الجزيرة - فيصل العواضي/ تصوير - عبد المعين زهير:
قال معالي الدكتور عبدالعزيز الخضيري وزير الثقافة والإعلام أن الناس تعيش حالة توتر غير مسبوقة وتكاد البسمة أن تختفي إن لم تكن قد اختفت لما يعايشونه ويسمعونه من مظاهر الصراع التي تحيط بنا وأن على المنتجين السعوديين أن ينتجوا مسلسلات وبرامج تعيد رسم البسمة على الوجوه وتسهم في تصحيح الاختلال التي أدت ببعض الشباب أن يرتكبوا أعمالاً وحشية غريبة على ثقافتنا ومعتقداتنا.
وأكد الدكتور الخضيري في اجتماعه بالمنتجين السعوديين أننا نقف على أرضية صلبة واضحة في منهجها ومنطقاتها المتمثلة باعتزازنا بديننا ولغتنا العربية وانتمائنا الوطني وهي ثوابت لا تحول بيننا وبين الوصول إلى المكانة اللائقة بين شعوب ودول العالم.
وخاطب المنتجين والممثلين قائلاً: أنتم صناع الإبداع وسنكون شركاء لكم داعمين فيما يمكنكم من تقديم رسالتكم الإنسانية واستغلال المساحة التي يوفرها البث التلفزيوني فيما يفيد الناس ويوجههم نحو حياة أفضل مشيراً إلى أن الله لم يعبد بالكراهية والقتل والتدمير وإنما عبد بالمحبة والإخاء والتعاون.
وقد دار في الاجتماع نقاش صريح شفاف حول واقع الإنتاج الإعلامي وما يواجه العاملين في هذا لمجال بمختلف مجالاتهم مطالبين الوزير بالعمل على تخصيص قناة للدراما السعودية حتى نتجاوز حالة الموسمية في إنتاج الدراما والتي قصرت الإنتاج الدرامي على أربعة مسلسلات كحد سنوي بينما هناك دول خليجية تصل إلى أكثر من عشرين مسلسل سنوياً قد نكون أفضل منهم في جوانب كثيرة.
وخلص الاجتماع إلى تشكيل لجنة من المنتجين والفنانين لوضع تصور على قاعدة المستقبل وطالبهم الوزير بتجاوز الأمس وعدم الخوض في تفاصيل معوقاته والبناء على كل الإيجابيات التي تم تحقيقها.
بعد ذلك أقيم احتفال بمناسبة تدشين معهد التدريب الإعلامي الذي أنشأته هيئة الإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي «تو فورفايف فور» كشريك إستراتيجي، حيث بدأ الاحتفال بكلمة لرئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن الهزاع استعرض فيها المراحل التي مر بها التلفزيون السعودي منذ انطلاقته وصولاً إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون داعياً كل الإعلاميين من منسوبي الإذاعة والتلفزيون السعودي للالتحاق بدورات المعهد التي لا تهدف إلى رفع كفاءة العاملين فقط وأنم الإعداد مدربين وقادة إعلاميين أكفاء في جميع المجالات.
ثم ألقت الأستاذة نورة الكعبي الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية بأبوظبي كلمة عبرت فيها عن اعتزاز المنطقة بالشراكة الإستراتيجية مع هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي وقالت إننا نتطلع إلى اليوم الذي نجد فيها كفاءات من أبناء المملكة العربية السعودية يدربون إخوانهم في دولة الإمارات وبقية الخليج والوطن العربي.
بعدها تم استعراض فلم عن المركز وتجهيزاته وتوثيقه للدورتين اللتين بدأهما خلال الأسابيع الماضية ثم ألقى الدكتور عبدالعزيز الخضيري وزير الثقافة والإعلام كلمة حيا في مستهلها جهود من سبقه من الوزراء في وزارة الثقافة والإعلام الذين نقوم اليوم بقطف ثمار جهودهم.
وأكد الوزير الخضيري في كلمته على ما للتدريب من دور في ربط الإنسان بكل جديد خاصة في عصر التقنية مشيراً إلى إن الاستثمار في بناء الإنسان هو الاستثمار الدائم والمعين الذي ينضب كون الإنسان هو الباقي بعد نضوب كل الثروات والمركز مفتوح لكل الشراكات وكل المؤسسات الإعلامية وليس هيئة الإذاعة والتلفزيون فقط.
وفي نهاية الحفل قام معالي الوزير ومعه رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون وماجد الغامدي مدير معهد التدريب الإعلامي بتكريم هيئة المنطقة الإعلامية بأبو ظبي الشريك الإستراتيجي في التدريب وتم تسليم درع التكريم للأستاذة نورة الكعبي الرئيس التنفيذي للمنطقة كما استلم معاليه درع تكريم من منطقة أبو ظبي.
ورداً على سؤال لـ(الجزيرة) حول دور الثقافة في تصحيح الاختلال والأفكار الضالة، وماذا في جعبة الوزير حول هذا الجانب أجاب معاليه: إن اليوم كان الاجتماع بجمعية المنتجين وأحببنا أن نقول لهم الكرة في ملعبكم لإعطائنا ما يمكن أن نقدمه للمشاهد السعودي والمشاهد بشكل عام وقد استمعنا بالأمس إلى كلمة خادم الحرمين التي ألقاها سمو ولي العهد نيابة عنه في مجلس الشورى التي أكدت على إستراتيجية بناء اللحمة الوطنية كوننا أمة سلام ولا يمثلنا ما نراه من إرهاب ودمار وخراب وعلينا اليوم أن نغير من هذه الصورة وسنجد بحول الله الأدوات القادرة على ذلك أما الثقافة فنحن نتحدث عن منظومة متكاملة الإعلام والثقافة والأمن والتعليم منظومة متكاملة تعزز من بناء الإنسان واحترام الإنسان لنفسه أولاً تؤكد أن حب الحياة أهم وأغلى من حب الموت.
وكان وزير الثقافة والإعلام قد تجاوز في اجتماعه بالمنتجين البرنامج البروتوكولي المعد بما تضمنه من كلمات وخطابات واستغل الوقت في حوار مفتوح طلب من الحاضرين أن يخاطبوه بعبدالعزيز الخضيري وبعد انتهاء الدوام بعيداً عن لقب صاحب المعالي كما تميز موقف الوزير بإعطاء كل وسائل الإعلام ما تستحقه من الوقت، حيث أجري معه عدد من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية وانهالت عليه أسئلة الصحفيين دون تبرم.