صدر للدكتورة خولة الكريّع كتاب «تستاهلين» عن مداد للنشر والتوزيع.
وقالت في مقدمة الكتاب: الموعد الساعة الرابعة عصراً ويجب أن أكون هناك قبل الموعد بنصف ساعة.
أنهيت جميع استعداداتي ونبضات قلبي تتسارع فلم أطق صبراً، وخرجت من بيتي في وقت مبكر جداً.
كنت أبرر ذلك الخروج بأنه من مبدأ أخذ الحيطة والحذر.. فكثير من السيناريوهات بدأت بالظهور في مخيلتي.. ماذا لو صادفت في طريقي حادثاً مرورياً أو ازدحاماً غير معتاد؟ مجرد اكتمال هذا الخيال يدخل الفزع في نفسي. كيف موعد مع سيدي خادم الحرمين الشريفين.. هل تصدقون؟
أنا لم أكن أثناء ركوبي في السيارة مصدّقة ما سيحصل، فقبل أيام قلائل تلقيت أجمل وأروع خبر في حياتي وهو إعطائي الثقة الملكية الغالية بمنح خادم الحرمين الشريفين لي وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وبعد فترة وجيزة يأتيني الخبر الأكثر روعة والأشد تكريماً وهو تحديد موعد مراسم تقليدي ذلك الوسام وإعطائي شرف السلام والوقوف بين يدي والد الجميع وقائد المسيرة الملك عبد الله بن عبد العزيز - أطال الله عمره -.
حدقت بعيني من خلال نافذة السيارة، وسرحت بفكري وعدت بالزمان إلى الوراء حيث تذكرت تلك الفتاة الصغيرة بضفائرها الطويلة وحقيبة كتبها الثقيلة تحملها على ظهرها الصغير، وصدى أغنية فيروز يصدح في أذني وهي تغني: «طيري يا طيارة طيري.. يا ورق وخيطان.. بدي أرجع بنت صغيرة على سطح الجيران».
نعم تمنيت أن أرجع تلك الطفلة الصغيرة التي تغنت بها فيروز وأمسح بيدي على ضفائرها، وأخبرها أن طريق الكفاح الوعر الذي ستسلكه سيتكلل بالنجاح ويزدان بالفخر ويعطر بشرف السلام على الوالد القائد الملك عبد الله بن عبد العزيز.
من يصدق التغيير الذي حصل منذ زمن براءة طفولة تلك الفتاة إلى وصولها إلى مرحلة النضج كامرأة سعودية.. نعم تغيير شاسع لا يمكن اختزاله في كلمات الوصف والبلاغة، لم يكن الوقت بعيداً حين حانت المعارضة القاسية لتعليم المرأة، والآن لم تنل المرأة حقها في التعليم فقط، وإنما نالت حقها في التوظيف والإيمان بدورها الشريك للرجل في البناء والنهضة، ومساواتها مع شقيقها الرجل في التقدير والاحترام والتكريم.
كتاب «تستاهلين» للدكتورة خولة الكريع جاء في 196 صفحة من الحجم الكبير وتضمن أيضاً العديد من المقالات..
وعلى الغلاف الأخير قول المؤلفة:
جميل أن يجد كلٌ منا بداخله مساحة للتأمل، مساحة للتحدث مع الذات المجردة، مساحة لفلسفة أمور الحياة المعقدة وتحويلها إلى خطوط بسيطة وآراء محفزة. لو استطاع كل منا أن يخرج من حدود ما أسميه النجاحات المادية والإبحار في عمق روحه وذاته، لظهر ذلك التوازن الرائع على شخصه، ولعرف أن هناك أبعاداً مختلفة للسعادة والجمال في هذه الحياة.
لست أديبة، ولكن اخترت مشاركتكم ببعض آرائي، وتأملاتي، وخواطري لما يدور حولي من نواحٍ اجتماعية مختلفة بصورة تلقائية.