«1»
(تقوى الله)
كلما أقدم على فعل أو تصرف شنيع قال: «عسى ما شافني أحد» واذا فعل ذلك ومعه أحد من الرفاق .. (رفاق السوء)قال: تكفى يا رجال لا تتحدثون عند أحد بما فعلناه..
ستره الله لكنه يأبى إلا أن يتحدث ويحكي أفعاله التي يعتبرها مع الأسف الشديد بطولات، يفاخر بها، والعياذ بالله حدث ما لم يكن في حسبانه ولم يخطر على باله أن يحدث يوما من الأيام كونه كان في غفلة أعمت بصيرته، فقد حدثت له فضيحة لا زال يعيش فصولها .. فظل يسأل الله أن يخرجه منها ويشمله برحمته وستره كما ستره طوال السنوات التي مضت من عمره لقد أنكشف المستور.
إلا أن ما حدث كان سببا في استيقاظه من غفلته وعودته للطريق القويم عاهد نفسه أمام الله الا يعود لذلك الطريق طوال ما تبقى من عمرة بكى بكاء لم يبكيه طوال حياته الماضية ضاقت به الوسيعه يرفع يديه كل يوم في صلواته وفي سجوده طالبا الستر من الله وأن يتقبل توبته أصبح أنسانا مختلفا في سلوكه وتصرفاته.
أصبح يقاطع كل ما فيه معصية من الكبائر وكل سلوك وتصرف مشين كان يمارسه قولا أو فعلا كان في السابق يؤدي الصلوات بانتظام مع تقطع بسيط لكنه اليوم أصبح أفضل حالا محافظا على الصلوات لكل الأوقات راجيا من ربه أن يرحمه ويتقبل توبته الصادقة وندمه على كل ما اقترف من ذنوب ومعاصي واثقا وموقنا بأن رحمه الله أكبر مما يتصور
«2»
(نار جهنم)
كعادتهم جلسوا يتسامرون في ليلة شتاء حول موقد النار وكان الجمر يكاد يخطف الأبصار من وهجه وحمرته، حيث كانت الأجواء مقمرة وبينما هم يستمتعون بالدفء لاشعوريا أخذ أحدهم قطعة جمر صغيرة ملتهبة اخذ يقلبها بين يديه متحديا الجميع بأنة يستطيع أبقاؤها في يده أطول مدة ولا يجاريه في ذلك أحدا لكنه فشل وسيفشل من هو أصبر واقوى بأسا منه.. فما هي إلا ثوان وألقى بالجمرة في الموقد بعد ان تركت آثارا من الحروق في أصابعه.
سرح بخياله قليلا وهو حامل الجمرة وكأنه وجه لنفسه سؤالا منطقيا اذا كانت هذه الجمرة الصغيرة (من نار الدنيا) بهذه الحرارة والتي ليست شيئا أمام نار الآخرة فكيف سيكون حالنا مع نار الآخرة، أرتعش جسمه ارتعاشة غريبة لم يعتدها وقال: هل نتعظ ونعتبر من هذه الجمرة الصغيرة لكي ننقذ أنفسنا بمشيئة الله من نار جهنم التي من شدة حرارتها تغلي أدمغتنا،
لنذرف إذاً دموع الندم قبل فوات الأوان ونعود لصوابنا ونحسن علاقتنا بربنا جل وعلا وخصوصا نحن معشر المقصرين المفرطين حمانا الله وأنار بصيرتنا نحن ووالدينا وذريتنا ومن نحب وجميع المسلمين من نار جهنم وسعيرها
- محمد عبدالعزيز اليحيا