبي المكاتب التعاونية، ويحدد للجنة اجتماعان كل شهر، بحيث تتولى اللجنة مناقشة المستجدات في المكاتب، ورفع المعوقات للوزارة، وبحث سبل التطوير للمكاتب وغير ذلك.
3 - أن تقوم الوزارة بإنشاء أكاديمية إلكترونية، يشرف عليها نخبة متميزة من الدعاة من كل لغة، بحيث يقومون بتعليم المسلمين الجدد وغيرهم، من خلال مناهج شرعية وتدرج في التعليم، وفق أسس وبرامج التعليم الحديثة.
4 - أقترح إنشاء لجنة تنسيقية متخصصة، تقوم على تنسيق عمل المكاتب التعاونية.