إعداد - فواز أبو نيان:
كتاب «نافذة على عالمنا العجيب» تأليف الأستاذ سعد البواردي صدر عن دار المفردات مؤخراً..
وتضمن عدداً من المقالات التي سبق نشرها في جريدة المسائية التي كانت تصدر عن مؤسسة الجزيرة ويقول الأستاذ البواردي في أحد المقالات:
حين ينعدم الهواء النقى.. ويبقى الجو مشحونا بترابه..
حين يصعب التنفس في بيئة ملوثة بغبارها وعوادم سياراتها.. ودخان مصانعها المتصاعدة لابد من الفرار والهرب إلى حيث يصطاد لنفسه أوسجينا صالحا لم تلوثه المدن.. ولم تصل إليه أدوات الحضارة المادية التي تضخ أنفاسها الحارة في الهواء وتحولها إلى فرن مليء بالملوثات والفيروسات.
ولكن.. ولأن المدن بكل مالها وما عليها تحولت إلى عشق محموم يصيب الرأس بالصداع والدوران.. والعطاس.. وابتلاع الحبوب الحيوية المضادة لكل الأعراض..
لأنها كذلك.. ولأنها المدن التي يعشقها جل الناس ويأنسون لضجيجها وصخبها فإن الابتعاد عنها لمن استمرأ الحياة فيها يشكل ما يشبه العزلة والاكتئاب رغبم يقينه بأن الحياة هادئة هانئة في جو صحي أفضل.